البعمري:الملك محمد السادس يخاطب الجزائر والأمم المتحدة كفاعلين أساسيين في الملف

البعمري:الملك محمد السادس يخاطب الجزائر والأمم المتحدة كفاعلين أساسيين في الملف

A- A+
  • قال الباحث المتخصص في ملف الصحراء المغربية والمحامي نوفل البعمري، إن الخطاب الملكي أعاد التأكيد على أن “المسيرة الخضراء هي واحدة من الملاحم الوطنية التي عرفها المغرب، والتي من خلالها جددت مفهوم الإجماع الوطني وأعادت صياغة وتشكيل ما نسميه اليوم بالثوابت الوطنية، وكان مدخلا أساسيا لإعادة التذكير بالبعد الوطني لحدث المسيرة الخضراء”.

    وأوضح البعمري، في اتصال هاتفي مع “شوف تيفي” يومه الأربعاء، أن الملك محمد السادس أشار في خطابه بمناسبة المسيرة الخضراء إلى القرارت السابقة لمجلس الأمن، وللمعايير التي أصبحت الأمم المتحدة تعتمدها اليوم في رؤيتها لحل النزاع المفتعل حول قضية “الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “هذان المعطيان جعلا الملك في هذا الخطاب يؤكد على أننا اليوم ندخل إلى مرحلة جديدة في ما يتعلق بهذا النزاع المفتعل، وأن الأمم المتحدة أصبحت واعية ومقتنعة بالحل السياسي الواقعي القائم على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب”.

  • وأبرز الباحث أن “الخطاب الملكي أعاد قراءة الخريطة المغربية، خاصة على مستوى المصطلحات المتداولة، وهو أننا حين نتحدث على مدينة أكادير نصفها بالجنوب، في حين أن الجنوب في الخريطة المغربية هو الأقاليم الصحراوية، وأكادير في الوسط، والملك أعاد التذكير بقراءة الخريطة من الناحية الجغرافية بشكل صحيح ودقيق”.

    وتابع البعمري في ذات السياق أن “الملك تطرق للعدالة المجالية وأعطى نموذج ما حدث في مدن الشمال بربطها بالوسط المغربي على مستوى الطرق السيارة والسكك الحديدية، واليوم يبدو أن هناك رؤية ملكية من أجل استنساخ هذه التجربة لربط الأقاليم الجنوبية بوسطه، في كل من مراكش وأكادير من أجل ربط هذه الأقاليم، لتسهيل عملية التنقل، لأنه كما هو معلوم فمدينة الداخلة والعديد من المدن الصحراوية توجد بها حركة سياحية مهمة جدا وبالتالي تطويرها في هذا الباب سياسهم في تطوير السياحة داخل الأقاليم الجنوبية وخاصة السياحة الداخلية، كما أن الأقاليم الجنوبية تعتبر هي المنفذ البري التجاري الوحيد ما بين أوربا وإفريقيا”.

    وأكد الباحث أن “الكيان الوهمي أصبح عمليا منتهي وغير موجود، والملك أشار إلى أن أكثر 163 دولة لا تعترف بالكيان الوهمي، والدول التي تعترف به، هي دول نماذجها توتاليتارية وأنظمتها السياسية لم تستطع بعد أن تتحرر من مرحلة الحرب الباردة، وهي دول تعد على رؤوس الأصابع وتأثيرها الدولي والأممي جد محدود، وبالتالي فالدول الفاعلة الأساسية في العالم لا تعترف بهذا الكيان ولا تتعامل معه، وكنموذج على ذلك فروسيا كانت حريصة على عدم حضور جبهة البوليساريو للقمة الإفريقية الأوربية الأخيرة، وهو ما يؤكد أنه تنظيم مفلس سياسيا، وفاقد للمشروعية، وهو تنظيم ميليشيات وعصابات من خلال تحويله لساكنة المخيمات إلى رهائن يتسول بهم دوليا”.

    وأبرز البعمري أن “الملك محمد السادس يخاطب الجزائر والأمم المتحدة كفاعلين أساسيين في الملف ولا يخاطب الكيان الوهمي، غير الموجود، حيث أكد على البناء المغاربي وأن العدو الحقيقي للمنطقة هو الجمود الاقتصادي، وأن هذا هو التحدي الأساسي والعدو الأول والحقيقي لدول المنطقة وشعوبها، والبناء المغاربي يستلزم كما جاء في الخطاب، تظافر مختلف الجهود وإعمال آليات مشتركة للدول الخمس من أجل مواجهة هذه التحديات المتعلقة بالتنمية وبالبناء الديمقراطي ومتعلقة ايضا ببناء تكتل إقليمي في شمال افريقيا، وهذا يعيدنا إلى التذكير باليد الممدودة التي قدمها المغرب على لسان الملك محمد السادس في خطاب سابق، للدولة الجزائرية من أجل أن تكون هناك طاولة للحوار والنقاش في مختلف الملفات التي من شأنها أن تؤدي لتقدم العلاقات بين البلدين”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الأمير مولاي رشيد ترأس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين