بايدن الأستاذ وسانشيز الإسباني التلميذ

بايدن الأستاذ وسانشيز الإسباني التلميذ

A- A+
  • بشرت الحكومة الإسبانية بلقاء رئيسها بيدرو سانشيز مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن – الذي لم يسبق له حتى أن هاتف سانشيز منذ وصوله إلى البيت الأبيض- وذلك على هامش قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” في العاصمة البلجيكية بروكسل، هذا اللقاء الذي هللت له الحكومة ووسائل الإعلام الإسبانية في عز أزمة مدريد والرباط، جاء بعد الاتصال الذي جمع أنتوني بلينكن بنظيرته الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، مما دفع بحماس وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية، رييس ماروتو، أن تقدم حتى جدول أعماله، و بأن بايدن وسانشيز سيبحثان تبعات فرض الرئيس السابق ترامب لتعريفة جمركية على المنتجات الإسبانية والموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وأزمة الهجرة و…و…
    فجأة تحول هذا اللقاء المفترض إلى “مسخرة” في وسائط التواصل الاجتماعي بإسبانيا، فقد تابعنا أن بيدرو سانشيز التقى جو بايدن، في ممر مقر حلف الناتو فقط، ولم يتجاوز 29 ثانية، أي أقل من نصف دقيقة، وهي غير كافية حتى لينطق المرء بالتحية والسلام، فبالأحرى أن يناقش رئيس الحكومة الإسباني والرئيس الأمريكي القضايا الكبرى التي بشرت بها الحكومة الإسبانية مثل التعريفة الجمركية والاعتراف الأمريكي في قضية الصحراء المغربية، وشؤون الهجرة وغيرها.
    لقد تحول رئيس الحكومة الإسبانية إلى تلميذ غير نجيب أمام الأستاذ جو بايدن الذي التقاه في أقل من نصف دقيقة في ممر مقر الحلف الأطلسي ببروكسيل، وافترق معه حتى دون أن يودعه، وهو الذي كان يبشر بهذا اللقاء الذي سيزيل عنه النحس الذي ظل يهاجمه به بابلو كاسادو، زعيم الحزب الشعبي الذي يقود المعارضة داخل البرلمان الإسباني في أكثر من مناسبة ليس آخرها لحظة الأزمة المفضوحة لمدريد مع الرباط، فحسب المعارضة الإسبانية فالرئيس الأمريكي الحالي لم يتصل بسانشيز منذ توليه الرئاسة، على الرغم من كون إسبانيا عضو في حلف “الناتو”، وسبب ذلك هو أن السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسباني تتعارض بوضوح مع المصالح الاستراتيجية لحلف الناتو. وهذا هو السبب في الإهانة التي سببها جو بايدن لرئيس الحكومة الإسبانية التي لم تشارك في مناورات “الأسد الإفريقي” التي تشرف عليها أمريكا، كما أن التعابير المستعملة من طرف المسؤولين الإسبان حول الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية لن ترضي ساكن البيت الأبيض.. وهو ما يفسر الطريقة التي أهان بها جو بايدن رئيس الحكومة الإسبانية في ممر مقر الناتو في بروكسيل، في أقصر لقاء سياسي يجمع مسؤولي دولتين يفترض أنهما كبيرتين، وهو ما يستحق أن يسجل في موسوعة غينيس.. هذا البعد يفسر تليين حكومة سانشيز لموقفها بخصوص الموقف الأمريكي الداعم للمغرب في قضية الصحراء، حيث صرحت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا لراديو “سير” الإثنين الماضي حول ما إذا كان رئيس الولايات المتحدة جو بايدن سيغير موقفه من الصحراء: “نحن نحترم شركاءنا وحلفاءنا. الأمر متروك للولايات المتحدة لتقرر ما هو موقفها. ما قالته إسبانيا دائمًا هو أمر تشاركه الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وهو إنه من المهم أن نعطي دفعة للمفاوضات في الأمم المتحدة بشأن الصحراء. وليحدد كل بلد مواقفه ولن نتدخل في مواقفهم”.
    لقد تحول لقاء الممر بين سانشيز وبايدن إلى محط سخرية عارمة في وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإسبانية الذين سخروا من رئيس حكومتهم في لقاء كانت تعول أن يكون تاريخيا و أن يناقش قضايا كبرى، فتبخر كل شيء في لقاء الممرات العابرة، حيث أهان الرئيس الأمريكي رئيس الحكومة الإسبانية بشكل غير مسبوق، وهذا بالفعل هو لقاء الأستاذ والتلميذ غير النجيب الذي كان ينفخ في الماء ويطبل للقاء لم يدم أكثر من 29 ثانية، وانتهى الكلام.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الرباط : بوريطة يستقبل شقيق رئيس المجلس الرئاسي الليبي والوفد المرافق له