بوح الأحد: إعطاء الجنسية الأمريكية لبرمجية ‘بيغاسوس’ يفضح المستور…

بوح الأحد: إعطاء الجنسية الأمريكية لبرمجية ‘بيغاسوس’ يفضح المستور…

A- A+
  • بوح الأحد: إعطاء الجنسية الأمريكية لبرمجية ‘بيغاسوس’ يفضح المستور، موقف شيخ العدل و الإحسان الحقيقي من اليسار و جمعية حقوق الإنسان في محك الديمقراطية الداخلية من جديد و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  • بعد حملة استمرت لأزيد من السنتين، وبعد لعب كل أوراق الضغط المكشوفة وغير المكشوفة، وبعد توريط “منابر إعلامية” و”منظمات حقوقية” في لعبة قذرة، وبعد توظيف العديد من “النشطاء” في حرب الشيطنة. بعد كل هذه المراحل، بدأت تظهر بعض حقائق الاستهداف الجنوني لبرنامج بيغاسوس والشركة المصنعة له NSO الإسرائيلية لتكشف نوايا هذا الاستهداف وتفضح حقيقة حرب الكبار حول مجالات حيوية في مستقبل العالم الذي نعيش فيه. وليت الجميع يعي هذه الحقيقة ويستوعب الدرس جيدا ويفكر مليا قبل الإقدام على الانخراط في حروب الغير التي لا مصلحة له فيها ويتجنب أن يكون أرنب سباق للغير دون أن يدري حقيقة المخطط من أوله إلى آخره.
    الحمد لله الذي ساق للبعض قضية بيغاسوس لتكون وسيلة إيضاح فقط لعله يفهم من خلالها بعض خفايا صراع الكبار من أجل إخضاع منافسيهم، ولو استعمل في هذه الحرب وسائل غير أخلاقية ضد دول وأنظمة وشخصيات. والحمد لله الذي فضح من يدعي كذبا أنه من المجتمع المدني ويحسب على المنظمات غير الحكومية وهو يعطي ولاء غير مشروطا للحكومات الخفية التي تتحكم من وراء حجاب في صناع القرار وغيرهم. والحمد لله أن كل الوقائع المتواترة حول هذا الملف تؤكد صواب موقف المغرب في صموده ضد سياسة الشيطنة التي كان هدفها تركيعه وتخويفه بملفات عنوانها حقوقي وإن كانت حقيقتها جنائية وتخابر وعمالة للخارج.
    آخر الأخبار حول تفاعلات قضية بيغاسوس تفيد بأن شركة المقاولات الدفاعية الأمريكية “إل ثري هاريس/L3Harris” تجري محادثات للاستحواذ على الشركة الإسرائيلية NSO، والمشاورات أحرزت تقدما في انتظار موافقة الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية اللتين لم تعطيا بعد الضوء الأخضر للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه الصفقة. ولمن يشكك من الطوابرية، الذين شكلوا طيلة المدة السابقة وقودا وحطبا لتلك الحرب على دولهم، فإن الخبر نشرته المنابر التي لم يشككوا أبدا في مصداقية رواياتها مثل الغارديان والواشنطن بوسط. ولمن لا يعرف فهذه الشركة التي يقع مقرها في فلوريدا تضم زبائن من العيار الثقيل مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي وحلف الناتو.
    ترى ما الذي يدفع شركة أمريكية عملاقة، تقدر مبيعاتها السنوية ب18 مليار دولار، للمغامرة بشراء شركة مدرجة في القائمة السوداء من طرف الإدارة الأمريكية؟ وما الذي يبرر الإقدام على صفقة خاسرة بالمعايير التجارية لشراء شركة تعيش ضائقة مالية بسبب التضييق الذي ضرب عليها دوليا؟ ولماذا تم انتظار كل هذا الوقت لتسريب خبر هذه المفاوضات؟
    إنها حروب الكبار للسيطرة على مفاصل حيوية في صناعة القرارات، ومنها امتلاك المعلومة ورصد حركة كل القوى. والعملية التي يجري التفاوض بشأنها أكبر من عملية بيع وشراء يخضع قرارها لعمليات حسابية فقط لأنها تدخل ضمن صميم القرارات الاستراتيجية التي تشغل بال صناع القرار عالميا. لو كان الأمر مجرد عملية تجارية لما تجرأت شركة تجارية على عقد صفقة شراء شركة أدرجتها إدارة بايدن ضمن القائمة السوداء مع ما يترتب عن ذلك من عقوبات وتضييق هامش العمل التجاري والانتشار. والأصل هنا أن يطرح التساؤل حول خلفية اتخاذ قرار إدراجها ضمن القائمة السوداء في تلك المرحلة، وكيف سيكون مبررا رفعه بعد هذه الصفقة ولو بالتدريج. والملاحظ أنه من الآن بدأت الماكينة الدعائية تروج لحصر استخدامه على الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الموثوقين فقط!!! ألم تعد شركة NSO تهدد الأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة كما نص على ذلك قرار وزارة التجارة الأمريكية المتخذ في نونبر 2021؟ هل تم فجأة تناسي سبب إدراجها في القائمة السوداء والذي قيل حينها بأنه تمكين حكومات أجنبية من برمجية استهدفت بها سياسيين وصحافيين ومارست بها قمعا عابرا للحدود خارج حدودها السيادية لإسكاتهم؟ هل تَمَلُّكُ البرمجية من طرف شركة أمريكية ضمانة لعدم استعمالها لأغراض تجسسية غير مشروعة؟ وهل كان يمكن للشركة الأمريكية الدخول في مفاوضات مسبقة وهي تعلم أن حظر الشركة في أمريكا قرار لا رجعة فيه؟
    لقد بررت الإدارة الأمريكية حينها قرارها بخلفية حقوقية كان الغرض منها التسويق السياسي ليس إلا. والمتابع لسلوك هذه الإدارة بعد عامين ونصف من حكمها يلاحظ جنوحا بطيئا نحو سياسة الأمر الواقع، ولعل السماح بصفقة شراء شركة NSO خطوة في هذا الاتجاه ضمن خطوات أخرى أهمها على الإطلاق عزم بايدن زيارة السعودية نهاية الشهر الجاري ولقاء ولي العهد محمد بن سلمان بعد تعهده السابق بجعل السعودية “منبوذة” وعدم التواصل مع ولي العهد ردا على مقتل خاشقجي الحامل للجنسية الأمريكية.
    اليوم، اتضح أن أمريكا لا تهمها سوى مصالحها ومستعدة لكل الخطوات التي تؤمن تفوقها على منافسيها واحتكارها عناصر القوة، وتبين أنها تعي جيدا قوة بيغاسوس مستقبلا بنفس درجة وعيها بالحاجة إلى النفط والمال السعودي الذي يسيل لعاب دول كثيرة. وقد صرح وسط الأسبوع الماضي الرئيس بايدن في ندوة صحافية بحاجة بلاده إلى أموال إضافية استعدادا لجائحة ثانية سيواجهها العالم حيث قال بالحرف “نحن بحاجة إلى المزيد من المال. لكننا لا نحتاج فقط إلى المزيد من الأموال للقاحات الأطفال، في النهاية نحن بحاجة إلى مزيد من الأموال للتخطيط للجائحة الثانية”.
    هل سنسمع صوتا مرتفعا للطوابرية تجاه هذه البراغماتية؟ وهل سيجرؤ المعيطي و المتصابي على التنديد بهذه السياسة الأمريكية الجديدة؟ لننتظر إذن.
    يعي أبو وائل جيدا حسابات المصالح التي تحرك قادة كل دولة، ويتفهم العوامل المتحكمة في قرار كل دولة، ولا يتدخل في شؤون أي دولة طالما أنها منسجمة مع ذاتها ولا تزايد على غيرها بما هي مستعدة للقيام بأسوأ منه لو بدت لها مصلحتها فيه. وهذه مناسبة للتذكير بازدواجية المعايير الأردوغانية مرة أخرى، وهو الذي استقبل، بعد طول قطيعة، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتركيا بمظاهر احتفالية تكذب ما سبق وادعاه من مبادئ حقوق الإنسان واتهامات للسعودية وادعاء باستقلال القضاء التركي.
    فجأة، وبسبب الانهيار الاقتصادي التركي، وبسبب الحاجة إلى الدعم السعودي، وبسبب الحرص على ربح الرئاسيات المقبلة بأي ثمن يتناسى أردوغان ملف خاشقجي وغيره ويتنازل عن شعبويته في اعتراف صريح بفشل سياساته القديمة ومزايداته الفارغة وبحثه عن زعامة العالم السني التي لن تتحقق له أو لغيره من الشعبويين.
    ما يحدث هذه الأيام في المنطقة تأكيد آخر لفشل السياسات المتطرفة وانتصار لمحور الاعتدال وسياسات الحكمة وعدم الانفعال والرهان على اللعب بعواطف الشعوب. كما أن ما يحدث من متغيرات يشي بأن القادم أصعب ولن تواجهه الأمم إلا بتآزر كل مكوناتها وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية. الرهان في المستقبل القريب على منسوب الوطنية الكفيل وحده بمواجهة الصعاب في عالم تنذر كل المؤشرات أنه مقبل على مرحلة صعبة.
    لنعد إلى الصفقة المحتملة لشراء شركة NSO والتي ستكشف المستور إن هي تمت كما هو مخطط له. ستورط هذه الصفقة الإدارة الأمريكية التي ستكون نهجت سياسات بخست ثمن الشركة بالعقوبات التي فرضتها عليها خدمة لشركة أمريكية، وستبين خضوع القرارات الأمريكية للوبيات المصالح الأقوى من السياسيين، وستفضح أكثر بيادق الإخضاع الخادمة لمصالح اللوبيات الكبيرة والتي تنتحل صفات إعلامية أو حقوقية أو معارضة. ولقد أشرت في أكثر من بوح سابق إلى هذه الحقيقة وبينت بالأسماء والوقائع شخصيات كبيرة تتحكم في فوربيدن سطوري وغيرها من المنابر والمنظمات الحقوقية والمعارضين، كما بينت أسباب استهداف دول دون أخرى لم يطلها النشر في تلك الحملات التي فاحت روائحها النتنة.
    اكتمال هذه الصفقة بهذه الطريقة سيفضح السقوط الأخلاقي الذي هوى فيه الطوابرية الذين انخرطوا في حملة مضللة ضد بلدانهم دون وعي أو بوعي، وهذا أدهى وأمر. والحمد لله أن المغرب ظل صامدا مرفوع الرأس ومصرا على مواقفه وغير متأثر بحملات التشويه والقتل المعنوي التي استهدفته ليكون عامل إضعاف لخدمة مصالح الكبار. ومرة أخرى على جميع الطوابرية الاعتراف بخطئهم واستيعاب حقيقة التصريحات الرسمية للمغرب التي أكدت أن بلادنا لا تتوفر على بيغاسوس ولم تبد اهتماما بامتلاكه ولا تراه يمثل قيمة مضافة للمنظومة الأمنية للبلاد.
    مرة أخرى على الطوابرية استيعاب حقيقة الحرب الدائرة حول امتلاك تقنيات التجسس، كما عليهم الإجابة عن أسباب التستر عن الدول الغربية الكبرى التي تعترف بامتلاك بيغاسوس ولم تطلها المساءلة ولم تتسرب نهائيا أرقام الهواتف التي تتجسس عليها كما وقع لغيرها من الدول. لن يفهم سر هذه الحملة على برمجية بيغاسوس بدون فهم أسباب هذه الانتقائية في استهداف دول دون أخرى، وبدون فهم حقيقة المنظمات التي استعملت لإشعال نارها، وبدون فهم التوقيت والغاية التي حكمت تحريك هذه الحملة.
    يتأكد يوما بعد آخر وملفا بعد ملف وقضية بعد أخرى أن الطوابرية وبال على البلد، وفضحهم واجب على من استطاع إلى ذلك سبيلا، وفي ذلك خدمة لهم قبل غيرهم لأنه يضعف شرورهم. والأولى بالفضح أكثر هم من يظهر ما لا يبطن، ويعلن نقيض ما يخفي، ويدافع مؤقتا عما يؤمن بنقيضه.
    وأول هؤلاء شيخ جماعة العدل والإحسان الذي تشاء الأقدار أن يفضحه مريدوه بتسريب فقرات محذوفة من حوار تاريخي له يتضمن ما يؤمن به تجاه اليسار بمختلف تشكيلاته. وحتى نكون على بينة من حقيقة أفكار هذه الجماعة لا بد من استحضار البعد الشيعي المكون لهذه الجماعة مع ما يترتب عليه من تبني التقية، وقد فصلت في بوح سابق أدلة هذه النزوعات الشيعية وسط الجماعة وفي قناعات مرشدها الذي شكلت الثورة الخمينية ملهم كتاباته كما ظل طيلة عقود عراب التقارب السني الشيعي الذي لم يستفد منه إلا الشيعة الذين جنوا ثماره من خلال تشيع قيادات كثيرة من هذه الجماعة منهم من يقطن اليوم في قم أو النجف أو غيرها من ممالك الشيعة.
    في حوار مع عبد السلام ياسين أجراه معه قطبان من الجماعة سنة 1989 ونشر سنة 2014 منقحا ومبتورا ومنقوصة منه فقرات سربها أعضاء من الجماعة سنة 2022. في هذا الحوار، يكيل شيخ الجماعة التهم والتكفير لقادة اليسار الذين شاركوه السجن سنة 1983 حيث وصفهم بأقدح النعوت وكأنه يستحضر ما فعله الخميني بحزب توده لما تمكن من حكم إيران رفقة الملالي فتنكر لرفاق الثورة وجسد تلك المقولة التاريخية “الثورة تأكل أبناءها”. لم يتردد الشيخ ياسين في القول بأنه كان “الوحيد بينهم من يقول لا إله إلا الله ويصلي، أقصد من المعتقلين السياسيين”. هل يقبل كلام من هذا القبيل ممن يدعي أنه غير تكفيري؟ وهل يتصور أن يخرج كلام بهذا الحجم من فم رجل ذاق حلاوة التصوف؟ وهل لا يعتبر كلام بهذه الصراحة والقطعية حكم على النوايا واطلاع على السرائر التي هي في علم الغيب الذي استأثر به الله سبحانه وحده؟ والأهم من كل ما سبق، هو لماذا تدخل مقص الرقيب في هذا النص بعد نشره سنة 2014؟ أليس السبب هو عدم التنغيص على التقارب بين الجماعة والرفاق؟ هل سيسائل اليساريون بصراحتهم المعهودة قادة الجماعة عن حقيقة هذا التصنيف التكفيري؟ وهل هو موقف الجماعة كلها أم هو مجرد قناعات شخصية لمرشدها آنذاك؟ وما هي مؤشرات مراجعته لهذا الموقف إن تمت فعلا المراجعة؟
    لا يمكن إطلاقا تفهم مثل هذا الكلام، ولا يمكن إطلاقا إيجاد مبرر له، بل هو يعكس تطرفا دفينا في فكر الجماعة وقيادتها، وجهلا بمكونات اليسار، وخاصة أن ضمن المعتقلين في تلك السنة وبسجن لعلو قيادات اتحادية يستحيل وصفها بالإلحاد.
    يصعب في هذا البوح ذكر كل الفقرات المحذوفة من الحوار المنشور في كتيب صغير، ولكن هذه مهمة اليساريين الذين يشدون الرحال إلى مقر الجماعة بمناسبة وبغير مناسبة والمتوددين لهم والمدافعين عن شطحاتهم، بينما شيخ الجماعة يصورهم في السجن كطبقة بورجوازية تقطن بحي راق وتتلذذ بما لذ وطاب من الأطعمة، وفارغين حتى من الجانب الذي يدعون فيه القوة وهو الاطلاع على الفكر الماركسي، ويتهمهم بالفسق والفجور والبعد عن الدين والتنكر للدين. وحذف هذه الفقرات وحده جريمة تؤكد التقية التي يتعامل بها قادة الجماعة المحظورة مع اليسار وتجعل تكرار سيناريو الخميني مع حزب تودة حقيقة قائمة متى تقوت الجماعة.
    لقد كان لهذه الأفكار التي بثها شيخ الجماعة في سنة 1989 وقع سيء على الساحة الجامعية التي كانت حاضرة في ذلك الحوار الذي طالب فيه طلبة الجماعة بمدافعة طلبة اليسار حتى لا تفسد الجامعة حين اتهمهم بمقاطعة الامتحانات. هل يتذكر الرفاق تبعات هذا الكلام؟ وهل يستحضرون التنفيذ العملي لهذه التوصيات في موسم 1991 بفاس ووجدة وغيرهما؟
    لقد أنشأت تلك الأفكار التكفيرية جيلا وسط هذه الجماعة يؤمن بالعنف التطهيري ضد “الملاحدة” لتحرير ما كانوا يسمونه حينها “الاتحاد الوثني لملاحدة المغرب”. هل نسي اليسار هذه الحقائق؟ وهل تمتلك قيادة الجماعة الشجاعة لتقديم توضيحات حول هذا الكلام المبتور وحقيقته وسياقه وتعتذر عنه للمغاربة قبل اليسار؟
    هذه بعض الخفايا التي يتعسف الرفاق والإخوان لإخفائها عن قواعدهم لتبرير التمسك بزواج متعة يعلمون قبل غيرهم استحالة استمراره لأنه بني على تناقض أساسي. وصدق الشاعر حين قال: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا. ويأتيك بالأخبار من لم تزود.
    لقد خرج رئيس الدائرة السياسية للجماعة الأسبوع الماضي في كلمة أخرى أمام مسؤولي الجماعة ليتهكم على اليسار واصفا بطريقة تهريجية وكاريكاتيرية شروطهم تجاه الجماعة بالاشتراطات التعجيزية حيث قال بأن اليسار يشترط معرفة الوضع الداخلي للجماعة “نريد أن نطلع على تنظيمكم الداخلي لنرى مدى انسجامه مع روح الديمقراطية، ونتأكد من أن اجتماعاتكم خالية من كل الطقوس والخرافات، وأزيد ومن البخور والطلاسم… قلنا: وهنا آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه. فإنكم لا تريدون الحوار، أو لا تستطيعونه، وإنما تريدون التعجيز فقد أدركتموه. لا نقول مثلما قال شاعر متشائم: فيا موت زر، بل يا رب أغث فإن العطب بليغ “.
    وثاني من ينبغي فضحهم، هم مدعو النضال الحقوقي ومحترفو التباكي ومنتحلو الصفة الحقوقية بعد فشلهم في المنافسة السياسية وعجزهم عن بناء حزب حقيقي. ونحن على أبواب مؤتمر جديد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تكون هذه المناسبة امتحان آخر للتيار المهيمن على هذه الجمعية منذ عقود وهو من يرفع خارجها شعار التداول على السلطة، واختبار لمن يطالب غيره بالوضوح وهو غارق في الكولسة حتى أخمص قدميه. مؤتمر الجمعية مناسبة أخرى لمعرفة حقيقة الشعارات التي يزايد بها المتحكمون في القرار داخلها على غيرهم وهم المتنكرون لها في جمعية صغيرة حولوها من منظمة حقوقية إلى حزب سياسي يريد استبلاد الشعب.
    الطوابرية في الحقيقة مزيج غير متجانس، وبدون أفق، ويعيشون حالة تيه سياسي، وبات الحقد محركهم ودافعهم، وهم مستعدون لتأمين مصالحهم و إحراق الوطن بما فيه.
    الحمد لله أن للوطن حماته يؤمنون البلد ضد كل مؤامرات الداخل والخارج.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    إصدار 2905 تراخيص للاستعمالات المشروعة للقنب الهندي