أبو وائل : جماعة ياسين تحترف تأجير تنظيمها للغير وتتعامل بمنطق شركات المناولة

أبو وائل : جماعة ياسين تحترف تأجير تنظيمها للغير وتتعامل بمنطق شركات المناولة

A- A+
  • أفاد أبو وائل الريفي بأن “بيتا في وجدة في ملكية شيخ الجماعة الجديد محمد عبادي، رغم أن تيارا واسعا في الجماعة لم يسلم له بعد بهذه المشيخة ويعتبره مجرد منتحل لصفة خليفة ياسين، تحول هذا إلى مقر للجماعة بدون سند قانوني وتغيرت كل هندسته ليتحول جزء منه إلى مسجد خارج القانون ولا يصلي فيه إلا أعضاء الجماعة وكأنهم طائفة ممن يصنفون أنفسهم “جماعة المسلمين” من تيارات التكفير والهجرة.
    وأوضح أبو وائل في بوحه الأسبوعي اليوم الأحد أن هذا البيت خضع ” منذ أزيد من 18 سنة لمراقبة السلطات وانتهى الأمر بحكم قضائي بسبب مخالفات في التعمير وإزعاج السكان وعقد اجتماعات غير قانونية وتحويله إلى مسجد”. وتساءل أبو وائل “ماذا استجد هذه الأيام حتى تتحرك “قافلة” من الطوابرية ممولة من مساهمات الأعضاء البسطاء ومحمولة على هودج الجماعة التي تحن للزمن الغابر؟ لماذا لم يفعلها المعيطي في السنين السابقة؟
    حسب تجربتي، يضيف ذات المتحدث: إذا رأيتم الضجيج و”الغوات” عند هذه الجماعة لا بد من البحث في مكان آخر لفهم أسباب “الجذبة”. حركة الياسينيين في مثل هذه الملفات والأوقات ليست إلا غطاء لستر فضيحة متوقعة، أو خدمة تسديها لطرف صاحب مصلحة وهي تحترف تأجير تنظيمها للغير وتتعامل بمنطق شركات المناولة، أو محاولة ابتزاز رخيصة للدولة، أو سعي إلى استفزازها للرد بالتصعيد ضدها حتى توحد صفها المشتت وتغطي على خلافات داخلية تنخر صفها المتهالك، أو هي خطوة استباقية لمحطة كبيرة في الجماعة تريد أن تبين للحاضرين فيها أنها بخير وعلى خير ولم تضعف وما زال في مستطاعها زعزعة المخزن.
    وتابع “ولذلك لا يتوقع أبو وائل أن تقف الجماعة عند هذه المحطة، أي الاحتجاج على تشميع مقرها في وجدة، بل سيركز “عدلاوة” على أكثر من قضية لإشغال صفهم الداخلي عن التفكير في الحقيقة التي صارت ملازمة لهذه الجماعة وقيادتها التي تتهرب من الخوض فيها منذ وفاة شيخها المؤسس.
    لماذا تسخن الجماعة الطرح هذه الأيام وهي التي تباهت “نديتها” يوما بأن والدها كان “يبرد الطرح” مع أنها تعلم أن جماعتها رمت بكل ثقلها لإشعال نار الفتنة في البلاد سنة 2011 ولكن لم يصب بتلك النيران إلا أبناؤها الذين فقدتهم في الشارع ف”ساءت” أخلاقهم وخسرت تربيتهم بشهادة شيوخ الجماعة؟
    بعيدا عن الاصطفاف مع الطوابرية، يضيف ذات المتحدث، تسعى الجماعة الغارقة في المنامات والمستغرقة في حالة الجمود أن تحافظ على وحدة صفها بافتعال صراع وهمي مع الدولة لتفويت الفرصة على تيار يتنامى وسطها يطالب بمحاسبة القيادة التي يراها انحرفت عن خط شيخها المؤسس.
    تيار الجماعة الواسع الذي يضم خليطا غير متجانس بدأ ينشط من جديد مع اقتراب استحقاقات داخلية في الجماعة، والجامع المشترك بينهم هو حالة الاستنكار وعدم الرضى عن القيادة الحالية، سواء طريقة توليها أو طريقة تدبيرها أو علاقاتها، بل منهم من يجاهر باتهام هذه القيادة بخيانة الأمانة وسرقة أموال الجماعة وتحويل مجالسها إلى “سوبير مارشي” لترويج بضاعته تحت مسميات عدة.
    لقد مر حتى الآن على تولي محمد عبادي قيادة الجماعة ما يقارب العشر سنوات ولم يملأ فيها هذا الرجل المسكين/ الدرويش/ المتواضع مقعده لأنه لا هيبة ولا رمزية ولا شخصية كارزمية ولا سلطة عنده. صار شأن الجماعة، كما يقول كل هذا التيار، مشتتا بيد قيادة جماعية ستالينية، على حد توصيف منسوب لعبد السلام ياسين. وهذه مناسبة لليسار الراقد في دار غفلون أن يفهم حقيقة هذا الوصف ومعانيه لعله يفهم حقيقة موقف الجماعة الحقيقي من تيارات اليسار فيتذكر ما فعله الخميني بحزب توده وغيره من التيارات المخالفة بما فيها تيارات دينية.
    وأبرز أنه مرت عشر سنوات على الجماعة ووضعها من سيء إلى أسوأ، ولم تحسم، حسب المعارضين، موضوع من يخلف المرشد الميت، ولم تنفذ القيادة الجديدة وصيته، ولا يقصد بالوصية طبعا إلا المنامات والأحلام كوسيلة لاختيار خليفة ياسين!! هل يعول على هؤلاء بهذا التفكير لبناء مغرب المستقبل؟!!
    لقد استبقت قيادة الجماعة، المعروفة بمكرها، تحركات هذا التيار للتغطية على احتجاجاته التي لم تعد شأنا داخليا، وخاصة بعد موجة الطرد والفصل والتوقيف التي طالت رموزه من الجماعة. وللأسف، فهذه الجماعة التي تصدع رؤوسنا بالقانون ودولة الحق وحكم المؤسسات وربط السلطة بالمحاسبة تفصل الأعضاء بدون إتاحة الفرصة لهم ليدافعوا عن أنفسهم وبدون مواجهتهم بالأفعال المنسوبة إليهم وبدون تمكينهم من معرفة قوانين الجماعة التي يتابعون وفقها!! وهذه كذلك يلزم من يتحالف اليوم مع الجماعة ويبيض صفحتها السوداء أن يتأكد منها بنفسه. للأسف، بيت الجماعة من زجاج وترمي الناس بالحجارة. هذه هي الحقيقة.
    تستشعر قيادة الجماعة الخطر لأنها أدرى بأن بيتها أوهن من بيت العنكبوت، وتعي جيدا نفاذ صبر معارضيها من الداخل وتزايد أعدادهم واستعدادهم لنقل آرائهم وعدم رضاهم إلى الشارع بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقرات الجماعة وبيوت قيادييها الضالعين في الفساد والكولسة والتحريف. وتعرف هذه القيادة الحرج الذي ستكون فيه تجاه باقي الأعضاء وكذا الحلفاء والمغاربة، فلا ترى حلا غير فبركة ملفات وافتعال مواجهة مع المخزن لتصنيف كل معارضيها من الداخل كعملاء وأصحاب أجندات مخزنية وغير ذلك من التهم الجاهزة والقديمة. يتناسى هؤلاء وأولئك أن المخزن منشغل بقضايا أهم منهم جميعا، وأنهم جميعا لا يزنون شيئا في ميزان أولويات هذا البلد وما عليهم سوى معرفة حجمهم الحقيقي والرجوع لمناماتهم وخلواتهم.
    وأشار أبو وائل إلى أن ما تعيشه العدل والإحسان اليوم ضجة غير مسبوقة تعي قيادة الجماعة خطورتها، وهي رجة تؤشر على أن زمن الصمت ولى بعد خروج الأجيال الجديدة من أعضاء الجماعة من جلباب الشيوخ وتحررهم من قبضة الكهنوت التربوي الذي يضفي على القيادة قدسية مزيفة فضحتها مواقع التواصل الاجتماعي. اكتشف أعضاء الجماعة أن القيادة ومن يتربع عليها لا حرص لهم على الدين ولا زادا علميا معهم ولا دراية تدبيرية عندهم وكل همهم تأمين مصالحهم وتأبيد وجودهم في مراكز القيادة الريعية. وخاطئ من يعتبر أن أزمة هذه الجماعة وليدة اليوم أو هي تقتصر فقط على الشق التنظيمي ولكنها قديمة وأبعادها متداخلة تشمل ما هو تنظيمي وسياسي وفكري وديني وأخلاقي وتربوي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    نخبة توزيع المنافع