خبراء وسياسيون يناقشون من قلب الصحراء المغربية ” الهوية والعولمة”

خبراء وسياسيون يناقشون من قلب الصحراء المغربية ” الهوية والعولمة”

الصحراء المغربية

A- A+
  • شهد قصر المؤتمرات بمدينة العيون اليوم الجمعة، افتتاح المؤتمر العلمي والفكري، الذي تنظمه جمعية منتدى البدائل الدولية، حول موضوع ”الهوية والعولمة”، بحضور باحثين جامعيين ومهتمين في مجال السياسة والاقتصاد، و بشراكة عدد من المشاركين من دول أمريكا اللاتينية وأوروبا و إفريقيا.

    الكلمة الافتتاحية باسم رئيس جمعية البدائل الدولية البشير الدخيل، أبرز أن المسؤولية أصبحت كبيرة من أجل العمل بسرعة على تقوية قدرات العنصر البشري، وأن الجمعية كانت أوائل الجمعيات التي عملت على موضوع البيئة بشراكة مع الأمم المتحدة، وأنها أطلقت مجموعة من الأوراش ذات البعد الاجتماعي والتعليمي

  • وبعد طرحه لسؤال حول، هل العلاقة بين الهوية والعولمة، علاقة صراع وصدام، أم وفاق ووئام؟ أجاب البشير الدخيل خلال مداخلته أن الجواب عن مثل هذا السؤال ذات الطبيعة الإشكالية الجدلية لا ينطوي على الإيجاب أو السلب، لأنه من الصعوبة والتعقيد بمكان أولا، وثانيا لعلاقة مدخلاته بمخرجاته على نحو وثيق وعضوي، والأمر لا يتعلق بالنخب الفكرية والثقافية والسياسية، بل يتعلق بالناس العاديين أيضا، وبمدى فهمهم لقضايا الهوية والعولمة، وانعكاسات ذلك على مجالات حياتهم المتنوعة والمختلفة. مضيفا، أنه يكفي رفع شعار الحفاظ على الهوية ليتم التمسك بها، فالمسألة لها علاقة باختلاف درجة الوعي والمعرفة وفهم التواصل والتفاعل مع الآخر، وبالقدر الذي تستشعر الهويات الوطنية خصوصيتها، لكن لا ينبغي أن يقودها ذلك إلى الانغلاق والعزلة، مثلما لا ينبغي أن يقود الشعور بضرورة التواصلية والتفاعلية في إطار الكونية والشمولية، إلى تضييع الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية. ومثلما ينطبق الأمر على الجماعة، فهو ينطبق على الفرد أيضا.

    من جهته اعتبر الشرقي الحسين المدير الجهوي للثقافة، أن ”العولمة عملت على تسعير أزمة الهوية لأنها بقدر ما هددت استقرارها زادت التعلق بها والحلم بجماعة حميمة، من هنا الصحوة الدينية والارتداد إلى ثقافة تقليدية، أو إعادة إحياء الذاكرة التاريخية والبحث الذائب عن الأصول والجذور والانتماءات الأولى والأولية. فبالنسبة للعرب بشكل خاص فالإجابة على تحدي العولمة من وجهة نظر مسألة الهوية الوطنية، تستدعي التفكير وإعادة النظر في علاقتين: علاقة الهوية بالحداثة، وعلاقة القومية بالوطنية. الأولى ضرورية للخروج من النكوص الأصولي للهوية، والقطع مع العالم في الوقت الذي يصبح فيه وزن الأمة مرتبطا بمبادرتها على الساحة العالمية وحجم مشاركتها في الشؤون الدولية، والثانية لأنها أساسية لإعادة تنظيم شؤون المنطقة العربية على أسس مبدئية وثابتة تجنب الانخراط في الحروب الإقليمية والدخول في مسار تحييد متبادل للقوى العربية يقضي على أي أمل للعرب بالتفاعل مع الحقبة العولمية، وما بالك بالرد على تحدياتها”.

    كما أكد أحمد داهي مندوب الصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء، أن ”الثقافة كانت متعددة المشارب والتوجهات، بحكم تعدد الهويات، فإن العولمة تسعى لفرض هوية ”متجانسة” ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، وذلك بتذويب الحدود والحواجز الثقافية والفكرية والاقتصادية بين الأمم والشعوب، وفقا لمصالح خاصة وضيقة وأنانية، يلعب فيها رأس المال والاحتكارات الدور الأبرز والأساس”.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    هلال يرد على خزعبلات عطاف: المغرب استرجع صحراءه بشكل لا رجعة فيه سنة 1975