لن يزيدنا الحسد إلا إصرارا والتحاما

لن يزيدنا الحسد إلا إصرارا والتحاما

A- A+
  • لن يزيدنا الحسد إلا إصرارا والتحاما
    شوف تيفي…ادريس شحتان

    حين توجع الأعداء، ترقب كل شرورهم وتفاهاتهم أيضا، وقد كان الملك محمد السادس يعي حجم ما يمكن أن يستهدف شخصه والبلد الجالس على عرشه، حين قال يوما: “اللهم كثر حسادي”، لأنه ليس سهلا أن تصمد بسير سفينة بلد وسط إعصار قوي، وتصل إلى شاطئ الأمان، وأن يحقق المغرب على يد جلالة الملك كل هذه الانتصارات برغم الظروف الصعبة وطنيا وإقليميا ودوليا، لذلك استخرج الخصوم والأعداء كل أنواع الأفاعي المزيفة منها والحقيقية من أجل المس بالملك وحرمته، ودس كل اشكال الخبث التي وصلت حدا من الإسفاف والتبرهيش الذي لا يقبله عاقل.
    بدا ذلك واضحا مع حلول مناسبة عيد العرش الذي يشكل مناسبة عزيزة ومقدسة لدى المغاربة حيث تمثل تجسيدا تاريخيا لتلاحم أمة وتعاضد ملك وشعب على بناء مستقبل المغرب بما يصلح من شأن ويحسن مستوى عيش مواطنيه، حتى روجت أبواق الدعاية الجزائرية وحليفها الشيطاني بوليساريو، لهروب العائلة الملكية إلى فرنسا، ثم الأسطوانة المشروخة لمرض الملك ثم إعلان موت الملك محمد السادس، ثم ترويج خرافة صراع الأمير مولاي رشيد وولي العهد مولاي الحسن.
    وبعد خطاب عيد العرش ذي الرسائل الواضحة، الذي لقي ترحيبا دوليا، بحكم أفقه الإنساني وترفع الملك عن الدفع ببلده لمعاداة بلد جار، وبعد خطاب البوح والصراحة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، كان لابد لنا أن ننتظر خراطيش جديدة للتشويش، لكن والحق يقال أننا لم نكن نتوقع أن يصل الإسفاف إلى هذا الدرك المنحط، حتى أصبحنا نحن إلى الصراع الذي كان أيام زمان والذي لم يكن حتى في عز اشتعال الحرب، يصل إلى هذا النوع من تشويه الحقائق وفبركة الأخبار المزيفة، والتخصص بشكل مسموم في شخص الملك..
    ما حدث فيه سم وحقد كبير، لكن فيه وجه آخر نعيه نحن المغاربة، يحمل عنوانا واحدا هو النجاح، فالملك محمد السادس من خلال سياسته في الداخل والخارج نجح أن يحقق للمملكة ما لم تستطع تحقيقه عبر عقود طويلة، لذلك أصبح التفاوت بين المملكة وحسادها قويا، وأصبحت المسافة بين المغرب ومحيطه أبعد في مجال التقدم والتنمية والاستقرار، لذلك نحن لا نتوقع من حساد المملكة رد الجميل، لكننا حقا لم نكن نتوقع صراعا غير أخلاقي، لم نكن ننتظر أن يصل بكابرانات الجزائر إلى هذا المستوى من الدناءة والإسفاف، فاللهم ارزق المملكة خصما عاقلا، وشكرا لك جلالة الملك لأنك أدميت الحساد وأوجعتهم ومرحى بخراطيشهم الفارغة التي لن تؤثر في الوحدة المقدسة التي تجمع الشعب المغرب وملكيته عبر قرون.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    وفد اقتصادي مغربي هام يعقد لقاءات في بورصة “وول ستريت” بنيويورك