صالح بنصالح ينتزع الاعتراف ويفوز بجائزة أحسن دور مساعد بمهرجان فلوريدا الدولي بأمريكا

 

قادما من مدن الهامش ويحمل في ثناياه عشق وحب المسرح ومعانقة الجمهور وجها لوجه وبشكل مباشر، تألق مؤخرا في مهرجان بعيد عنا بآلاف الكيلوميترات وذكر اسمه واسم المغرب في لحظة صمت قبل أيام في الدورة 36 لمهرجان “Fort Lauderdale International Film Festival” فورت لودرديل، السينمائي الدولي بولاية فلوريدا بأمريكا 2021.هو الممثل المغربي صالح بنصالح ابن قلعة السراغنة، الفائز بجائز أحسن دور مساعد، عن فيلم “معجزة السيد المجهول” لمخرجه علاء الدين الجم.

تتويج لمسار طويل من العمل والابداع للفنان والممثل صالح بنصالح، وانتزاع للاعتراف من الخارج، يعطي الدروس للداخل للذين لا يعترفون بالمبدع، إلا بعدما يعترف به الآخرون هناك، فيما وراء البحار، ويطرح أكثر من علامة استفهام على الجوائز التي تمنح هنا وهناك، على الطارئين والفضوليين في المجال، بينما تقصي أبناء الدار والميدان من الجوائز والتكريم أو على الأقل الاعتراف المعنوي لإبداعات الممثلين الحقيقين بدل “السيمولاركات” أو نُسَخة النُسخَة المزيفة بتعبير جيل دولوز.

التحق صالح بنصالح نهاية تسعينيات القرن الماضي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في الرباط، ودرس المسرح أربع سنوات وحصل على دبلوم في التشخيص سنة 2003، بدأ العمل في المسرح وكانت مسرحية دونكيشوت/ “باسو” باقتباس على الطريقة المغربية أول مسرحية يشارك فيها احترافيا، رفقة كل من “عبد الله ديدان” و”أمل الأطرش” .

عاشق للظل ويشتغل في صمت، بعيدا عن ضوضاء المركز، لا يفارق قلعته إلا من أجل عمل ما ليعود إليها، قلعة السراغنة حيث يجد الهدوء والبساطة ورحابة الزمان والمكان للإبداع أكثر ..

قام بأداء عدة أدوار في شاشة التلفزيون حتى جاءت تجربة الفيلم الصناعي في سنة 2005 في المغرب، وهو مشروع قامت به القناة الأولى لثلاثين فيلما شارك فيه كل من المخرجين والممثلين الشباب، وقد شارك في أداء أكثر من عمل في هذه التجربة. ثم شارك في المسلسل السوري ‘ملوك الطوائف’، وعمل مع مخرجين عالميين مثل فلورانس سيري مخرج فيلم ‘العدو الحميم’ مع الممثل الكبير بينو ماجميل. كما عمل في أفلام وثائقية من إنتاج شركات ألمانية تختص بمواضيع تاريخ الفراعنة. لعب أدوار بطولة في أفلام متعددة منها فيلم النهاية وهو أول بطولة له في فيلم سينمائي مع المخرج هشام العسري

الجائزة- الاعتراف من مهرجان فلوريدا بأمريكا لصالح بنصالح يأتي بعد كل هذا المسار الغني والمثابر، في مهنة أصبح كل من هب ودب يعتبر نفسه فنانا ومبدعا، يكفي أن تكون لك صفحة بمواقع التواصل الاجتماعي، لها آلاف المتابعين، حتى يصبح صاحبها فجأة، فنانا تتهافت عليه عقود الأفلام، في حين أن المبدعين الحقيقيين وأصحاب التكوين الأكاديمي المتين يتعرضون للتهميش والتناسي…

 

المصدر: شوف تي في