اعتبر أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني، أن اعتماد حلف الشمال الأطلسي “ناتو” بشكل رسمي، لخريطة المغرب كاملة بما في ذلك صحراؤه الجنوبية، “هو مكسب مهم للدبلوماسية المغربية، من شأنه أن يقود في المستقبل المنظور، بعدد من البلدان الأعضاء داخل هذا الحلف الكبير، إلى الاعتراف بمغربية الصحراء على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد مؤسسة و راعية حلف “ناتو” الذي لا ينحصر دوره على ما هو عسكري ودفاعي، وإنما كذلك القضايا التي تكتسي طبيعة استراتيجية على مستوى تدبير العلاقات مع باقي البلدان الشريكة، وضمنها المغرب”.

وأضاف تاج الدين في تصريح لأسبوعية “المشعل”، أن منظمة حلف الشمال الأطلسي هي منظمة دولية لها شخصية معنوية مستقلة عن أعضائها، “ما يعني أنه حتى في حالة عدم اعتراف البلدان المنضوية تحت لوائها، بمغربية الصحراء، فإن جسور الشراكة بين حلف “ناتو” والمغرب ستتعزز في إطار جديد من العلاقات التي تتأسس على اعتراف المنظمة بالسيادة الكاملة للمغرب على تراب صحرائه، وذلك بالنظر لانخراط الولايات المتحدة الأمريكية في بناء ودعم هذا المسار الجديد الذي يؤسس بالطبع لواقع جديد ستتعاطى معه البلدان العضوة في هذه المنظمة، برؤية جديدة تخدم مصالح المغرب في ارتباطها بقضية وحدته الترابية”.

ويذكر أن تصريح تاج الدين الحسيني لـ “المشعل” يأتي في إطار قراءته لأبعاد القرار الذي اتخذه حلف الشمال الأطلسي “ناتو” والقاضي باعتماد خريطة المغرب كاملة تشمل الصحراء المغربية، في خطوة تعكس شروع الولايات المتحدة الأمريكية في فرض قرار اعترافها بمغربية الصحراء، على شركائها داخل هذا الحلف الذي أعلن رسميا في بلاغ رسمي عن اعتماده لخريطة المغرب كاملة وغير منقوصة السيادة.

كما تأتي هذه الخطوة المتقدمة، لتكرس توالي الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب على الأرض، حيث أصبح حضوره بارزا في الصحف العالمية الفرنسية والإسبانية والبريطانية والأمريكية، كفاعل جديد بات يمتلك صوتا مسموعا ووقعا وتأثيرا لا يستهان به.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة، التي أظهر فيها حلف “الناتو” خريطة المغرب الكاملة بموقعه الرسمي ضمن برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له ” Deep” تأتي بعد فترة قصيرة من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.

المصدر: شوف تي في