لهذا البيت رب يحميه

لهذا البيت رب يحميه

A- A+
  • لهذا البيت رب يحميه

    حينما قلت قبل خمس سنوات إن الملكية قدر جميل للمغرب، لم أكن بحاجة إلى وصية عبد الإله بن كيران الذي قال خلال الأسبوع الماضي إن هبة الملكية شيء عظيم في المغرب، لقد سمعت العبارة من فم المناضل الراحل عبد الرحمان اليوسفي، في حديث يشهد عليه صديقان للراحل لازالا على قيد الحياة، حين سأله شخص معارض: لماذا تركتم كل شيء للملك؟ فكان رده الحكيم: “نحن لم ننتزع شيئا من جلالة الملك وما كان هدفنا ذلك، بل الملك الراحل وخلفه سيدي محمد هو من أعطانا الكثير، لا إصلاح يمكن أن يتم بالمغرب خارج الملكية، وما كنا لنحقق ما حققناه لولا كرم ملكين دون الحديث عن المغفور له محمد الخامس، أنتم لا تعرفون شيئا عن قدسية الملكية لدى المغاربة وعن موضعها ليس في الهرم الدستوري ولكن في قلب المغاربة”..

  • كل رجالات الدولة الوازنين كانوا ولا زالوا يعرفون قيمة الملكية في قلب النظام السياسي وامتدادها الشعبي وتجذرها التاريخي، جل الوطنيين الكبار الذين حبلت بهم هذه الأرض ولا زالت يعتبرون الملكية تاجا على رؤوس المغاربة، ليس لطمع ولا لبقاء في السلطة ولا ابتغاء لنعيمها الزائل، أتكلم عن الوطنيين الصادقين الذين لا يخشون في قول الحق لومة لائم، لا الخنوعين والإمعات والانتهازيين أمثال المحامي السابق محمد زيان ومن في زمرته ممن أكلوا الغلة ويسبون اليوم الملة..

    أستحضر هذا الكلام اليوم بمناسبة القرار الإسباني التاريخي اتجاه الوحدة الترابية للمملكة والتي شكلت منعطفا حاسما في مسار قضية العلاقات المشتركة بين بلدي ضفتي المتوسط، وفي مسار قضية سيادة المغرب على مجموع أقاليمه الترابية، باعتبار الصحراء مسألة وجود لكل المغاربة وعلى أساسها تحدد العلاقات والمصالح المشتركة معه.. من خطط لكل هذا؟ من كان وراء هذه الانتصارات الكبرى؟

    لنعد إلى الوقائع حسب حقيقتها التاريخية، حين أوقف المغرب علاقته الدبلوماسية مع ألمانيا وإسبانيا، أكد الملك محمد السادس في خطاب واضح وصريح، أن المغرب لم يعد يقبل سياسة الكيل بمكيالين في قضية وحدته الترابية، وأنه لن يرضخ أبدا لأي علاقة تربطه بأي دولة دون الوضوح اللازم من قضية سيادته على مجموع وحدته الترابية، وأنه دقت ساعة الوضوح، مع المغرب أو ضده، مع وحدته الترابية وضمنها أقاليمه الصحراوية، أو لا تعامل تجزيئي مع سيادته الكاملة على المملكة من طنجة إلى الكركرات..  فالمجد كله يعود للملك محمد السادس الذي بنص دستور المملكة يعتبر الضامن لمؤسسات الدولة ووحدة سيادتها على كامل ترابها الوطني.. ومن أدار كل هذه الانتصارات كان هو الملك محمد السادس، لنتذكر قبل شهور قليلة، كيف كنا نحن النخبة التي لها ثقة في مؤسسات المغرب، نتهيب من هذه اللغة الدبلوماسية الجديدة ذات المنحى التصعيدي، ونوشوش لبعضنا بقلق، هل المغرب له أضلع قوية لوضع البيضة فالطاس مع كل دولة تعاكس مصالحه الإستراتيجية وخاصة وحدته الترابية من ألمانيا إلى فرنسا ذات زمن، إلى إسبانيا.. لكن بعد رسالة بيدرو سانشيز وبلاغ الحكومة الإسبانية وقبلها بلاغ الحكومة الألمانية حول المقترح المغربي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، عاد اطمئناننا أقوى وثقتنا في هذا البلد ورجالاته ونسائه أشد من ذي قبل.

     لقد أحس كل المغاربة – إلا الذين وقر في قلوبهم زيغ- بالكثير من الفخر والاعتزاز بعد رسالة رئيس الحكومة الإسبانية إلى جلالة الملك، وها نحن نرى المملكة تحقق الانتصار تلو الآخر بثقة وقوة وعزيمة لا توصف، وأن “للبيت رب يحميه”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الرباط: نايضة في حزب الاستقلال بعد توزيع المناصب قبل التصويت بالمؤتمر