استقدام مايسمى بالمؤثرين لبرنامج’فرصة’كرة الثلج تكبر وفاطمة الزهراءعمور في ورطة

استقدام مايسمى بالمؤثرين لبرنامج’فرصة’كرة الثلج تكبر وفاطمة الزهراءعمور في ورطة

A- A+
  • لا يزال انتداب ما يسمى بـ” المؤثرين” للترويج لبرنامج “فرصة الحكومي” يثير الكثير من الجدل ويسيل الكثير من المداد، من حيث الأموال المرصودة للإشهار والترويج للبرنامج الحكومي، أي ملايين الدراهم درهم ستوزع فقط هكذا على كائنات تقول أنها مؤثرة، ضربا عرض الحائط الدور التنويري للإعلام الوطني الذي كان دوما الوسيلة التواصلية الأمثل للوصول إلى المغاربة والتواصل معهم.
    كثيرة هي التساؤلات التي تناسلت بعد خروج هذا الخبر للواجهة”: من المسؤول وصاحب فتوى استقدام المؤثرين للترويج لبرنامج “فرصة” عوض الإعلام الوطني بجرائده ومواقعه التي توظف المئات من الصحافيين والصحافيات ولها التزامات مالية يومية وشهرية وسنوية مع مديرية الضرائب والتزامات مع الصناديق الاجتماعية؟ هل خضعت الشركة التي حصلت على ملايين الدراهم لمسطرة طلبات العروض؟ ثم ما مدى مصداقية هذا “المؤثر” أو “المؤثرة” ونجاعته في تمرير الرسائل والإخبار والترويج لبرنامج ” ضخم” متعلق بالتشغيل أو التشغيل الذاتي؟ وما هي المعايير المعتمدة وليس مواقع ومنابر إعلامية قوية ومؤثرة ديال بصح؟
    أسئلة أخرى تناسلت وتحير المغاربة بسبب هذه الموضة الجديدة في انتداب ما يسمى بـ “المؤثر”من قبيل: هل يتناسب مبلغ الصفقة مع الأعمال الموكولة للشركة المعنية؟ أليس هذا المبلغ المخصص للتواصل كبيرا وغير متناسب مع حجم هذا البرنامج الذي سيخصص في إطاره مبالغ 10 مليون سنتيم لحاملي مشاريع؟ بل هل يحتاج هذا البرنامج حملة تواصلية بهذا الحجم وهذه العينة من الأساس؟”.
    تطرح أيضا عملية الاستعانة بما يسمى بالمؤثرين في الترويج لبرنامج حكومي واجتماعي مسألة مصداقية هؤلاء المؤثرين، وتكوينهم العلمي وقدراتهم وكفاءاتهم على إيصال الرسائل و طريقة شرح برنامج “فرصة” للمستفيدين منه؟ كيف لمؤثر أو مؤثرة يبدأ فيديوهاته بلازمة “خوتي المغاربة..” بتكوين علمي ملغم أن يشرح للمغاربة بكل فئاتهم شروط الاستفادة من برنامج فرصة وأن تكون رسالته شافية و وافية؟
    تطرح أيضا مسألة الإلتزام والمواكبة، هل ستنخرط هذه الكائنات المؤثرة في مواكبة نتائج وإيجابيات و ربما علل برنامج “فرصة” المستقبلية؟ أم أنها ستقبض ثمن “collaboration” وتبحث عن منتوج آخر للوجه أو تكبير شيء ما للترويج له؟
    مسألة الالتزام والمواكبة لن تضطلع بها سوى الصحافة والإعلام القوي والمؤثر فعلا ، التي تمارس دورها التأطيري والتنويري في صفوف المواطنين المغاربة وهؤلاء هم المؤثرون الحقيقييون.
    سؤال يطرح أيضا حول مسألة التأثير والتسمية نفسها؟ ما معنى مؤثر؟ هل بسبب حجم المتابعة ” المنفوخ” بصفحات الفايسبوك أم بعدد الإعجابات المشتراة من شركة ميتا؟ أم بعدد المشاهدات التي يمكن أيضا شراؤها من شركات متخصصة؟ فإذا كان هذا المعيار فحتى قنوات اليوتيوب الخاصة بالأطفال التي يشاهدها ملايير الأطفال في العالم يمكن أن يقال عنها أنها مؤثرة بهذا الفهم الضيق والتمسح بالانتشار والمصداقية الحقيقية التي لم تكن ولن تكون سوى في الصحافة و الإعلام المهني الذي تقوده المقاولات المغربية ذات المتابعة الجماهيرية الكبيرة والتي تشغل مئات الصحافيين و المهن المساعدة لها، ولقد رأينا كيف كان الإعلام الوطني الحصن الحصين إبان جائحة كورونا حيث كان المغاربة يبحث عن المعلومة من المنابر الإعلامية ذات المصداقية، وعلى رأسها “شوف تيفي” التي واصلت العمل زمن الجائحة دون توقف.
    لم نعد أمام مشكل يتعلق فقط باستقدام ما يسمى مؤثرين إلى حفل إطلاق برنامج “فرصة”، وإنما أمام إشكال أعمق بكثير يتعلق بأوجه صرف أموال المغاربة، ما يستلزم ضرورة تقديم إجابات للمواطنين باعتبارهم أولا صوتوا في الانتخابات وثانيا باعتبارهم دافعي ضرائب.
    الإعلام قام بدوره الإخباري كاملا في هذا الإطار وروج لبرنامج “فرصة” انطلاقا من دوره في تقديم الخدمة العمومية، على السيدة فاطمة الزهراء بنعمور، الإجابة على كل ما يثيره الإعلام والمواطنون من أسئلة وملاحظات لأن لها منصبا سياسيا. أما في حالة عدم قدرتها على مخاطبة المغاربة والتواصل معهم، كأي مسؤولة سياسية في حكومة منتخبة في جميع أنحاء العالم فيمكنها أيضا الإستعانة بالمؤثرين لشرح ما يجري، ربما ترى فيهم ملكات تواصلية ونجاعة في تمرير الرسائل لا يملكها الصحافيون.
    لكن الحقيقة أن الوزيرة وجدت نفسها وسط كرة ثلج كبيرة تزداد يوما عن يوم وتكبر، وهي تلوذ بالصمت، والنقاشات تزداد في مختلف الجرائد والمواقع الإخبارية، فهل فعلا أصبح الإعلام في نظر وزيرتنا الجميلة لا تأثير له؟

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أيت طالب: الناس اللي مراض غايبقاو يتعالجو والمستشفيات تتحمل المسؤولية