وجه المفكر المغربي “حسن أوريد” والناطق الرسمي باسم القصر الملكي سابقا، في ندوة نظمت أول أمس بأكادير تساؤلات عدة للدولة حول مدى فعلية اعترافها باللغة الأمازيغية كلغة رسمية على أرض الواقع وفي الممارسات اليومية للإدارات المغربية وفي تعاملات الدولة مع مواطنيها.

وتساءل أوريد في ندوة حول “حقوق الإنسان بالمغرب ما بعد 2011 ” عن حقيقة الأمازيغية؟ هل هي لغة رسمية بالفعل؟ و هل يتم التداول بها في البرلمان؟ وهل تتواصل بها الإدارات المغربية بمختلف درجاتها عن طريق تعاملها بالوصلات الإدارية المكتوبة بحرف تيفيناغ، مؤكدا أنه حتى على مستوى الأوراق النقدية والقطارات فلا أثر لها” وفق المتحدث.

وأضاف الناطق الرسمي باسم القصر سابقا، أن الحركة الثقافية الأمازيغية حققت ارتفاعا في سقف مطالبها وظهر هذا في حراك الريف الذي كان مكسبا حقيقيا للحركة الأمازيغية وقيمة مضافة، مشيرا بقوله “فبعد رفع الأعلام الأمازيغية طيلة أيام الحراك، ارتفع سقف مطالب الحركة، ليصل مستويات تتعلق بالجانب الاجتماعي والكرامة، بعد أن كانت مطالبها ثقافية ولغوية”.

وأشار أنه من بين الأشياء التي تدل على تطور طريقة تفكير الحركة الأمازيغية، حضور 17 ألف شخص في جنازة الناشط الأمازيغي “ايزم” بقرية نائية بإقليم تنغير، موضحا أن القراءة الموضوعية لهذا الحضور الجماهيري الغفير يؤكد بالملموس أن هناك تطورا للحركة الثقافية الأمازيغية خارج القوالب الرسمية.

واستطرد المتحدث بالقول: “أنه من الأشياء اللافتة كذلك التي تبين تطور الحركة الامازيغية، والقضايا المرتبطة بها وفاة الطفلة إيديا في تنغير مرة أخرى جراء نقص المعدات الطبية”، موضحا أنه “بمعنى آخر لم تعد القضايا اللغوية والثقافية هي المهيمنة والغالبة، بقدر ما أصبحت الحركة الأمازيغية تطرح القضايا المرتبطة بكرامة الإنسان وحقه في التطبيب والتوزيع العادل للثروات”.

وختم حديثه بتأكيده على أن المحطة الأخيرة لمسيرة الأرض التي نظمت مؤخرا بالدار البيضاء للمطالبة برفع الضرر عن “أكال” أي الأرض نتيجة تصرفات إدارية وإهمال إداري في ما يخص تدبير المجال بالإضافة إلى سوء توزيع الثروات الاجتماعية، مشددا على أن كل هذه المحطات التي أوردها في خضم حديثه تبين أنه لا يمكن للحركة الأمازيغية أن تختزل في بعد ثقافي.

 

المصدر: شوف تي في