قصة مثيرة لشاب تحدى نظرة المجتمع ليكسر القيود ويتحول من ”حداد”إلى كاتب روايات

قصة مثيرة لشاب تحدى نظرة المجتمع ليكسر القيود ويتحول من ”حداد”إلى كاتب روايات

A- A+
  • يستعد الشاب ”مصطفى الكناب” ذو 38 ربيعا، ابن مدينة تارودانت سوس العالمة، لتوقيع أولى رواياته تحت عنوان ”فرصة أخيرة”.

    الشاب مصطفى الكناب الذي يتخذ الحدادة مهنة له، كسر القيود ووجد لنفسه مكانا بين روائيي المدينة، ولم يترك فقط الكتابة حكرا على فئة معينة، بل قاوم منذ مدة من أجل أن يخرج أول عمل له إلى الواقع، وذلك ما تأتى له أخيرا، حيث أصدر مؤخرا أول رواية له بعنوان ”فرصة أخيرة” ستحتضن مكتبة “السرتي” بتارودانت أول حفل لتوقيعها قريبا.

  • وبخصوص الرواية، يقول الناقد الأستاذ المغربي ”حميد ركاطة”: ”بين الحب والخيانة، تكشف هذه الرواية عن أحداث عديدة مليئة بالتفاصيل من منظور الروائي لواقع الجريمة في روايته البوليسية المسماة ”فرصة أخيرة”، كباكورة تستحق الالتفات إليها، ستشكل لا محالة إضافة إلى المشهد الروائي بالمغرب وللخزانة المغربية التي تكاد تفتقد لأعمال مماثلة.

    إن “فرصة أخيرة” أعادت الأمور إلى نصابها، ضمن عمل محاكاتي بامتياز، انتصر من خلاله الكاتب للقيم الإنسانية وحب الوطن والعدالة الاجتماعية.

    ومن جانبه، أكد الكاتب ”مصطفى الكناب”، أن بداياته الأولى مع الكتابة كانت بالتدوين عبر ”الفيسبوك”، وذلك عن طريق كتابات لقيت إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أبهروا ببلاغته وجرأة المواضيع التي تتطرق لها كتاباته ليخلق لنفسه قاعدة جماهيرية ومتابعين كثر.

    وأضاف أن جل متابعيه لم يكونوا يعلمون بمهنته الأصلية وشخصيته نتيجة انتحاله لاسم مستعار، وحساب لا يدل على أي شيء عن واقعه الحقيقي، فكان الكل يشجعه على الكتابة حتى جاء اليوم الذي خرج من ذلك الوهم الفيسبوكي، وأعلن لقرائه عن شخصيته الحقيقية، لتتغير تلك الصورة عند الكثيرين الذين نظروا إليه نظرة ازدراء واحتقار اعتبارا لمهنته، ولم يعودوا يفرقون بين مصطفى ”الكاتب” ومصطفى ”الحداد” .

    وأرجع ”الكناب” هذا التغيير الجذري الذي وقع لدى متابعيه، بأنه ناتج عن تراكمات لعقلية اجتماعية، تنبني على النفاق الاجتماعي والتناقضات الاجتماعية، علاوة على كون جل شرائح المجتمع تلهث وراء المظاهر الخداعة، وهو ما يفسر أننا شعب لا نؤمن بما يختزن المرء كشخص من قدرات عقلية وذهنية وكفاءة، بل نؤمن بالأسماء البراقة والوهمية التي تتخذ من المظاهر نجومية وهمية، سرعان ما تنكسر عند أول إطلالة بدون قناع.

    وأردف الكاتب أن إحساسه بالاحتقار والحكرة كونا لديه عزيمة قوية للسير قدما نحو الأمام والتمرد على الواقع المغربي التقليدي، ليفكر في صناعة اسم له في عالم الكتابة الروائية خاصة ”البوليسية” منها بحبكة فريدة من نوعها و”ستيل” جديد لم يسبق لأحد أن قام بالكتابة فيه، بالرغم من أن صنف الرواية البوليسية قلة قليلة من الكتاب من يدنو منها، ويكتب في هذا الصنف الصعب المراس.

    وختم ”الكناب” حديثه بأن كل هذه الأسباب جعلته يواجه حرارة ”الحدادة”، ليحولها إلى حروف يخيط بها أحداثا درامية ووقائع من صلب محيطه الاجتماعي، ليخرجها في شكل رواية تحمل اسم ”فرصة أخيرة”، مشيرا أن هناك أعمالا أخرى جاهزة قادمة بقوة وتحتاج فقط لقراء يفهمون رسائلها القوية ويفككوا شفراتها.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أسعار النفط العالمية تقفز بأكثر من 4% بعد الهجوم على إيران