باستثناء قادة حزب العدالة والتنمية، المنشغلين بإطفاء الحرائق المشتعلة داخل التنظيم، استضافت مؤسسة الفقيه التطواني، أبرز مسؤولي الأحزاب السياسية المشكلة في البرلمان، للحديث عن استعدادات الأحزاب السياسية للانتخابات المرتقبة يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021.

وشهدت غالبية تصريحات مسؤولي الأحزاب خلال مرورهم بالمؤسسىة، سجالا كبيرا داخل مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت من الاحتقان والصراع بين مختلف زعماء الأحزاب، خاصة قبل شهور قليلة فقط على موعد الانتخابات، وقبل أسابيع على بداية الحملة الانتخابية.

وفي ذات السياق، أوضح رشيد لزرق الأستاذ الجامعي بالقنيطرة، بأن الوضع الراهن يقتضي من الأحزاب الحكومية، تنزيل المخططات الاجتماعية، وترك المزايدات الفارغة، و الاهتمام بتخفيف الأزمة على المواطن، مشيرا بأن المنظومة الحزبية ينبغي عليها التحرر من المنطق التقليدي لفهم أسباب فقدان الثقة و العمل على تجاوز أسباب هذه القطيعة وضرورة إيجاد السبل التي تعزّز الأشكال الجديدة من المشاركة السياسية، عبر تقديم عروض سياسية عملية وواقعية بدل الرهان على الجدل الساخن.

و لبلوغ هذه الغاية، شدد الجامعي، بضرورة التحلى بروح المواطنة العالية، و ترك خلافاتها وحساباتها السياسوية إلى ما بعد انتهاء الأزمة، غير أن شيئا من هذا لم يحصل، إذ كشفت أحزاب الائتلاف الحكومي عن ضعفها و انشغالها بحسابات سياسوية، وبدل أن يكون الاختلاف في فعالية تنزيل المخططات و سرعتها، أضحى محور انشغالها الخلاف في القوانين الانتخابية وعائداتها، وهو ما ظهر بالملموس في مقترحات الأحزاب، للجنة النموذج التنموي وعدم قدرتها على تقديم حلول ملموسة، بعيداً عن الشعبوية الزائفة والمزايدات الزائلة، والتي سئم منها المواطن المغربي.

وتابع لزرق حديثه، بالتأكيد أن المعارضة، لم تقدم حلولا بديلة، وطروحات مغايرة، خارج إطار المزايدات في وقت أبانت فيه عن محدودية في إبداع وسائل وآليات للعمل والنشاط عن بُعد، وهو ما يؤكد فقدانها للكفاءات وللأطر القادرة على الإبداع وإيجاد الحلول وابتكارها.

واختتم لزرق حديثه، بالتأكيد أن المطلوب من الأحزاب اليوم هو المساهمة في جهود الدولة في التوعية بوسائل مكافحة كورونا وغيرها، وتأطير أنصارها على ضرورة الالتزام بالقانون والحجر الصحي وحظر التجول والتعليمات الصحية، بعد الفشل وعدم القدرة على إبداع حلول اقتصادية وسياسية وغيرها.

المصدر: شوف تي في