بوح الأحد :عودة شد الحبل بين تبون ورئاسة الأركان، ليالي رمضان في ظل حضر التجول.

بوح الأحد :عودة شد الحبل بين تبون ورئاسة الأركان، ليالي رمضان في ظل حضر التجول.

A- A+
  • بوح الأحد : عودة شد الحبل بين تبون ورئاسة الأركان، ليالي رمضان في ظل حضر التجول الليلي وشبح الموجة الثالثة من الفيروس، وحقيقة منع  الباكوري من مغادرة التراب الوطني وأشياء أخرى…

    أبو وائل الريفي

  • عشية صدور تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بحقوق الإنسان في العالم ٱرتفعت أصوات إنفصالية و بعض تابعيهم من الطابور الخامس تمني النفس بتراجع إدارة بايدن عن الإعتراف بمغربية الصحراء، كانوا يراهنون على صدور تقرير يفصل المغرب عن إمتداد ترابه الوطني إلى الحدود مع موريطانيا، كانوا نشيطين في الكتابة و التدوين و النشر بما يفيد الإنتشاء و التشفي فيما يضر المغرب و المغاربة، لكن بعد صدور التقرير، أصيبوا بالخرس و تعطلت أقلامهم عن الكتابة و منهم من أفاض في عرض مضمون التقرير و تناسى أن الأهم كان في الشكل و لم يكن في المضمون، لأن تقارير الخارجية الأمريكية المستوحاة من الإعلام المفتوح تعيد نفسها كل سنة على الرغم من تقرير الخارجية الأمريكية لهذه السنة و حسب المتتبعين فإنه كان متوازنا و حرص كل الحرص على الأخذ بعين الإعتبار وجهة نظر القطاعات المعنية بالتقرير، و لم يكتف بترديد ببغاوي لتقارير بعض المنظمات الغير الحكومية، و الأكثر من هذا فقد أشاد بتفاعل القطاعات المعنية و في مقدمتها النيابة العامة و الأمن بإدعاءات التعذيب و كيف أحيلت القضايا على القضاء بعد إتخاذ إجراءات تأديبية في حق بعض الموظفين لقد تناسى الطوابرية أن تقرير الخارجية الأمريكية إعتبر الصحراء جزءا من التراب الوطني المغربي، فيما ٱعتبر متناسقا مع خلاصات اللقاء الذي جمع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مع الأمين العام للأمم المتحدة حول ضرورة تعيين مبعوث جديد للأمين العام مكلف بقضية الصحراء و الإعلان عن ترشيح وزير خارجية البرتغال لهذا المنصب و الذي تتجه الجزائر و البوليساريو إلى رفضه، رغم أن المغرب لحد الآن لم يعلن عن موقف رسمي من هذا الإقتراح، لكن يتجه إلى قبوله من أجل إعادة تنشيط الدور الأممي لإقفال الملف على أساس ترجيح كفة الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كحل واقعي للنزاع، غير أن الجزائر تدفع ربيبتها الإنفصالية للمناوشات العسكرية و لم تفهم أن الجدار آمن و أن القوات المسلحة الملكية ستتصدى لكل المحاولات البائسة لإختراق الجدار.

    فيوم الأربعاء الماضي بعد منتصف الليل، ردت القوات المسلحة الملكية على محاولة إختراق الجدار على مستوى بئر لحلو و أصابت في مقتل الإنفصالي صالح ولد المالحي الذي دفن ليلة الخميس في تندوف, والحقيقة أن الجبهة الإنفصالية ليست قادرة حتى على تأمين تندوف فبالأحرى أن تخترق الجدار، ففي ليلة الثاني إلى الثالث أبريل هاجم أبناء قبيلة الركيبات البيهات مركزا للشرطة في مخيم السمارة وحرروا أحد أبناء عمومتهم المعتقل تحت زغاريد نساء العشيرة وأصابوا أحد حراس المركز بجروح خطيرة فأين نحن إذن من قدرة البوليساريو على تأمين حتى مخيم صغير؟    .

    تتوالى إنتكاسات البوليساريو في ظل شد الحبل بين الرئيس و الجنرال سعيد شنقريحة، فمحيط الرئيس لم يعد يكتم غيضه من تراجع نفوذ الرئيس داخل وزارة الدفاع لفائدة رئيس الأركان الذي إستغل غياب الرئيس لمدة أربعة أشهر و عدم قدرته على ممارسة الحكم من أجل التحكم الكامل في وزارة الدفاع بدعم من الرئيس الجديد للمخابرات الخارجية.

    فمحيط الرئيس يتخوف من إعادة سيناريو القايد الصالح مع بوتفليقة على ضوء إستمرار الإحتجاجات في الشارع الجزائري و التي تستهدف الرئيس شخصيا من خلال تقديمه كواجهة للمؤسسة العسكرية التي تتحكم فيه بالكامل، لهذا يضغط محيط الرئيس لدفع الرئيس لإتخاذ قرارات  لتحجيم دور شنقريحة و إذا ٱقتضى الحال تعيين رئيس جديد للأركان “على قد يد الرئيس”، يبين من خلالها أنه الآمر الناهي في البلاد. محيط الرئيس ينظر بعين الريبة إلى تلكأ الدرك الوطني الجزائري في حماية الوزراء في مواجهة الإحتجاجات أثناء تنقلهم في الولايات و إلى إعلان تورط ثلاثة وزراء من بينهم وزير الداخلية و وزيري السكنى و الصناعة في قضايا جنائية و تجاوزات مالية متعلقة بتدبيرهم  لقطاعاتهم و هم من رجال ثقة الرئيس…

    أزمة الثقة بين الرئيس و رئيس الأركان يحدد مستقبلها تملل الشارع الجزائري، لهذا يراهن الرئيس الجزائري على ماكينة إعلامية دعائية من الخارج، و يسعى إلى خلق تلفزة و مواقع إعلامية في باريس يشرف عليها السفير الجزائري في فرنسا بعيدا عن نفوذ الجنرالات من أجل إعادة ترميم صورة الرئيس لدى الشارع الجزائري و الحد من نفوذ الجنرالات في الإعلام.

    فهل ينجح تبون في كل هذا أم أن مرحلته الإنتقالية وصلت النفق المسدود في إنتظار من يتغدى بالآخر في مربع الحكم بحثا عن توازنات جديدة قد تدفع العسكر إلى إحتلال الواجهة من جديد.

    الرئيس يسابق الزمن و يريد أن يبرر حضوره في الساحة الدولية، ويسعى الرئيس إلى ٱستقبال وزير الخارجية الموريتاني بعد الأنباء التي راجت حول تأجيل زيارته للرباط و هي أصلا لم تكن مبرمجة حتى يتم تأجيلها.

    الرئيس يراهن على ٱستقبال وزير خارجية موريتانيا يوم الخامس من أبريل و هو اليوم الذي يوافق فتح القنصلية السينغالية في الصحراء المغربية على هامش زيارة لوزير خارجية السينغال أيام الخامس و السادس من أبريل إلى المملكة.

    إنها القنصلية الواحدة و العشرون التي يتم فتحها في الأقاليم الجنوبية المغربية، فهي تعبر عن ثبات الخط الديبلوماسي المغربي في منحاه التصاعدي في أفق فتح قنصليات جديدة.

    هذا هو المغرب يحمي حدوده على الأرض و يواصل ٱنتصاراته الديبلوماسية دفاعا عن وحدة ترابه الوطني و مصالحه الإستراتيجية، لكنه لم ينس أوراشه الإصلاحية الداخلية و كان عنوانها البارز تعيين رؤساء جدد للسلطة القضائية و رئاسة النيابة العامة.

    كثيرون فهموا خطأ أن تعيين الدكتور ٱمحمد عبد النبوي على رأس السلطة القضائية هو تقهقر بالنسبة لرئيس النيابة العامة  السابق، و الحقيقة أن ٱمحمد عبد النبوي تمت ترقيته كرئيس منتدب للسلطة القضائية التي يرأسها جلالة الملك، وهي أعلى مسؤولية في هرم السلطة القضائية التي تقع تحت سلطتها حتى رئاسة النيابة العامة.

    تعيين ٱمحمد عبد النبوي في منصبه الجديد هو ٱعتراف بنجاحه في إدارة رئاسة النيابة العامة من خلال تحديثها و رقمنة دواليبها و سرعة تفاعلها مع قضايا المواطنين، و هو نجاح أهله لتولي رئاسة السلطة القضائية بالإنتداب لتوسيع ورش إصلاح القضاء، لأنه يملك كل المؤهلات من أجل إنجاحها و أهمها نظافة اليد و الحرص الدائم على ٱستقلال مؤسسة القضاء و نزاهة الجسم القضائي، و هو الورش الذي لعبت فيه مؤسسة النيابة العامة الدور الأساسي في المرحلة الأخيرة دفاعا عن القانون.

    تجديد الدماء في السلطة القضائية لم يكن معزولا، بل تم تعيين مسؤولين آخرين في مؤسسات دستورية أخرى مكلفة بالرقابة و في مقدمتها المجلس الأعلى للحسابات الذي  عينت على رأسه قاضية من المجلس بعد أن كانت مكلفة بالمفتشية العامة لوزارة الداخلية خلفا لإدريس جطو، رجل الدولة الذي أعطى الكثير للمغرب على حساب مشاريعه الشخصية، فكان من الضروري بعد أن تقدم في السن أن تعطاه فرصة لإلتقاط أنفاسه و العودة إلى الإهتمام بإستثمارات أسرته التي تضررت كثيرا بغيابه الطويل في تدبير الشأن العام.

    لن ينسى المغاربة أبدا أن نجاح قطاع تركيب و تصنيع السيارات في المغرب كخيار إستراتيجي يرجع فيه الفضل لرجل من طينة ادريس جطو، قبل أن يتجه المغرب إلى وضع بنية لصناعة أجزاء الطائرات بعد أن نجح في تطوير صناعة الأسلاك أو الكابلات الخاصة بالسيارات و الطائرات إلى المستوى الذي يجعل الوزير المكلف بالصناعة يصرح بأنه لا توجد طائرة تجارية واحدة الآن في الجو لا تحمل قطع غيار مصنوعة في المغرب، و هذا ما يدعو إلى الفخر و الإعتزاز بهذا المغرب الذي يشق طريقه بكل ثقة في بعض الصناعات التي سمح بها الإقتصاد الدولي في المرحلة الحالية و نجح فيها المغرب، و هو نجاح لا يرضي دعاة اليأس الذين ينشرون ثقافة الإحباط عوض الإعتزاز بالمتراكم و البحث عن تطوير الممكن لتنمية البلاد، لأنهم أسرى الإيديولوجية و الحسابات السياسية الضيقة، و من هنا يمكن فهم تعيين مسؤول جديد عن مجلس المنافسة لكي تبقى قواعد المنافسة محكومة بالموضوعية و الشفافية بعيدا عن الحسابات السياسيةغ التي تسعى إلى تكبيل تنافسية الإقتصاد الوطني.

    في عز التعيينات الجديدة سقط خبر منع مصطفى  الباكوري من مغادرة التراب الوطني، تعددت حول أسبابها القراءات و هناك من ربط الأمر بغضبة ملكية عقب الإجتماع الذي ترأسه جلالة الملك حول الطاقات المتجددة يوم 22 أكتوبر، و هذا أمر مستبعد على إعتبار أن منع الباكوري من مغادرة المغرب هو إجراء أمرت به النيابة العامة خلال شهر مارس في إطار بحث قضائي لا علاقة له بمشروع مازن العملاق، الذي أعطى الريادة للمغرب في مجال الطاقات المتجددة.

    أما المثير للإستغراب في قضية الباكوري فهو إطلاق بعضنا من الوسط الإعلامي لخيالهم و ربط القضية بقضية تجسس لصالح ألمانيا، و هو أمر مختلق بالكامل، فمصطفى الباكوري أكبر من أن يكون جاسوسا لألمانيا أو غير ألمانيا، لكن يبقى الراجح أن الأمر يتعلق بتدبير الشأن العام و الباكوري يوجد على رأس أكبر جهة في المغرب، لكن الأهم هو أن الباكوري بريء من كل شيء إلى أن تثبت إدانته و على الأقل علينا أن ننتظر نهاية البحث الذي أمرت به النيابة العامة و قرارها بالمتابعة من عدمه، لأنه إذا كانت هناك حقيقة غضبة ملكية فلماذا لم يتم إعفاؤه لأن الباكوري لازال يمارس مهامه على رأس “مازن” وأن الغضبة المفترضة مرت عليها ستة أشهر.

    المغاربة هذه الأيام مشغولون بما هو أهم، مشغولون بليالي رمضان و بمستقبل عملية التلقيح، فهل تستمر ريادة المغرب في عملية التلقيح التي كانت محط إشادة دولية في محيط إقليمي يظهر أن عملية التلقيح لن تبدأ عندهم قبل أواسط الصيف المقبل.

    الجزائر بدأت من الآن تستبق الأمور و تروج عن طريق صحافتها أن الجزائر حققت مناعة جماعية قاربت 80%، فكيف لشعب لم يلقح بعد أن يصل إلى مناعة جماعية في ظل إحصائيات رسمية تقول أن عدد الإصابات محدود للغاية، فالمناعة الجماعية تحصل إما بالتلقيح أو المناعة الذاتية بعد الإصابة بكوفيد، لهذا فالحديث عن مناعة جماعية في الجزائر هو من قبيل الضحك على الذقون و العالم على أبواب الموجة الثالثة من الڤيروس القاتل، أما في المغرب فقد تلقينا ثمانية و نصف مليون جرعة، إستهلكنا منها أكثر من ثمانية ملايين جرعة، قريبا سينفذ المخزون في ظل تنافس شديد بين الأمم على شراء اللقاح عبر العالم، لدرجة أن الأمم التي تحتكر لنفسها قيم الإنسانية و حقوق الإنسان تريد أيضا أن تحتكر لساكنتها الحق في الحياة على حساب باقي دول المعمور، فلا نستغرب غدا إذا ما كلفت الديمقراطيات الغربية حلف الناتو بملف اللقاح.

    المغرب يسابق الزمن من أجل الحصول على شحنات من اللقاح، و إذا إلتزم الصينيون بتعهداتهم فسنتوصل بشحنة من لقاح سينوفارم قبل منتصف أبريل، و إذا ما تيسرت الأمور فسنحصل على شحنات أخرى من عقار أسترازينيكا من معامل إنتاجه في كوريا أواخر أبريل أو قبل منتصف ماي في إنتظار الحصول على اللقاح الروسي سبوتنيك و جونسون أند جونسون في يونيو.

    إن من شأن تعليق عملية التلقيح و لو مؤقتا أن يعطل الإستراتيجية المغربية لمكافحة الفيروس، و كل الآمال في العودة إلى الحياة الطبيعية في الصيف المقبل.

    عشية الشهر الفضيل يتساءل المغاربة عن صلاة التراويح في المساجد، و الجماعات إياها بدأت مرة أخرى حملة ضغط من أجل فتح المساجد لصلاة التراويح و في مقدمتها العدل و الإحسان، التي دفعت صبيتها و بعض الوجهاء من أجل الترويج لهاشتاڭ فتح المساجد، الكرة الآن في ملعب الحكومة التي عليها أن تأخذ القرار الذي يتماشى مع مصلحة المغرب.

    الأكيد أن كل المعطيات لا تبشر بفتح المساجد لأن بداية الموجة الثالثة للفيروس في أوروبا لا بد أن تضرب المغرب في منتصف رمضان على أبعد تقدير.

    لقد أساء المغرب التقدير بالترخيص لمناسبة عيد الأضحى العام الماضي الذي تم الإحتفال به بعيدا عن كل التدابير الإحترازية، و كيف تسبب الأمر في موجة ثانية من الفيروس كلفت المغرب الشيء الكثير لمدة أربعة أشهر، شارفت فيها المنظومة الصحية على الإنهيار بالرغم من تضحيات نساء و رجال الصحة العمومية.

    و اليوم فكل المؤشرات تبين بأن الحكومة لا تملك إلا خيارا واحدا و هو فرض حضر التجول قبل آذان المغرب إلى فجر اليوم الموالي، و ما تسرب من أشغال اللجنة العلمية يذهب في نفس الإتجاه من خلال تشديد و تعزيز الإجراءات الإحترازية التي فرضت إقفال المغرب لمجاله الجوي في وجه عشرات الدول أملا في التحكم في رواج الفيروس بنسخه المتعددة خصوصا السلالة المتحورة الإنجليزية التي يظهر أنها أصبحت السائدة اليوم في المغرب، لهذا لن أتفاجىء إذا قررت الحكومة هذا الأسبوع أن نعيش  ليالي رمضان بدون تراويح في المساجد و بدون مقاهي، أما المفاجئ فهو أن ترخص الحكومة بغير ذلك في ظل نفاذ المخزون من اللقاح و شبح الموجة الثالثة بكل مآسيها.

    حفظ الله المغرب و يسر الله للمغاربة الصيام و القيام في رمضان بعيدا عن كل مكروه، فحتى المملكة العربية السعودية جددت قبل أيام إقفال مجالها الجوي أمام جميع رحلاتها الجوية إلى متم شهر يونيو 2021، مما يعني أن عمرة رمضان لن يكون مسموحا بها للمعتمرين من خارج العربية السعودية، فكل دولة تحمي ساكنتها حتى و لو تطلب الأمر الحد من أعداد المعتمرين، بعض دعاة الإسلام غير المتسامح و أطراف داخل جماعة العدل و الإحسان يراهنون على ورقة تراويح رمضان من أجل وقف الترهل الذي أصاب تنظيماتهم حتى قبل جائحة كوفيد، و يراهنون في هذه السنة الإنتخابية على دفع رئيس الحكومة المنتمي للصف الإسلامي لإتخاذ قرار مغامر بصحة المغاربة، و بإمكانية عودة الإقتصاد المغربي و خصوصا السياحة الداخلية إلى إنتعاشة و لو جزئيا تغطي على خسارات السنة الفارطة.

    لن تكون المشروعية في هذه البلاد إلا لمن يؤمن بالمغرب و بالمصالح العليا للمغرب في كليته و شموليته، أما أصحاب الأجندات و الحسابات الضيقة فلا مستقبل لهم في هذه البلاد و مصيرهم كمصير من سبقهم، و التاريخ حافل بالنماذج من “لحساسبية” الذين ظلوا أسرى حساباتهم إلى أن لفظهم التاريخ، لهذا فلن يستأسدوا لا اليوم و لا غدا، إنهم جزء من تاريخ مضى و لن يعود و لن يسود يوما لأن هذا البلد يستعصي أبد الدهر على غير المخلصين له.

    أين هي تصريحات المعطي العنترية التي تحولت إلى زوبعة في فنجان، أسبوع واحد كان كافيا لكي يتراجع المعطي عن بعض كذبه و تقديم الإعتذار إلى عائلة أيت الجيد فيما تكفل ضحايا بوعشرين بالباقي، فلا يمكن للأصوات المبحوحة أن تصادر الحقيقة، فأين نحن من الإنتماء الحقوقي للمعطي و باقي العشيرة عندما يتعلق الأمر ببعض تجار الحقوق.

    كثيرة هي الأصوات حتى من بين الذين ساندوا المعطي لم تعجبهم عنترياته و هناك من حمله مسؤولية تبخر سراب الإنفراج المفترى عليه.

    كل الوسطاء بلعوا ألسنتهم و حملوا المسؤولية للمعطي الفرنساوي، ألم يقل أبو وائل أن الواقع هو ما تعيشونه لا ما تسمعونه من سماسرة الليالي المخملية، فحيثما يوجد ذوي الحقوق فالكلمة الأولى و الأخيرة بعد القضاء هي لذوي الحقوق و لا صوت يعلو فوق أصواتهم.

    خرجات المعطي و العشيرة إياها لن تعطل المساءلة القانونية في حق أي كان، و الأهم أن التمويلات الأجنبية توقفت بعد أن إنفضح المستور، المعطي و من معه أصبحوا ورقة محروقة لن تملك بعد اليوم إلا الصياح الذي لا يجدي و لا ينفع.

    إنتصارات المغرب لا يمكن أن يحجبها أي كان و هي إنتصارات لجميع المغاربة الذين يؤمنون بالمغرب و ليست حكرا على فئة بعينها، رغم أن هذه الإنتصارات هي من صنع أناس بعينهم نابوا عن المغاربة جميعا من أجل تمنيع المغرب و صنع إنتصاراته.

    قبل أيام قرأت في بعض المنابر أن المناورات المغربية الأمريكية من المنتظر هذه السنة أن تجري في عمق الأقاليم الجنوبية و بالضبط قرب المحبس، و لأن بعض المغاربة ينتشون بكل الإنتصارات روجوها و وضعوها في إطار الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء بَحَثْتُ  و وجدت أن الأمر غير مطروح، فلا أمريكا طلبت الأمر و لا حتى الطرف المغربي، المناورات تجري كما جرت العادة في المنطقة الجنوبية لكن بعيدا عن المحبس لأنها غير معنية بالمناورات التي تجري عادة نواحي طانطان.

    نعم من حقنا الإنتشاء، لكن بالأشياء الحقيقية  لأن هناك من يروج الأكاذيب أملا في الوصول إلى إنتكاسات، ما حققه المغرب لحد الآن من إنتصارات في ملف الدفاع عن وحدة ترابه الوطني كاف لصنع مغرب العزة و الإباء الذي نحب و نعشق، و ما النصر إلا من عند الله و العزة للمغرب.

    و إلى بوح آخر.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    هدر الزمن التشريعي: ثاني جلسة عمومية تضيع بسبب صراع المناصب بالبرلمان