المغرب إسبانيا والبرتغال… ضربة معلم

المغرب إسبانيا والبرتغال… ضربة معلم

A- A+
  • مفاجأة كأس العالم الثلاثي الإيبري المغربي.. لم يكن العديدون يتوقعون تلك المفاجأة المدوية التي أعلن عنها الملك محمد السادس من قلب إفريقيا.. وككل مفاجأة فإن وقعها  يكون مختلفا واستقبالها يتفاوت من جهة إلى أخرى..
    ما الذي يعنيه اشتراك ثلاثة دول أوربية وإفريقية في تنظيم كأس العالم بشكل مشترك؟
    أول ما يعنيه بالنسبة لنا في المملكة والذي يصادف الذكرى الأولى للموقف الإسباني التاريخي من قضية وحدتنا الترابية في مثل هذا الوقت من العام الماضي.. بما يعني وجود تحالف استراتيجي بعيد المدى بين المملكتين المغربية والإسبانية.. تتخذ أبعادا متنوعة في الشراكات الثنائية لا تقف عند حدود السياسي أو الاقتصادي.. بل تمتد لتشمل الجانب الرياضي والثقافي. ثاني ما يعنيه هذا التنظيم الثلاثي لكأس العالم.. هو إعطاء طابع إنساني وثقافي للعلاقات الثنائية بين ضفتي شمال وجنوب المتوسط القائمة على التعاون والشراكات القوية والندية وتقدير المصالح المشتركة بين دول إفريقيا والدول الأوربية بميزان من ذهب وعلى قاعدة رابح رابح..
    لقد أعطى تنظيم كأس العالم في بداية الثمانينيات فرصة ذهبية للإقلاع الاقتصادي لمدريد الخارجة للتو من أكبر دكتاتورية وحرب أهلية طويلة الأمد .. اليوم تبدو الحظوظ أكثر وفرة في التنظيم الثلاثي لكأس العالم المحمل بالرمزيات الكبرى..
    وهي فرصة تاريخية لتحقيق المملكة حلما طالما راودها منذ بداية الألفية الثالثة.
    بُعد آخر للمفاجأة التي أعلن عنها جلالة الملك الأسبوع الماضي.. هو أن المغرب خدام.. الدق والسكات بدون ضجيج السواقي الفارغة.. وهو مبادر  مقترح ومبدع في مشاريعه الكبرى.
    في الوقت الذي كان المغرب يعمل بشكل متوازي بترتيبات الشان وتخمينات كأس الكاف.. ها هو المغرب يدخل دائرة اللعب مع اللاعبين الكبار في مجال تنظيم كأس العالم..  الذي ستكون له فوائد كبرى على بلادنا.. ومردودية اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية..
    إنه اللعب بمعادلات كبرى في ذات الرقعة لقطعة الشطرنج.. إنه التوجه نحو المستقبل دون أن تزعج المملكة الأبواق التي ترتفع هنا وهناك ممن لا زالوا يحملون ذات الحنين الاستعماري القديم.. ممن يعتقدون أن إفريقيا وفي طليعتها المغرب.. يجب أن تظل دوما تحت الحماية ويحنون إلى مؤتمر الجزيرة الخضراء..
    صح النوم يا وله… إنه مغرب ما بعد كورونا… مغرب التحدي.. مغرب يؤمن بالمنجز على الأرض مما ينفع الناس.. لذلك لا يهمه نباح الكلاب المسعورة التي فاجأها التقارب الإيبيري المغربي مع الإعلان عن تقديم ترشيح مشترك لكأس العالم بين المغرب وإ سبانيا والبرتغال.. إنها ضربة معلم .

  • تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي