بوح الأحد: حماة الجدار أكبر من الإلتفات إلى سفاهة الأقزام التائهين….

بوح الأحد: حماة الجدار أكبر من الإلتفات إلى سفاهة الأقزام التائهين….

A- A+
  • بوح الأحد: حماة الجدار أكبر من الإلتفات إلى سفاهة الأقزام التائهين، صمت حقوقيو ماما فرنسا تجاه الخروقات اليومية في الشارع الفرنسي و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي
    لم يُخلف المنتخب المغربي لكرة القدم الموعد وزف البشرى للشعب المغربي خلال هذا الشهر الفضيل. استضافة العملاق التاريخي للكرة في المغرب ومتصدر الترتيب الدولي والانتصار عليه بأداء مقنع يؤكدان أن الإنجاز المونديالي في قطر لم يكن فلتة أو صدفة ولكنه تعبير عن تطور ونهضة كروية انطلقت منذ مدة ليست بالقصيرة ونعيش اليوم بعضا من ثمارها. و قد قلتها سابقا فالسياسة الكروية للمغرب ناجعة والرعاية الملكية لهذا القطاع كانت واضحة منذ سنين وستعطي أكلها بالتدريج. المسؤولية في تنفيذ هذه السياسة والاستمرار بهذه الوتيرة وزيادة تقع على عاتق الجهات الوصية على كرة القدم.
    ملحمة طنجة الكروية في تلك الليلة الرمضانية فاقت الوصف وتعدّت الانتصار الكروي إلى ما يشبه انتصار شعب أظهر أحقيته في تنظيم أكبر الملتقيات الكروية العالمية.
    إقبال الجماهير وانضباطها وحماسها وتنوع فئاتها وتحضرها كان رسالة للعالم كله أن هذا الشعب يتنفس كرة القدم ويتذوق اللعب الجميل، وأن هذا البلد يستحق إدراجه ضمن الترشيح الثلاثي لاستضافة مونديال 2030، بل إنه يستحق شرف التنظيم والاستضافة.
    سلاسة التنظيم وحسن إدارة كل تفاصيل المباراة قبل وأثناء وبعد إجرائها كان رسالة أخرى تؤكد أن تأمين المونديال في المغرب مقدور عليه بدون مشاكل. لم تسجل أي حوادث تخرج اللعبة عن متعتها وتنغص على الجماهير الاستمتاع بالمباراة.
    تأكد الآن للجميع أن للمغرب قيمته المضافة كمرشح لاستضافة المونديال، سواء بحسن تنظيمه أو شغف جماهيره أو قوة منتخبه أو موقعه أو مناخه أو استقراره أو كل عناصر الجاذبية التي يتوفر عليها أو بدلالات الترشح المشترك حضاريا وإنسانيا.
    كانت كل الجهات المعنية في مستوى الحدث وتستوعب أن المباراة جزء من ملف الترشيح المغربي ورهان يجب ربحه لتقوية الملف الثلاثي أمام ملفات لها كذلك جوانب قوتها. جمهور ملعب طنجة كان في المستوى في ليلة رمضانية خالدة كان فيها كل شيء في القمة تنظيما ولعبا وتشجيعا وتفاعلا ونتيجة وإشعاعا.
    كعادتهم، لم ير بعض المساميم في هذه الملحمة كلها سوى صور مسؤولين أمنيين، وضمنهم عبد اللطيف حموشي المسؤول الأول عن تأمين هذه المباراة وربح هذا التحدي. تناسى هؤلاء أن وجوده في عين المكان جزء من مهمته ورسالة للعالم أن تأمين مثل هذه المناسبات يستأثر بعناية فائقة وبين أيادي واحد من أبناء الشعب يعشق الكرة ويولي مناسباتها الاهتمام الذي تستحقه شعورا منه أن البعد الأمني صار عاملا حاسما في نجاح التظاهرات الرياضية والفشل في ذلك تكون نتائجه وخيمة قد تحصد أرواحا لا قدر الله وقد تؤثر على الغاية من هذه المناسبات. ويمكن التذكير بفشل تنظيم فرنسا لنهائي دوري الأبطال عام 2022 الذي أفسد أجواء مباراة ليفربول وريال مدريد بسبب الفوضى والأخطاء الكارثية وأنسى الجميع في المناسبة ووجه الانتباه إلى الأعراض الجانبية لسوء التنظيم وعدم إيلاء هذه المناسبات ما تستحقه. نتذكر جميعا الخلاصات التي تصدرت العناوين حينها وكلها تصب في التشكيك في قدرات فرنسا على تنظيم المناسبات الرياضية التي أوكلت لها وتأمين مجرياتها.
    بالنسبة للمؤسسات الدولية الوصية على الرياضة، حضور مسؤول أمني مثل حموشي في عين المكان ومباشرته شخصيا لمهام تنظيمية عامل ثقة وتحفيز. بالنسبة للجماهير الرياضية المغربية حضور حموشي شخصيا في الملعب عامل طمأنة لهم ولأسرهم التي تتابع المباراة عن بعد أن تأمين أبنائهم وأقاربهم يحظى بعناية قصوى. بالنسبة لعبد اللطيف حموشي هو واجب مهني ووطني ورسالي ووجود في المكان المناسب لذلك الوقت وتلك المناسبة. بالنسبة للمساميم هو انتصار آخر للرجل والمؤسسة الأمنية التي تربح نقطة أخرى تبرز مكانتها كجزء من هذا الشعب الذي يحتضنها ويقدرها، وانتصار آخر للصامت الذي يرفض أن يتحدث عنه شيء آخر غير عمله. بالنسبة لمسؤولي وأفراد الأمن هو دعم ومشاركة وإشعار للجميع بالدور الذي يقومون به وأهميته في الانتصارات التي ينتظرها المغاربة. لذلك سميتُ ما حدث ملحمة.
    الحضور الميداني لمسؤولين أمنيين من الدرجة الأولى كان رسالة لتلك الجهات الإرهابية التي تريد تخويف نساء ورجال الأمن حتى يبتعدوا عن مناطق التجمعات الكبرى، ورسالة للمغاربة أن أمنهم يحظى بالاهتمام اللازم.
    بعض المساميم مثل لمرابط بلغ به الحقد حد اقتراف كلام من الكبائر في هذا الشهر الكريم. يشفع له أنه مرفوع عنه قلم التكليف ومألوف عنه أنه يكتب لإرضاء أسياده.
    ليس هناك مقدسون كما ذهبت إلى ذلك وريثة الشيخ زيان في منشوره الذي لا يحمل من المهنية مقدار قطمير كما لا تحمل هي من اسمها “الفلاح” شيئا لأنها بلغت أخس دركات الإفلاس، وليس هناك إله فوق الأرض كما ذهب إلى ذلك المجنون المشرد في اسبانيا والمصاب بإسهال التدوين ضد مؤسسات المغرب التي لم تستجب لابتزازه المألوف. لم تعد مقالات لمرابط تستأثر باهتمام ناشري ميدل إيست أي وها هو يجرب بلغات أخرى لعله يجد ضحية آخر يشتري منه الأوهام التي يراكمها بالقناطير، ولم يعد روتينه السياسي الذي يكتب سيناريوهاته من خياله الواسع المريض يحظى بمتابعات المنبهرين الذين اكتشفوا حالته المرضية، ولم تعد بطولاته وغزواته الصحافية تغري بالمتابعة، ولذلك فهو يصطف اليوم كلية مع كابرانات الجزائر وعملائهم، ولو استدعى الأمر الافتراء على الناس بعبارات الربوبية والألوهية. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
    إن حماة الجدار مجرد أشخاص لا يرون في أنفسهم شيئا يميزهم عن غيرهم من المغاربة. هم أناس عاديون ولذلك يخالطون المغاربة في كل شيء حتى في أماكن الازدحام مثل ملاعب الكرة دون خوف، ويعلمون أن هذا واجبهم ويقومون به بحب وشغف لأن إدخال البهجة على المغاربة هو دافعهم وهدفهم. من يرى بعين الحقد ويفكر بعقل الكره ويسمع بأذن الحسد ولا همّ له إلا تأمين إفلاته من العقاب ومراكمة الامتيازات هو من يراهم مقدسين لأنه لا يتصور أشخاصا في مثل مناصب بعضهم ولا يستغلونها ولا يغتنون منها. التحدي دائما مرفوع في وجه المساميم. أظهروا ما عندكم من أدلة تطعن في ذمة أمثال حموشي وغيره من حماة الجدار ونعدكم أن نتكفل بالنشر. لقد بحث هؤلاء في السجل التاريخي ولم يتركوا بابا إلا طرقوه بحثا عن معلومات تحقق طموحهم واستعانوا بالداخل والخارج دون نتيجة. لم يجدوا إلا بروفايلا ناصعا لواحد من أبناء الشعب زاهد في متاع الدنيا وكل همه تنمية رصيده في خدمة وطنه وملكه ورضى الناس على تنمية باقي الأرصدة.
    النزول إلى هذه السفاسف والسقوط في هذا المستنقع يعكس حالة الإفلاس الأخلاقي التي أصبح عليها هؤلاء المساميم الذين ركبوا على خطأ لمواطن في مناسبة عامة خانه التعبير فكانت منه سقطة لسان يفهم طبيعتها كل من استمع لكلمته. لم يتسع صدر هؤلاء جميعا لالتماس العذر للمخطئ بل سارعوا للتقاسم والتشهير به واللعب بالنار في موضوع قد تكون عواقبه وخيمة على الشخص المخطئ إن تلقف الخطأ جهة متشددة فتكفر الرجل وتقيم عليه حد الردة أو الكفر لا قدر الله.
    من يمارس التشهير إذن؟ ومن يلعب بالنار في قضايا عقائدية اليوم؟ ومن ينشر بنية التحريض على مواطنين؟ ومن يتعسف ليخرج الكلام عن سياقه؟
    سبب هذا الإصرار على اللعب بهذه المواضيع واختلاق هذه النقاشات الفارغة هو ملء الساحة بالضجيج للتغطية على الفشل الذي يعيشه هؤلاء جميعا والتنغيص على المغاربة في مناسبات فرح وسعادة. السبب هو خدمة المناولة التي يقدمها هؤلاء للكابرانات بافتعال قضايا حول المغرب يقدمها الكابرانات للشعب الجزائري كمؤشرات على أن وضعهم أفضل من المغاربة. هذه الخدع كلها لم تعد تجدي مع الجزائريين الذين فقدوا الثقة في حكامهم الذين باعوا كرامتهم للفرنسيس بثمن بخس وتناسوا الإهانات التي جرعوها للجزائريين وسارعوا لتقوية العلاقات معهم بدون اعتذار.
    أشباه الحقوقيين من أمثال المعطي وفؤاد وبروكسي وخديجة وغالي وأمين وغيرهم غير معنيين بحقوق الإنسان في فرنسا. هؤلاء الذين لا يفوتون صغيرة ولا كبيرة حول المغرب أغمضوا أعينهم وصموا آذانهم واستغشوا ثيابهم عما يقع من فظائع في فرنسا. أمثال مجدوبي صبي الأمير لم ير في تحسن العلاقات المغربية الإسبانية سوى تاريخها المليء بالحروب وضرب بعرض الحائط هذه المكاسب التي تحققت بين جارين أوصلهما النضج والإحساس بالمسؤولية إلى مراجعة هذا الماضي من أجل مستقبل أفضل للشعبين والبلدين والقارتين.
    مشاهد قمع الاحتجاجات والإفراط في استعمال القوة ضد المتظاهرين والمبالغة في التوقيفات قبل كل احتجاج بدون سند قانوني صارت مألوفة في المشهد اليومي لفرنسا ولكنها لم تلق اهتماما من لدن أشباه الحقوقيين المدعين للنضال الحقوقي ومنتحلي الصفة الحقوقية. نضيف هذا التجاهل إلى تعمد فؤاد وقريبته ماما خديجة عدم إدانة مقتل الشرطي الشهيد ضحية الخلية الإرهابية والتضامن معه.
    بلغ التعسف في فرنسا حدا لا يمكن الصمت عنه، حيث استجوبت الشرطة لعدة ساعات في مدينة نيس مدرسا فقط لأنه وضع دمية تحمل صورة ماكرون على قضبان المحطة أثناء مظاهرة. ألا يستحق مواطن مثل هذا تضامنا من الفرنسيين عمر بروكسي والمعطي منجب؟ أليس شريكا لهما في المواطنة والجنسية؟
    تجاوز التعسف كل الحدود حيث تم توقيف أستاذ فلسفة مبرز من مهامه مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر بدون سبب سوى تعبيره عن رأيه المنتقد لسياسات فرنسا تجاه افريقيا. هذا ما حصل مع الأستاذ فرانكلين نيامسي الفرنسي من أصول كاميرونية. ألا يستحق هذا المواطن الفرنسي تضامنا من أبناء ماما فرنسا بين ظهرانينا؟
    الصمت والتجاهل الذي يطبع سلوكات منتحلي الصفات الحقوقية يفضح حقيقتهم. هم يلبسون القبعة الحقوقية حين تناسب أهواءهم وتخدم أجنداتهم وينزعونها حين يرون أنها تمس حماتهم وأسيادهم.
    لم نسمع لبروكسي الذي يدعي أنه صحفي وأستاذ وخبير إعلامي صوتا منددا بالانزلاق المهني الذي وقعت فيه قناة فرانس 24 وهي تستضيف وتسوق للزعيم الإرهابي العنابي رغم ما يشكله من خطر على أمن منطقة الساحل كلها. ولم نسمع لصديقه المعطي الذي يدعي أنه مؤرخ وخبير بالشؤون الإفريقية همسة حول هذه الاستضافة وتعليق على قرار دولة بوركينا فاسو قطع بث قناة فرانس 24 بعد تلك المقابلة مع زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ألا يستحق هذا الخبر من المعطي تدوينة وهو الذي يدون حول قضايا لا تحظى بمثل هذه الأهمية؟ أم أنه غير مقتنع بما تضمنه بيان بوركينا فاسو عن دواعي إقدامها على هذا القرار في حق القناة المدللة للدولة العميقة في فرنسا حين بررته ب”عبر إتاحة منبر لزعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فإن فرانس 24 لا تعمل فقط كوكالة علاقات عامة لهؤلاء الإرهابيين بل توفر أيضا مساحة تضفي شرعية على أعمال إرهابية وخطابات كراهية لإشباع الأهداف الشريرة لهذا التنظيم في بوركينا فاسو”.
    الحقوقيون المزيفون مستعدون لغض الطرف عن انتهاكات فرنسا وانزلاقات فرانس 24 طالما أنها توفر لهم منصة لإطلاق رصاصهم الطائش والفارغ على المغرب. هم مستعدون لتقبل تحرشات فرانس 24 وذبحها للمهنية.
    قلتها أكثر من مرة. الاستقواء بالخارج من الخارج وبقضايا داخلية ولخدمة أجندة خارجية لن يخدم هذه الملفات. هؤلاء يضعون أنفسهم في مواجهة المغاربة بهذا الظهور في هذه المنابر وفي هذا التوقيت. اختيار منصات معادية ومتحيزة وغير مهنية للظهور يسيء لهم قبل المغرب. لقد جرب كثيرون هذا السلاح ثم اكتشفوا أنهم كانوا مجرد أدوات تنفيذ لمخطط أكبر وتم لفظهم بشكل حقير بعد انتهاء مدة صلاحيتهم، ولا أحتاج أمثلة لأنها كثيرة ولا تحتاج تذكيرا.
    الانحياز الممقوت لفرانس 24 ضد الضحية وعدم استضافته يسيء للقناة ويفضح عدم مهنيتها ويبرز أنها غير حريصة على وضع المشاهد في الصورة كاملة، بل إن في ذلك نوع من الوصاية والحجر على المشاهدين. رضي أشخاص مثل زوجة الريسوني الظهور في هذا النوع من البرامج بهذا العوار المهني دليل على خوفها من مواجهة الرأي الآخر. ويبقى السؤال الأهم: لماذا لم تكن فرانس 24 على حياد في قضية حقوقية صرفة؟ لماذا تسيسها بهذه الطريقة البشعة؟
    إنه الاستهداف الممنهج والمتعمد للمغرب والحرص على أن يكون بأدوات تنفيذ مغربية.
    كان الأولى لفرانس 24 تصويب كاميراتها وبرامجها للانتهاكات الحقوقية التي يعيشها الفرنسيون يوميا بدون مبرر لتنقل بصدق للمشاهد غير الفرنسي حقيقة النموذج الذي تسوق له حتى يكون أتباعه على بينة. كان على هذه القناة تسليط الضوء على العداوات المجانية التي تخلقها فرنسا الماكرونية مع الكثير من دول العالم وآخرها تركيا التي استدعت وزارة خارجيتها السفير الفرنسي في أنقرة احتجاجا على استضافة مجلس الشيوخ الفرنسي أعضاء من تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية الذي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا وتقليدهم بميداليات شرف. وكان الأولى لفرانس 24 تسليط الضوء على التراجعات والخسائر التي لا تحصى لفرنسا في القارة الإفريقية، وكان الأولى لها تركيز اهتمامها على هذا الهوس الأمني الذي صار يلاحق إدارة ماكرون ضد معارضي سياستها الخارجية والداخلية على حد سواء عوض غض الطرف عن هذه الجرائم وتركيز الاهتمام على قضايا دول أخرى بانحياز مقيت وأجندة سياسية مكشوفة.
    تغامر إدارة ماكرون بالإرث الفرنسي وسمعة فرنسا حين تجعل مؤسسات الدولة في حالة بلوكاج وتفتح الباب للشارع ليعبر عن نبض المجتمع وتستسلم لسياسة الهروب إلى الأمام وتتجاهل مطالب الشارع التي تكسب أنصارا يوما بعد يوم. تخاطر حكومة ماكرون حين ترفض كل وساطة لتسوية الخلاف حول قانون تمديد التقاعد الذي مررته بطريقة قد تكون دستورية ولكنها حتما لا تعكس توجهات الشارع واتجاهات الرأي العام. لماذا لم يلجأ ماكرون وحكومته إلى قطع الشك باليقين وتجنب استعمال المادة 49.3 المثيرة للجدل ووضع حد لاحتقان الشارع بتنظيم استفتاء شعبي على هذا القانون؟
    هذا حل لا يعارضه الدستور ويتماشى مع مقتضيات الديمقراطية ويضع كل تيار أمام حجمه الحقيقي ولن يرفضه المعارضون بالتأكيد وسيرضي كل الفرنسيين ويغلق باب تحول هذه الاحتجاجات إلى كابوس للفرنسيين وهم مقبلون على موسم سياحي قد يتأثر بتبعات هذه الاحتجاجات التي جعلت مدينة العطور عاصمة للنفايات وعطلت أول زيارة للعاهل البريطاني خارج بلاده والتي كانت مقررة لباريس قبل أن تتحول وجهتها إلى برلين.
    خسارات فرنسا في عهد ماكرون تتفاقم ولم يعد بمستطاع أحد التنبؤ بحدودها، وما أفلح فيه ماكرون هو تطويع كابرانات الجزائر فقط. توسيع هوة الانقسام بين الفرنسيين بلغت دروتها في عهد ماكرون الذي بلغ به التطاول حد تشبيه المحتجين بمن اقتحموا مبنى الكابيتال في أمريكا. هل يصدر هذا النوع من التصريحات عن رئيس يمثل كل الفرنسيين وحريص على حقن دمائهم؟
    بدأنا بالكرة وننهي بها، حيث يفرحنا هذا الفريق بحجم تامغربيت التي يتمتع بها كل مكوناته. كم كان حدث تكريم العربي بنمبارك معبرا في مدينة مدريد حيث ستبقى تلك الصورة الجماعية لأعضاء المنتخب مع صورة الراحل بنمبارك منقوشة في قلوب المغاربة جميعا. إنها حكاية الوفاء للرواد والرموز، وهي تعبير عن العهد لهم وأن الجميع، كل من موقعه وفي زمنه وبما يتاح له، منخرط في خدمة المغرب. التفاتة معنوية رمزية بمعاني كبيرة تلقاها المغاربة بقبول حسن. لذلك فالكرة صارت حبلى بالمؤشرات للباحثين حول تامغربيت ودلالاتها ومجالات حضورها ووزنها في ربح كل الرهانات ووجوب إعادة اكتشافها ونشرها كقيم محفزة على العطاء والتضحية. لم يُنس الكثيرَ من هؤلاء الميلادُ خارج المغرب والتنشئةُ بعيدا عنه مغربَهم ولذلك فهم يلبون النداء ويتسابقون لحمل قميص المغرب ويتنافسون ليكونوا خير سفير لهذا المغرب ويستشعرون ثقل ما يمثلون مثلهم في ذلك مثل كل حماة الجدار وكل من يقف على ثغر من ثغور هذا المغرب الكبير. أين السر في هذا الانجذاب؟ ما هي الوصفة السحرية التي تجعل الكل ينصهر في هذا البناء؟ ما هو الدافع والحافز والهدف؟
    إنه المغرب وكفى.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي