بوح الأحد: المعطي لعبة السفر و الإضراب عن الطعام الحلقة الأخيرة

بوح الأحد: المعطي لعبة السفر و الإضراب عن الطعام الحلقة الأخيرة

A- A+
  • بوح الأحد: المعطي لعبة السفر و الإضراب عن الطعام الحلقة الأخيرة، ٱنتكاسة العدل و الإحسان بعد تآكل الخطاب و تفكك الصفوف، تيه القيادة الجزائرية يدخل مرحلة اللاعودة و أشياء أخرى.

    أبو وائل الريفي

  • لم يكد المسلسل الانتخابي ينهي آخر حلقاته بتعيين الحكومة وتقديم تصريحها أمام البرلمان ونيلها الثقة حتى بدأ بعض المتضررين من هذا النجاح المغربي في التعبير عن حجم الضرر الذي لحق بهم. المعطي منجب المتابع على ذمة قضية غسيل أموال واختلاسات والذي يتمتع بالسراح المؤقت يستعرض عضلاته ويحاول السفر إلى الخارج تحت ذريعة الاستشفاء وكأن لا وجود لأطباء بهذا البلد، أو كأن أمر سفره يتحكم فيه وحده متناسيا أن هناك قضاء في هذا البلد وقراراته نافذة على الجميع. رغم علمه بقرار منعه من السفر يأبى مسيو ماطي، كما يحب أن ينادى، إلا أن يجمع حقائبه ويتوجه نحو المطار مرفوقا بشهود الزور. لماذا كل هذا العناء يا ترى؟ الجواب بسيط وصار محفوظا عن ظهر قلب ويمكن التنبؤ به قبل حدوثه كما يمكن من الآن توقع الخطوات الموالية للماطي. بعد أيام سيبدأ العداد المغشوش حول أيام الإضراب و بعدها شهادات الزور المعطي يدخل في غيبوبة، المعطي يحتضر، الشهيد المعطي، لكن اللعبة لن تنطلي على أحد، إذا أراد المعطي أن يموت فذلك ٱختياره، في المرة الفارطة تزامن إضرابه عن الطعام بقرار الإفراج المقيد الذي أصدره قاضي التحقيق فأوهم المعطي الرأي العام بأن الإفراج عنه كان نتيجة إضرابه عن الطعام، لكن اليوم المعطي في بيته فليفعل بنفسه ما شاء ليتأكد أن لعبته ٱنتهت و أن الإحتماء بجواز سفره الفرنسي لن يلوي به ذراع قضاء المغرب. محرك كل هذا الفيلم هو البحث عن التقاط صورة وتسجيل فيديو للماطي من أمام المطار ليكون مادة يريد بها إحياء قضيته التي بدأ يدب إليه اليأس لأنها توارت إلى الوراء ولم يعد يتضامن معه أحد أو يتذكر قضيته. يعول المعطي على هذه الظرفية ليحقق هدفه بالسفر وليرسل رسالة أنه أقوى من الدولة ويمكنه ابتزازها متى وكيفما شاء أو يهدم صرح نجاح المغرب خلال هذه الظرفية بعد الانتخابات وبعد الخطاب الملكي أمام البرلمان الذي لخص حكاية نجاح شعب وقصة صمود دولة في ظرفية خاصة في وجه حالة وبائية استسلمت لها دول كثيرة. هذا حال الطوابرية دائما لا يحلو لهم النضال إلا في مثل هذه المناسبات. لم ينتبه المعطي أنه بهذا الأسلوب يستنسخ عمل الانفصاليين فقد كانت أميناتو مدمنة على هذه الطريقة ولكنها لم تنجح في ابتزاز المغرب وأدركت أن الزمن غير الزمن وأن الضغط بهذه الطرق لن يجدي. ما كاين إلا القانون آ المعطي. أنت متابع في جرائم وتستفيد من حقك في السراح المؤقت والتهم الموجهة إليك جدية وكبيرة وأولى لك أن تستغرق وقتك وجهدك في إثبات براءتك وليس إضاعة وقتك ووقت المؤسسات في أمور لا طائل منها. يمن المعطي على القضاء بأنه يحضر الجلسات متناسيا أن هذا واجبه وغيابه المتعمد قد يحرمه من امتياز السراح المؤقت وقد يؤكد تهربه من المحاكمة. ويتحدث المعطي عن دخوله في إضراب وهذه كذلك صارت لعبة قديمة وأهدافها مكشوفة للخارج قبل الداخل “اعطيني ما بغيت أو نموت بالجوع. ذاك شغلك. مت أو امرض فلا تلومن إلا نفسك”. وعلى المنظمات الحقوقية التي تحترم نفسها أن تنتصر للحياد والموضوعية. من يكون الماطي حتى يتحدى القضاء ويطالب بامتياز ويتجاهل المنع بالسفر الصادر في حقه؟ أي مصداقية وسلطة ستبقى للمؤسسات لو طالب كل الممنوعين من السفر بهذا المطلب؟ لم تنجح حتى الآن كل خطط المعطي لإخضاع المغرب ويشعر أن التهمة راكباه راكباه، وأن إثبات براءته أقرب إلى الاستحالة بسبب الأدلة التي ووجه بها. ويعلم المعطي كذلك أنه فشل في تسييس قضيته، وأن فرقعات التضامن معه لا تؤثر في تصميم القضاء على النظر في قضيته باعتبارها قضية لا علاقة لها بمواقفه واصطفافاته. كن معارضا متجذرا كما تشاء، ولكن اعلم أن المعارضة أخلاق قبل أن تكون مواقف، والمعارضة تضحية وعطاء وليست وسيلة للإثراء غير المشروع بتحويل اعتمادات لغير ما رصدت له ولما يخدم جيبك ومصالحك ومصالح عائلتك التي ورطتها وضربت سمعتها. ما يقوم به المعطي من جلبة يراد بها أساسا التغطية عن طبيعة تهمته و”التمسكن” لجلب تعاطف يحس أنه مفقود ولن يجلبه بالحديث بالقانون والوقائع الحقيقية لأنه أدرى بالتهم الموجهة إليه وبالأدلة التي بحوزة القضاء حولها كما أنه يعلم بأن كل المساطر المتخذة ضده قضائية بدءا من منعه من السفر بسبب خطورة التهم الموجهة إليه وجديتها، ومرورا بعقل ممتلكاته وحساباته وهو إجراء روتيني تحفظي يتخذ في مثل هذه الحالات بالنسبة لقضايا غسل الأموال. على الطوابرية جميعا أن يتعلموا من هذا الدرس بأن الدولة أكبر من أن يلوى ذراعها تحت أي ظرف أو مبرر، ولا حل لأي ملف معروض على القضاء إلا بمسطرة قضائية، وكل مجهود لتسييس قضايا عادية فهو ضائع ومستنزف للمعني به أولا وأخيرا. ينتهي مفعول البيانات التضامنية للجان التي لا تحيى إلا في مثل هذه المناسبات بعد نشره مباشرة حين يكتشف الطوابرية أنهم وحدهم من يطلع عليه ويتفاعل معه ويتبنى محتواه، أما المغاربة فصاروا يفهمونهم ويصنفونهم في خانة هم أدرى بها.
    الملاحظ هذا الأسبوع أن الضرر من نجاح المغرب لم يعد يقتصر على الطوابرية الأفراد الذين يرون في كل نجاح للمغرب ضررا لهم وإضرارا بولاءاتهم ومصالحهم، ولكنه تعدى ذلك هذه المرة إلى تنظيم ما يزال يحن إلى زمن غابر وأيام خوالي. إنه جماعة العدل والإحسان. لقد وضعت الجماعة كل بيضها في سلة مقاطعة هذه الانتخابات، واستعانت بكل وسائلها وعلاقاتها في التعبئة للمقاطعة، ووظفت اليسار في ذلك، وصار عندها إنجاح المقاطعة مسألة مصيرية، وعولت على هذه المناسبة لتحريك صفها المتآكل قبل جائحة كورونا ولو أن قيادة الجماعة تحاول التنصل من فشلها وإلصاق تهمة الجمود في الظرفية الوبائية. فماذا حدث؟
    لم يلتفت الشعب لكل تلك الحجج التي ساقتها الجماعة وشارك المغاربة بكثافة في الانتخابات رغم الظرفية الاستثنائية التي جرت فيها. وكانت هذه أكبر ضربة تلقتها الجماعة والتي لم تتعرض لمثلها منذ 2006 سنة سقوط أوهام “القومة الموعودة” لأنها اكتشفت وزنها عند الشعب ومكانتها عند المغاربة. ويمكن للجماعة أن تصارح المغاربة وتقدم كشف حساب بعدد المتفاعلين مع نداءاتها ومطالبها بمقاطعة الانتخابات في منصاتها الإعلامية والتواصلية. هذا تحدي سيفضح الجماعة ويبين أن حتى أعضاءها لا يتفاعلون مع دعواتها ومنشوراتها. لقد حاولت الجماعة الركوب على حالة العزوف وتحويلها بتحليلات متعسفة إلى مقاطعة وبدا التعسف واضحا لأنه لم ينطل على الرأي العام والمنتظم الدولي، ثم لعبت على التشكيك في نزاهة الانتخابات ولم تنجح في ذلك لأن الانتخابات جرت في ظل وجود أكثر من خمسة آلاف مراقب من الداخل والخارج وأمام أنظار الإعلام الدولي، وكل التقارير تشيد بنجاح التنظيم وحياد الإدارة ونزاهة الاقتراع وحجم الإقبال الكبير بالنظر إلى الظرفية الخاصة التي أجريت فيها. وخوفا من الارتدادات السلبية لهذا النجاح الانتخابي للمغرب على سيكولوجية وقناعات أعضاء الجماعة اتخذت الجماعة قرار خلط الأوراق وتكليف ناطقها الرسمي بإجراء مونولوغ يتحدث فيه عن كل شيء ويطلق نيرانه في كل اتجاه لعل هذه الطلقات تبقي على بعض مما تبقى من رصيد لدى قيادة الجماعة عند قواعدها التي تتآكل يوما بعد آخر لأن الكثير ممن نشأ في الجماعة وهو صغير صار اليوم أنضج وأقدر على اكتشاف الوهم والسراب الذي تبشر به الجماعة التي لم يتغير خطابها وهي تردد منذ ما يقارب نصف القرن أن النظام على وشك السقوط وأن الخلافة على منهاج النبوة على مرمى حجر وأن القرن هو قرن الخلافة. كان يرددها المرشد منذ القرن الثالث عشر الهجري فانتهى القرن ولم يتحقق شيء مما وعد به، وقالها في القرن العشرين الميلادي وها نحن في القرن الواحد و العشرين ولم يتحقق شيء مما تنبأ به، وقال بأن 2006 هي سنة القومة وقد مر عليها أكثر من خمسة عشر سنة ولم يتحقق شيء من نبوءاته، ولم يعد أمام الأعضاء إلا انتظار 2006 هجرية، وهي كذلك غير مضمونة رغم طول الانتظار لأننا ما نزال في 1443 هجرية. على هؤلاء الأعضاء انتظار أكثر من نصف قرن آخر!! هذا ما يتنذر و”يقشب” به الكثير من أعضاء الجماعة في مجالسهم غير الرسمية. الجماعة ليست إلا تجمع مصالح وكنز لا تنفذ خزائنه يغتني منه سدنة المعبد ويعززون به تسلطهم على رقاب مستضعفين تمتص دماؤهم ويقتطع من أجورهم إتاوات شهرية تحت مسمى المساهمة الشهرية لينفقوها على كماليات حياتهم وليستفيد منها موظفو الجماعة مثل حسن ولد الجيلالي الذي “يتبندر” أمام الكاميرات بملابس وحواسيب وهواتف من هذه الأموال التي تجمع بالدراهم ممن هم أولى بها وأحوج إليها.
    لقد صارت الجماعة المحظورة في ضائقة فكرية وسياسية وهي ترى انكشاف حقيقة وعودها وسقوط أساطيرها وتوهماتها أمام حقائق الميدان التي يحققها المغرب داخليا وخارجيا، فلم يكن الحل إذن إلا تكليف دهاقنتها بإعداد هذا الذي سموه حوارا، وهو لا ينتمي إلى هذا الجنس لأنه أقرب إلى المونولوغ. فالموقع الذي أجرى الحوار هو موقع الجماعة ومن وضع أسئلة الحوار هم قيادة الجماعة وهم من تحكم في توقيت خروجه وهم من حدد كيفية نشره لتحقيق البروباغندا وسط قواعد الجماعة.
    وجه ناطق الجماعة، الذي يفضل الصمت أكثر من الكلام لاعتبارات لا يعلمها الكثير من قواعد الجماعة، سهام النقد للجميع ولم يبق طاهرا حسب عرفه إلا الجماعة. للأسف، ما تزال النرجسية والطهرانية السياسية المفترى عليها سمة غالبة على الجماعة ولا تتواصل مع الكل إلا من موقع الأستاذية تمسك القلم الأحمر لتقويم الجميع وهو ما يؤكد أن مرور الزمن لم يزدها نضجا وواقعية.
    تحدث ناطق الجماعة في كل القضايا بمنطق تقطار السم على الدولة ظنا منه أن ذلك يحرك شعرة منها أو اقتناعا منه أنها في حالة ضعف تستجدي موقفا منه أو من جماعته ومتناسيا أن الاصطفاف الوطني التزام تجاه الشعب وليس خدمة للدولة ينتظر بعده مكاسب أو عائدا. لم يميز بصراحة بين الدولة المغربية التي تدافع عن وحدتها الترابية وتتفادى بكل ما أوتيت من حكمة حماقات حكام الجزائر ف”ساواها” مع خطايا العسكر في الجزائر. وهذا أكبر خطأ. من يطلع على الخرجات الأخيرة للعدل والإحسان يكتشف حجم الجمود الذي تعيشه وحالة الاضطراب التي تعاني منها ودرجة التشتت والتراجع الذي تعرفه، ولذلك كانت خاتمة الحوار رسالة عاطفية إلى أعضاء الجماعة كلها استجداء وتحفيز واستغلال لهزيمة العدالة والتنمية.
    للأسف، لا تحسن قيادة الجماعة قراءة التحولات الاجتماعية التي تعرفها تركيبتها البشرية سواء اجتماعيا أو دراسيا أو من حيث الوعي، وهو ما يجعلها اليوم أقل الفئات في المجتمع تجاوبا مع خطاب الجماعة المتكلس. ونصيحة من أبي وائل أن على الجماعة التزام الصمت ومراجعة قناعاتها ووضعيتها قبل الحديث في أي موضوع، فمن كان بيته من زجاج لا يغامر برمي الناس بالحجارة. هذا يكفي الآن.
    لم يعد باستطاعة أمهر المحللين التكهن بما يمكن أن يصدر عن حكام الجزائر في المستقبل من الأيام. بلغ الحمق بشنقريحة وتبون منتهاه، ولم يعد عقل صانع القرار هناك، وسمي كذلك لأنه عقال يعقل ما يقوم به الإنسان، يفكر في صواب ما يقول ويفعل. لم يعد تبون والعسكر يفكرون في المواقف المحرجة التي يضعون أنفسهم فيها وهم يبحثون عن متنفس لإلهاء الشعب وفك طوق العزلة المضروب عليهم وتبرير حالة الفشل التي وصلوا إليها في كل المجالات لأن الهدف الوحيد صار هو تصدير الأزمة الداخلية للخارج والتغطية على الفشل الدبلوماسي للتهرب من المساءلة وتأمين استمرارية النظام واستفادته من موارد البلاد لخدمة مصالحه. والحل الجاهز هو إلصاق كل فشل بالمغرب. أوجد النظام الجزائري لنفسه عدوا كلاسيكيا خارجيا منذ ستينيات القرن الماضي حين وضع المغرب عدوا خارجيا يستعمله كفزاعة لتحقيق حالة إجماع قسري داخل البلاد. وعبثا يحاول النظام الجزائري لأن العالم المفتوح ومجتمع التواصل يتيح للجزائريين معرفة الحقائق.
    لقد أصبح حكام الجزائر عبئا على الدولة والشعب، ينتقلون من مشكلة إلى أخرى أفظع منها. لم تعد تهمهم الجزائر بقدر ما يهمهم النيل ممن يرونهم أعداء. لم يعودوا يختارون معارفهم وأولوياتهم. بل لم يعودوا يفكرون في خطابهم قبل الكلام. في بحر هذا الأسبوع شدد تبون على أن الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب مؤكدا رفضه إدراجها في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية، ولكنه لم يقل بأن المغرب طلب وساطة لأنه يعلم أن لا وجود لرغبة مغربية في هذه المصالحة الآن ولأنه يعلم أن أدنى شروطها غير متوفرة في ظل الحماقات التي يرتكبها نظام العسكر وأدوات دعايته السوداء.
    لقد بلغ الحمق حد فبركة قصة لا يقبلها الخيال ولا يقبل سيناريوها الأطفال في مسلسلات كارطونية. لقد كانت سهرة تلفزية حامضة فرضت على الجزائريين في الإعلام الرسمي ليكتشفوا، من خلال روبورتاج بعنوان “سقوط خيوط الوهم”، خبر تفكيك خلية إرهابية تستهدف أمن البلاد. بعد الانتهاء من مشاهدة هذا الروبورتاج يكتشف المشاهد أن الوهم الأكبر هو المعشش في عقول مفبركي هذا الملف الفارغ لأنهم يفتقدون للخيال العلمي ويحتقرون ذكاء الجزائريين قبل المنتظم الدولي. كيف للرأي العام أن يصدق بأن الموساد خطط للقيام بعمل تخريبي فوق التراب الجزائري بمساعدة المغرب منذ عام 2014 ولم ينجح طيلة هذه المدة ليكتشف الأمن الجزائري هذا المخطط بعد سبع سنوات؟ وكيف يمكن تصور هذا التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل والمغرب سنة 2014؟ ولماذا تم الكشف عن هذا الملف الآن بالضبط؟
    من يشاهد الأدلة الواهية يتأكد من حقيقة الحمق الذي أصاب عقل نظام العسكر ويشتد أسفه على سوء حظ الجزائريين في حكامهم الذين اختطفوا الدولة ويهربونها عن محيطها وجوارها. لقد صارت كذبة تبون هينة جدا أمام هذه الفبركة، وهو الذي لم يستحي من نفسه ومن العالم وهو يقول بأن جورج واشنطن الذي توفي عام 1799 سلم مسدسات للأمير عبد القادر الذي ولد عام 1808. هذه وحدها تكفي للدفع بحالة العجز عن ممارسة تبون لمهامه. وإذا أضفنا إلى ذلك حالة التدليس التي يمارسها على الشعب الجزائري بشأن عدد الذين تستعد فرنسا لإبعادهم عن ترابها فسيتأكد صواب هذا المطلب لأنه لم يعد مؤتمنا. وقد جاءته “الدقة” بتكذيب من محيط وزير الداخلية الفرنسي بأن القائمة المؤلفة من 94 جزائريا التي أشار إليها تعني فقط الملفات ذات الأولوية القصوى لعلاقتها بالتطرف وهم من تعتبرهم فرنسا الأكثر خطورة، وتريد إعادتهم في أقرب وقت ممكن، بينما وزارة الداخلية الفرنسية أصدرت حوالي 7730 قرارا بمغادرة الأراضي الفرنسية في حق جزائريين منذ مطلع 2021. هل كان تبون يعلم هذه الأرقام، فهذه مصيبة. أما إن كان يتجاهلها فالمصيبة أعظم لأنه كان حينها في حوار أمام الرأي العام الوطني والدولي والأولى به احترام من يتابعه واحترام شعبه. وحبل الكذب دائما قصير.
    من يتابع هذه الاتهامات والأكاذيب والطريقة لن يستغرب قبل ذلك من قرار تبون إنهاء مهام سفيره في المغرب. هي طبول الحرب تقرع من جانب واحد يسخن بها الجنرالات الساحة للتغطية عن فشلهم. وكما قلت في بوح سابق تحية لحماة الجدار الذين يعرضون عن الخوض في هذه الترهات ويتجاهلون الخائضين فيها لأن الأمر الإلهي أوصى بالإعراض عن الجاهلين.
    لنا جميعا أن نتأمل في الخطاب الملكي الافتتاحي للولاية الجديدة والذي قال فيه الملك “ونود أن نؤكد هنا، على ثلاثة أبعاد رئيسية .وفي مقدمتها، تعزيز مكانة المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا ، لاسيما في ظرفية مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات”. الحمد لله أن في المغرب قدرة على استشراف المستقبل وتوقع دقيق للتحديات. واستمرار حكام الجزائر في هذا الطريق يفقدهم ما تبقى من ماء الوجه أمام شعبهم والمنتظم الدولي. أما المغرب، فيعرف أهدافه ويسلك طريقه ويصرف كل قوته لما فيه مصلحة المغرب والمغاربة. وهو من نجاح إلى نجاح.
    نلتقي في بوح قادم متمنين أن يستفيق الطوابرية من كوابيسهم وأن يرجع حكام الجزائر إلى الصواب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمن الناظور يوقف شخصين وإحباط محاولة تهريب 116 ألفا و605 أقراص مهلوسة