ياك قلناها ليكم..

ياك قلناها ليكم..

A- A+
  • ياك قلناها ليكم..

    فجر أحد ذيول النظام الجزائري من الخبراء والمحللين السياسيين غضبا تونسيا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحه لقناة تلفزية، بأن تونس ولاية تابعة للجزائر، فخلال استضافته في قناة “سكاي نيوز عربية” للتعليق على قرار إعادة فتح الحدود بين البلدين، قال الخبير الاقتصادي الهواري تيغرسي إن السلطات الجزائرية تعتبر تونس الشقيقة الصغرى، قبل أن يضيف “لنقلها بصراحة: تُعتبر تونس ولاية جزائرية مهمة جدا”.

  • هذا الكلام، وإن كان باطلا فإنه يخفي حقيقة ما يعتقده العسكريون الحاكمون بالجزائر، والذين لا يبنون علاقتهم المفاجئة اليوم مع تونس على أساس الأخوة والصداقة والتعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين، بل على أساس الوصاية والهيمنة والتبعية، حيث استغل الرئيس عبد المجيد تبون الوضع المأزوم الذي وصلت إليه الشقيقة تونس، من إفلاس اقتصادي وأزمة اجتماعية وإدخال قيس سعيد البلاد في نفق ما يبدو منه حتى اليوم هو أول ظلمته، بينما الضوء الآخر من النفق لا يرى حتى اليوم، لجر تونس الخضراء إلى صف عساكرية الجزائر وتوظيفها ما أمكن في صراعها الأزلي ضد المغرب..

    لكن هيهات، فقد تصدى التونسيون للتصريحات المهينة للخبير الجزائري، وأظهروا له صورة الجزائر الحقيقية، حيث كتب أحدهم: “من الدولة القرطاجية التي عاصمتها قرطاج في تونس والتي حكمت سواحل المتوسط حتى إسبانيا وأنتم (يقصد الجزائريين) كنتم تابعين لنا، وهناك مقاطعة أفريكا البروقنصلية في العهد الروماني، ونوميديا التي تفتخرون بها عاصمتها ماسينيسا، وفي العهد البيزنطي هناك مقاطعة إفريقيا عاصمتها قرطاجنة وأنتم تابعون لها، وفي العهد الإسلامي كانت القيروان عاصمة كل المغرب الإسلامي، بما فيها أنتم، وكنتم خاضعين لسلطتنا، ثم في عهد الدولة الأغلبية وعاصمتها القيروان، كان أكثر من نصف مساحة الجزائر الحالية يخضع لسلطة أمير القيروان”.

    معروف تاريخ تونس وعراقة بلد الياسمين، ولم يكن لأحد أن يزايد على بلد ذي سيادة وأمجاد تاريخية من القرطاجيين حتى اليوم بما لا يوجد له مثيل في الجزائر، لكن تصريحات الخبير المقرب من النظام الجزائري، فضحت المسكوت عنه في رؤية العسكر الحاكم بالجزائر لمفهوم علاقتها بدول الجوار في شمال إفريقيا المبنية على الهيمنة والابتلاع والوضع تحت الوصاية، سواء مع تونس أو ليبيا، لذلك يفسر الكثيرون سبب العداء الكبير لحكام الجزائر للمغرب، أنهم وجدوا دولة كبرى عريقة بتاريخها وأمجادها، وبقوة ومتانة بنيانها، باعتبار المملكة الشريفة رفضت ابتلاع جزء من أراضيها، ولم تخضع لأي علاقة غير مبنية على احترام السيادة والندية ومراعاة المصالح المشتركة للبلدين.

    ليس ما عبر عنه الخبير التابع للنظام العسكري بالجزائر سوى فلتة لسان وكشف لحقيقة المخبوء في قلب صناع القرار بالجزائر، فقبل أسبوع كان وزير الداخلية التونسي، توفيق شرف الدين، أثار موجة من الغضب داخل تونس بعدما أكد منح “امتيازات” خاصة لسيارات الجزائريين وإفلاتها من “الصابو” داخل شوارع تونس، حيث تصدى كل نشطاء تونس الأحرار ضد ما اعتبروه انتهاكا للسيادة التونسية، وتعاملا تمييزيا لتطبيق القانون غير مسبوق في أي دولة تحترم نفسها لفائدة السياح الجزائريين، قبل أن يتم التراجع عن الأمر، وتصدر وزارة الداخلية التونسية بلاغا تنفي فيه هذا الأمر، مؤكدة أنه يتم التعامل مع جميع السياح القادمين إلى تونس بنفس الطريقة.

    فقد سبق أن قلناها أكثر من مرة في هذا المنبر، أن الطغمة العسكرية التي اغتصبت الحكم بالجزائر ليس من عقيدتها بناء علاقات الأخوة والصداقة مع دول الجوار، وما فجره لاوعي الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي الهواري تيغرسي المقرب من النظام الجزائري، يشكل حقيقة عميقة لدى حكام قصر المرادية.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي