بوح الأحد: فرنسا الماكرونية تحرك غلمانها من جديد للعب بورقة الصحراء…

بوح الأحد: فرنسا الماكرونية تحرك غلمانها من جديد للعب بورقة الصحراء…

A- A+
  • بوح الأحد: فرنسا الماكرونية تحرك غلمانها من جديد للعب بورقة الصحراء، أباطيل ٱتهام المغرب بٱستعمال برمجية بيغاسوس في طريق الإنهيار و سمبريرو أول المندحرين و أشياء أخرى.

    أبو وائل الريفي
    لم يعد أمام الدولة العميقة في فرنسا الماكرونية شيئا سوى المغرب. ضاقت بها السبل وسدت في وجهها كل الأبواب فصارت تبحث عن منافذ للتأثير على المغرب لعلها توقف النزيف والتدهور الذي تتعرض له في القارة الإفريقية. تخطئ فرنسا الماكرونية مرة أخرى حين تظن أن المغرب سبب تراجعها وأنه يحرض ضدها أو أنه بتمدده الإفريقي يستهدف وجودها ويضر بمصالحها. تثبت كل مواقف فرنسا أنها لم تستوعب بعد التحولات التي تجري في العالم، وتعدد البدائل المتاحة اليوم أمام كل الدول التي ظلت مرتبطة بها في عالم لم يستقر بعد على وضعية نهائية وأقطاب في طور التشكل وأخرى في طور التراجع أو الانهيار.
    استيقظت فرنسا الماكرونية كالعادة متأخرة لاستدراك تخلفها في قضية الصحراء المغربية. لم تستوعب بعد الدولة العميقة في فرنسا أن المغرب حقق انتصارات دبلوماسية وسياسية وميدانية لفائدة مخطط الحكم الذاتي في مجلس الأمن بقراراته المتتالية وفي البيت الأبيض ومدريد وجل عواصم القارة الإفريقية وحتى في المناطق المحسوبة على داعمي الإنفصال مثل أمريكا اللاتينية، ولذلك يستحيل أن يقبل المغرب بغير ما يسرع هذه الوتيرة ويقوي هذه الدينامية. كان المطلوب من فرنسا الانخراط في هذه الدينامية الإيجابية لتسريع حل هذا المشكل المصطنع الذي يعوق تنمية جنوب المتوسط ويجعل هذه المنطقة بؤرة لتفريخ الإرهاب والجريمة والهجرة غير النظامية، وهي وضعية تتضرر منها فرنسا وأوروبا قبل غيرهما. كان المطلوب من فرنسا أن تنتصر للحق وتنصف المغرب في هذا النزاع لأنها الأدرى بحقيقته بحكم أنها كانت القوة المستعمرة والموجودة والخبيرة بتضاريس المنطقة كما فعلت مدريد. كان المطلوب من فرنسا الابتعاد عن المناورات المفضوحة التي لا تزيدها إلا عزلة في المنطقة.
    لم تتخلص فرنسا الماكرونية من منطقها الكولونيالي، فأقدمت على خطوة شاردة حين دفعت شرذمة من غلمانها المنبوذين لتبني مطلب مستهجن يريد إعادة عقارب الزمن إلى ما قبل 2007. الهدف من الخطوة، التي تبناها للأسف من يدعي أنه مغربي، هو مد الجزائر و الإنفصاليين بجرعات حياة لاستعادة بعض من المبادرة وإيقاف النجاح المغربي الذي يحصد أنصارا لمقترح الحكم الذاتي الذي بات حلا وحيدا على الطاولة كمقترح جاد لحل نزاع مفتعل طال أمده بدون مبرر معقول.
    كعادتهم، لم يتردد غلمان فرنسا بالمغرب في تقديم خدمة المناولة بدون شروط وتبني مطلب ملغوم بالدعوة لعقد مؤتمر دولي بإشراف فرنسا لحل النزاع حول الصحراء. فؤاد عبد المومني وبوبكر الجامعي وعمر بروكسي فضحوا حقيقتهم. هم كومبارس لدى الدولة العميقة لفرنسا ومستعدون للتوقيع على كل مبادراتها وتبنيها بدون معرفة حقيقتها وهدفها وسياقها وتوقيتها. وكالعادة، تفتح في وجه هذه المبادرات الملغومة صفحات المنابر الدعائية مثل لوموند ويحشد للتوقيع عليها أسماء تملأ الساحة ضجيجا لتبدو مؤثرة في الرأي العام. هل يعلم فعلا هؤلاء الثلاثة أن هذه مبادرة هدفها تقديم خدمة للبوليساريو؟ هل هم مقتنعون أنه ما تزال هناك فرصة أمام فرنسا للعب دور في هذا النزاع رغم فشلها في ذلك طيلة أزيد من أربعة عقود؟ ما سبب هذه المبادرة اليوم من فرنسا؟ لماذا تريد فرنسا القفز على حقائق الواقع والسباحة ضد التيار؟ ما علاقة هذا المقترح بالتقارب الفرنسي مع نظام الجزائر؟ ألا تعتبر هذه المبادرة صيغة منقحة فقط لمبادرة بشير بشرايا القيادي “السابق” بجبهة البوليساريو؟ ولا بد من وضع صفة السابق بين قوسين لأن ما حصل نهاية السنة الماضية كان تمثيلية مفضوحة.
    أبي بشير بشرايا العضو “السابق” في الأمانة العامة لجبهة البوليساريو والذي قدم “استقالته” نهاية السنة الماضية لزعيم الجبهة في مناورة مكشوفة للعب دور لا يقل خسة عما يقوم به مهندس هذه المبادرة، أي فرنسا. بشرايا هذا هو الذي وجه منذ مدة دعوة لفتح الحوار مع من وصفهم بالقوى المدنية الحية في المغرب ولم تجد دعوته آذانا صاغية لأن الكل فهم خلفيتها واعتبرها مجرد مناورة. بشير بشرايا الحاقد على المغرب والدمية لدى فرنسا، التي أكمل فيها دراسته وعين سفيرا لجبهة الوهم فيها قبل أن ينتقل في مهام متعددة باءت كلها بالفشل، كان هو الحصان الذي راهنت عليه فرنسا لتحقيق اختراق وسط الجبهة الداخلية للمغرب مقدما خدمة العمر لفرنسا لتعود لواجهة ملف الصحراء بعد فقدانها لما كانت تتمتع به فيه من دور مركزي. هل غابت هذه المعطيات عن بوبكر الذي يرى نفسه علامة عصره؟ هل يجهل بروكسي هذه الحقيقة وهو الذي يدعي “الخبرة” الإعلامية وعنده سابق تجربة في مطبخ صناعة البروباغندا في وكالة الأنباء الفرنسية؟ وهل يرضى فؤاد لنفسه مثل هذا الدور الحقير أم أنه صار يتلذذ القذارة في كل شيء؟ كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بتقديم خدمة مجانية لأعداء الوحدة الترابية والوطنية للمغرب؟ هل يمكن لمغربي بعد هذه السقطة أن يصدق أحدا من هؤلاء حين يتحدث عن الوطنية ومغربية الصحراء؟
    لن يكون لمناورة فرنسا مفعول لأنها ولدت ميتة و راهنت على أسماء منبوذة لا تمثل شيئا وسط المغاربة وهدفت لتقديم خدمة لطرف لا شرعية له للحديث عن هذه القضية ولا حق له في هذه الأرض ولا يساهم إلا في إطالة عمر التداعيات السلبية للاستعمار المدحور. ولن تساهم هذه المناورة إلا في فضح حقيقة فرنسا واستهدافها للمغرب بطرقها الماكرة المعهودة التي لم تعد تنطلي على المغاربة. صار شغل فرنسا الشاغل هو استعداء المغرب وتقديم الدعم للجزائر لتقويتها والإبقاء على وضع الستاتيكو في هذا الملف الذي يتقدم فيه المغرب يوما بعد آخر.
    ليس أمام فرنسا سوى الالتحاق بالدينامية الأكثر نشاطا وجدية ومصداقية والتي تنخرط فيها كل القوى المعنية بحل هذا النزاع المفتعل. ليس أمام فرنسا إلا الاعتراف بأنها فشلت في الوساطة في هذا الملف منذ عقود وقد كانت أمامها فرص ذهبية ولكنها ظلت تتاجر بهذا الملف وتتقوى به على حساب المتضررين منه. على فرنسا الاعتراف بالأمر الواقع وتجنب الاصطياد في الماء العكر وتسمية الأشياء بمسمياتها. فرنسا ملزمة اليوم بتقديم الحساب عن عقود من تدبيرها لهذا الملف والاعتراف بأن الجزائر هي المعتدية وهي التي افتعلت هذا النزاع وهي التي تغذيه بأموال الغاز وبأن البوليساريو صنيعتها وبأنها ظلت دوما مترددة في إقرار الحقيقة والاعتراف بعدالة المطلب المغربي باسترجاع جزء من ترابه. المطلوب من فرنسا أساسا اتخاذ موقف صريح من هذا النزاع والخروج من منطقة الغموض والازدواجية. من هنا يبدأ تصحيح أخطاء فرنسا وما دونه لا يعدو أن يكون تماديا في الأخطاء واستعداء للمغرب ولا ينفعها في شيء مساواتها بين الضحية والمعتدي كما لن ينفعها الرهان على المفلسين الثلاثة وغيرهم. الغريق لا ينقذ غريقا. الرهان على هذه المناورات لتخفيف الضغط عنها وتغافل المطلوب منها مآله الفشل ولا شيء غيره. لقد قالها جلالة الملك واضحة بأن الموقف من قضية الصحراء المغربية هو المنظار والمعيار للتعامل مع المنتظم الدولي ولن تشكل فرنسا استثناء لهذه القاعدة، بل لعلها تكون أكثر الدول المعنية بها بحكم تاريخها وعلاقتها بهذا النزاع ودورها في استمراره طيلة العقود السابقة.
    مناورات فرنسا ضد المغرب لا تنتهي، وتوظيفها لكل الملفات لإضعاف المغرب صار يؤرقها. ملف بيغاسوس أصبح نارا تحرق كل من اقترب منه. الحقائق بشأنه قليلة ولكنها تبطل كل الشائعات وتفضح الخلفيات السياسية لإثارة هذا الموضوع ضد دول بعينها. الدراسة التي تم نشرها مؤخرا من طرف لجنة التحقيق بالبرلمان الأوربي حول استخدام برامج التجسس والتي تتكون من مائة صفحة لم تؤكد مزاعم امتلاك المغرب لبرمجية بيغاسوس وبقيت عباراتها غير يقينية وهو ما يشكل ضربة لكل مروجي الإشاعات ضد المغرب ويلزمهم بكشف أدلتهم خدمة للتحقيق وانتصارا للحقيقة على الزيف. وأول المعنيين بهذا الطلب هو أمنستي وفوربيدن سطوريز وسيتيزن لاب والمنابر التي اتهمت المغرب. ليس أمام هؤلاء جميعا سوى تقديم ما يملكون من أدلة وإلا فإنها ادعاءات باطلة وكيدية وسياسية وخدمة لأعداء المغرب.
    حقيقة أخرى كشفتها التحقيقات والخبرة حول هاتف سمبريرو تفضح ادعاءاته. لم توجد أي آثار حول وجود بيغاسوس في هاتفه وهذه نتيجة خبرة إسبانية وهي دولة تملك هذه البرمجية حسب الدراسة سالفة الذكر. فهل سيستمر سمبريرو في كذبه؟ هل يملك الشجاعة لتكذيب نتائج هذه الخبرة؟ هل سيعلن الحقيقة بشكل طوعي؟ هل ستكون له جرأة البوح بأسباب كذبه على المغرب ولفائدة من ومقابل ماذا؟
    الحقيقة الثالثة بشأن هذه الافتراءات ضد المغرب كان مصدرها هذه المرة الخبير الأمريكي في الأمن المعلوماتي جوناتان سكوت الذي نشر على حسابه في تويتر تغريدات تبدد مزاعم اتهام المغرب باستعمال بيغاسوس. فضح جوناتان خبرة أمنستي المضروبة حين طلب من تسعة أشخاص حول العالم اختبار نظريته القائلة بأنه يمكن محاكاة اختراق برمجية بيغاسوس ببساطة من خلال إرسال رسالة عبر الواتساب لنطاق تابع لأمنستي حيث اتضح أن نتيجة اختباره تكون إيجابية ويقوم بتسجيل هجوم مزور للبرنامج المذكور على هواتف ثمانية أشخاص من أصل تسعة. هل بعد هذه الحقيقة شيء آخر؟ وهل تجرؤ أمنستي وغيرها على تكذيب هذه الخبرة بحقائق علمية؟
    وحسنا فعلت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي حين قررت هذا الأسبوع عقد جلسات استماع مع جميع الخبراء التقنيين، الوطنيين والدوليين، الراغبين في تقديم تحليلاتهم واستنتاجاتهم بشأن الادعاءات التقنية غير المثبتة لستيزن لاب وأمنستي وفوربيدن سطوريز لكشف الحقيقة والتي لا يقوم بها إلا متأكد من براءته ومن صحة ما يصرح به، وليس محاولات التضليل والترهيب التي تقوم بها جهات همها إخضاع الدول بمزاعم كيدية.
    الحقيقة الرابعة هي رفض وزيرة العدل المجرية جوديت فارْغا اللقاء مع لجنة التحقيق في استعمال برنامج بيغاسوس بسبب تسييسها للموضوع وخدمتها لأجندات اليسار وجورج سوروس. وهذا ما كررناه في أكثر من بوح سابق.
    في وقت الحقائق تحاول الخفافيش الانتعاش كما هو حاصل مع المعطي منجب وصبيَّه الحماموشي والمتصابي فؤاد وزيان الذي فشلت كل مناوراته لنيل السراح بحجة السن وبروكسي ولد لكبيرة الحامل للجنسية الفرنسية دون أن يقطن في فرنسا والذي ظل يزاوج بين مهنتي أستاذ جامعي ومراسل لوكالة البروباغندا الفرنسية خارج القانون. يريد هؤلاء جميعا التنفيس على فرنسا والمنابر المتورطة معها بنشر اتهامات للمغرب بدون دليل بتأسيس مجموعة ضحايا بيغاسوس وكذا التنصب كأطراف مدنية في التحقيق الجاري أمام القضاء البلجيكي مدعين أنهم من ضحايا شبكة الفساد في البرلمان الأوروبي. لا تخفى بصمة المعطي و”التنوعير” المعروف به في هذه الخدمات لفرنسا، كما لا يخفى سبب ذلك. المعطي المتلصص لحقل الصحافة عبر جمعية تنتحل تخصص الصحافة الاستقصائية بحثا عن أموال الدعم يشعر بمرارة النسيان ويتملكه الحنين للسفريات مدفوعة الأجر خارج المغرب. يحرك المعطي باقي الطوابرية الموقعين على منشوره طمعا في تعويض سمين لأنه عبد للدولار واليورو وطمعا في نيل صفة حقوقية تخول له فتح الحدود المغلقة أمامه بقرار قضائي بسبب المتابعة الثقيلة التي يتابع بها.
    لن تفلح كل هذه المناورات مثل سابقاتها لأن هذا زمن الجد وهو الذي فشل في حشد باقي الطوابرية الذين رفضوا الانضمام إلى مبادرته لأنهم فهموا جيدا أطماعه الشخصية من ورائها. وكان الأولى لهؤلاء جميعا اكتشاف حقيقة الديمقراطية الأوربية التي يحلمون بها بعد الفضيحة التي تتسع دائرتها في البرلمان الأوربي. ولاء هؤلاء غير المشروط لفرنسا انتحار، ولا يتورط فيه إلا من عمي بصره وبصيرته ولم يعد يلاحظ الاندحار الذي تعرفه فرنسا الماكرونية. أصبح ماكرون نذير شؤم وضيفا ثقيلا غير مرحب به في افريقيا وعدوى رفض فرنسا تتسع لتصل للغابون بعد موجة الغضب والرفض له وهو الذي على وشك تنظيم زيارة لدول افريقية بداية الشهر القادم. أهي صدفة أن يقوم ماكرون بزيارة للغابون بعد جلالة الملك محمد السادس الذي عززت زيارته لهذه الدولة متانة العلاقات بين الدولتين؟ هل يريد ماكرون مسح آثار الزيارة الملكية لهذا البلد الصديق؟ ليطمئن ماكرون أن ممحاته لن تستطيع ذلك لأن أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين محفورة وعميقة.
    سياسة ماكرون ناجحة فقط في إثارة العداوات وإضعاف فرنسا وزادها هذا الأسبوع فشلا آخر قد تكون له انعكاسات خطيرة على العيش المشترك بين الفرنسيين بتدخله غير المبرر في شأن لا علاقة للدولة به يخص مسلمي فرنسا. قرار ماكرون حل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي تشكل في عهد ساركوزي عام 2003، خطأ استراتيجي لأن هذا المجلس هو أعلى هيئة تمثيلية لمسلمي فرنسا وتعويض هذا المجلس بمؤسسة أخرى “منتدى الإسلام في فرنسا” خطأ آخر وخرق لمبادئ وقيم الجمهورية وتخلي عن الحياد اللازم لرئيس الجمهورية وتحقير للمسلمين ووصاية عليهم بما يجعلهم مواطنين من درجة ناقصي الأهلية أو منعدميها. إنه لعب بالنار وإثارة لفتنة قد يتضرر منها الفرنسيون لأنه نوع من الطائفية التي تحاكم فرنسيين مسلمين بجذورهم بشكل تمييزي بين ذوي الأصول المغربية والجزائرية والتركية وغيرها. هل هذا الأسلوب ينسجم مع قيم فرنسا؟ هل يشجع ثقافة المواطنة؟ هل يساهم في تحقيق الاندماج الذي يتآكل يوما بعد آخر وسط فئات واسعة من الفرنسيين بسبب السياسات التهميشية لإدارة ماكرون؟ هل إدخال الإسلام لساحة تصفية حسابات مع دول يخدم فرنسا؟ وهل الحسابات الانتخابية لبعض أنصار ماكرون تبيح لهم اللعب بورقة حساسة مثل هذه؟
    مصائب فرنسا صارت بالجملة وإخفاقات ماكرون لم تعد بحاجة إلى مزيد من الأدلة ومحاولة التغطية بافتعال خصومات وعداوات لم تعد مجدية. إدارة ماكرون عاجزة عن إيقاف النزيف الداخلي والخارجي لأنها دون مستوى التحديات ولم تحسن قراءة المستجدات ولم تستعد بشكل استباقي كما هو الحال بالنسبة للدول الكبرى. وضع ماكرون فرنسا خلال ولايتيه في موقع حرج وصارت كرامتها في الحضيض ويلزمها بذل مجهودات مضاعفة لإيقاف هذا التدهور، أما الحلم باسترجاع مناطق نفوذها فقد صار من سابع المستحيلات.
    مقابل هذا التدهور الفرنسي والاستعداء المجاني للمغرب يتشكل محور ثلاثي يمكن تسميته محور واشنطن-مدريد- الرباط. محور يستوعب الحاجة المشتركة للتعاون للتغلب على كل التحديات، وهو محور يستشعر الحاجة للرباط باعتبارها شريكا موثوقا فيه ووفيا لالتزاماته وصادقا في إنجاح الشراكة بمنطق رابح رابح.
    قلت في أكثر من بوح سابق بأن للمغرب قوته الناعمة التي صارت مطلوبة عالميا. ها هو مثال آخر على صحة ذلك بعد زيارة العمل التي قام بها هذا الأسبوع كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي على رأس وفد رفيع المستوى يضم رايموند دودا نائبه المكلف بقسم العمليات الخارجية واستقباله من طرف عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني. للإشارة فهذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع بين الطرفين بعد لقاء واشنطن في يونيو 2022، وهو ما يبين أن العلاقة شراكة وليست مجرد زيارات مجاملة. ما الذي يجعل أمريكا حريصة على هذه الشراكة؟
    نتمنى أن يجيبنا أمثال سمبريرو بموضوعية ويتأمل في دلالة الصورة المتداولة في الإعلام بين الرجلين أو يبحث عن أمثال تحليلاته المريضة التي لا يصدقها حتى خياله المريض حين ادعى سابقا أن صورة عبد اللطيف حموشي مع إسبيرانزا كاستيليرو لمازاريس كاتبة الدولة مديرة المركز الوطني للاستخبارات الإسبانية تم نشرها بدون علمها ولا رغبتها. ماذا يقول سمبريرو حول هذه الصور واللقاءات كذلك؟
    لن يجرؤ أمثال سمبريرو على الاعتراف بالحقيقة لأنهم أسرى من يدفع لهم نظير خدماتهم القذرة التي أصبحت بدون مفعول. ويبقى المغرب من نجاح إلى نجاح، ويبقى حماة الجدار الدعامة الأساس لهذا البلد الآمن.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بانغول: التوفيق يمثل جلالة الملك في قمة المؤتمر الإسلامي لتعزيز الوحدة والتضامن