قنابل البلاغات والمستفيدون من الريع الإعلامي…

قنابل البلاغات والمستفيدون من الريع الإعلامي…

A- A+
  • *ما يحدث اليوم من تهجم بليد على محاولة تدارك عطب عدم تجديد هياكل المجلس الوطني للصحافة، وبعد تنصيب الحكومة لهيئة مستقلة لتسيير المجلس إلى حين إصلاح النصوص وتهييئ اللوائح لتأمين عمل هيئة المجلس بشكل ديمقراطي، يخفي حقيقة نزوعات نحو استمرار ثقافة الريع في الحقل الإعلامي من طرف من ناشرين ينتمون إلى ماضي الصحافة، الأمر أشبه بالحق الذي يراد به باطل، فمن يقدم نفسه اليوم ” بشكل كاريكارتوري” كما لو ينتصر إلى الديمقراطية مستعديا الرأي العام على قرار حكيم، يعتبر أخف الحلول لاستمرار مكسب وطني دستوري في المشهد الصحافي بالمغرب.
    لن نحتاج في الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين للدفاع عن المكتسبات الكبيرة التي جلبناها للحقل الإعلامي وخاصة الفئات الهشة فيه، والتي يعرفها الصحافيون والصحافيات، ولا عن الدفاع عن روح المؤسسات المنظمة والمهيكلة والجادة ومنح المقاولات الإعلامية القدرة على التنافسية والاستمرار في وضع صعب، فلسنا من هواة تدبيج البلاغات وأخذ صور ” بزي مضحك” مع السياسيين الذين أصبحوا خارج الدائرة، فما ينفع الصحافة الوطنية اليوم هو التفكير بشكل عميق في الإشكالات الجوهرية للإعلام ببلادنا، وما تدافع عنه الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين هو ألا نصبح شحاذين ومتسولين على باب الشركات والمؤسسات الحكومية نستجدي الفتات، بل أن تتقوى المقاولات الصحافية الحقيقية، وأن تصان كرامة الصحافيات والصحافيين ليحسوا بالأمان الاقتصادي والاجتماعي، وكل ما يمكث في الأرض، أما زبد التهييج والبلاغات المحشوة بلغة لا تخفى على كل نبيه مقاصدها في حفظ ثقافة الريع والوزيعة والهميزات التي تعود إلى جيوب أصحابها بدل أن تنفع المقاولات الوطنية للإعلام وتمنح الصحافيين والصحافيين الإحساس بالاستقرار المهني بدل أن يظلوا تحت رحمة ناشرين اعتادوا الاستفادة من الريع الإعلامي على حساب مؤسساتهم البئيسة ؟ لممارسة هواياتهم المتبرجة و”لهلا يقلب ولا يشقلب” لا بالمقاولات الإعلامية ولا بالصحافة الوطنية ولا بتحسين أوضاع الصحافيين والصحافيات.
    خارج تجييش الفروع والجهات واستقطاب مناير صحافية تفتقد للحد الأدنى لمفهوم المؤسسة الصحافية تحت وعود الدفاع من أجل الحصول على أموال الجهات والبلديات “وهذا موضوع آخر سنعود إليه بالتفصيل” أو فتات الدعم الحكومي، فإن ما يطرح حقيقة في واقعة المجلس الوطني للصحافة هو أعمق من تنصيب الحكومة لهيئة مستقلة يفرضها القانون بحكم تنصل طرف ” مجنون بالزعامة” في المجلس من تحمل مسؤولياته والسعي نحو الغلبة الفوضوية لفرض استمرار الريع الإعلامي الذي تعاهدنا في الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين على ضرورة مقاومته كجزء من الفساد في حقل الصحافة الوطنية من أجل مقاولة مواطنة قوية تساهم في حماية جل المنتمين لقطاع الصحافة الذي انتهكت حرمته بهجوم ” من هب ودب” وبتجييش الانتفاعيين الذين تركوا الصحافة وقضاياها الحيوية في واد وتفرغوا للعمل الانتخابي الصرف على شكل “السماسرية “ليس من أجل عيون الصحافيات والصحافيين ولكن فقط للدفاع عن امتيازاتهم الشخصية التي ستزول حتما في عهد الشفافية…
    ما طرحه الزملاء في النقابة الوطنية للصحافة من ضرورة إصلاح مدونة الصحافة والنشر، وإصلاح جوهري لقطاع الإعلام والاتصال، يعاضد ما أكدنا عليه أن الهدف من انتخاب مجلس وطني للصحافة لا فائدة ترجى منه إذا لم يؤد بنا إلى تطوير التنظيم الذاتي للمهنة وتطوير أداء هذه الهيئة الدستورية، وليس لدينا أي طمع في الهيمنة على لا على هذا المجلس ولا غيره، فالانتخابات كأرقى ممارسة ديمقراطية لا وظيفة لها خارج عدم تكرار نفس أخطاء المرحلة السابقة والإكراهات التي واجهها زملاؤنا الغيورين على المهنة في هيئة المجلس الوطني المنتهية صلاحيتها.. اليوم نسعى للدفاع عن الصحافة التي يستحقها المغرب والمغاربة في إطار المشروع الوطني الكبير لتأهيل المغرب والذي يجب أن تطلع الصحافة فيه بأدوار رائدة، وأن تساهم هيئة المجلس الوطني في استقرار المهنة وتعضيد التنظيم الذاتي للصحافة، أما التجييش وحرب البلاغات والطموحات النرجسية في الوصول إلى رئاسة المجلس الوطني، ليس كحق مشروع ما دام يتم بوسائل ديمقراطية ولكن بأسلوب “التناسل والتكاثر غير الشرعي ” الفارغ المحتوى، الفوضوي في العدد وما ينفع حقا المشهد الإعلامي فليست ممارستنا ولن ننجر إليها، وأهل المهنة يعلمون حق العلم من يدافع عن الريع الإعلامي ومن يريد للصحافة أن يتقوى عودها ويشتد وينعكس ذلك على وضعية ممارسيها من صحافيات وصحافيين وفوق هذا على هذا الوطن الذي نريد له صحافة تشرف وجهه وتدافع عن قضاياه الحقيقية بدل الارتزاق والريع والنفعية الفردية كما سادت زمان التسيب في عهد الخلفي، نقول كفى…ولي مابغاش يحشم على شوهتو حنا واجدين نشوهوه…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي