لكريني: الأزمة المغربية الإسبانية كشفت تناقض خطابات وممارسات سبانيا

لكريني: الأزمة المغربية الإسبانية كشفت تناقض خطابات وممارسات سبانيا

A- A+
  • قال إدريس لكريني، أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية، إن المغرب و إسبانيا يعيشان على إيقاع ساخن وشراكة بطعم الأزمات، التي تفجرت مؤخرا على خلفية​ استقبال المدعو إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الوهمية (البوليساريو ) والذي دخل إلى التراب الإسباني ​ بهوية مزورة قصد العلاج و بدون إشعار المغرب بهذا الأمر.

    واعتبر الكريمي أن هذا المشكل يعيد مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية إلى واجهة النقاش الأكاديمي و السياسي، حيث وصف​ المغرب هذه الخطوة غير المحسوبة بالاساءة الواضحة و سلوكا يتناقض مع متطلبات الجوار، خاصة و أن الأمر يتعلق بشخص متهم بارتكاب جرائم خطيرة ضد الإنسانية مطروحة أمام القضاء الإسباني ، كما هدد بنهج الخيار العسكري لعدة مرات ضد الوحدة الوطنية٠

  • فتبرير إسبانيا، حسب لكريني، استقبال غالي لدواعي إنسانية يطرح أكثر من علامة استفهام ، فهناك العديد من الضحايا الذين رفعوا دعاوى قضائية بمن فيهم ضحايا يحملون الجنسية الإسبانية ​ كان من المفروض أن يقول القضاء كلمته٠ و امام هذه المحطة التي تسائل مصداقية و استقلالية القضاء الاسباني و مدى انخراطه الفعلي في تعزيز مبدأ عدم الإفلات من العقاب ​ وجدت السلطات والحكومة الإسبانية نفسها في موقف محرج أمام الرأي العام الداخلي والدولي إزاء قضية تضع التجربة الديمقراطية والقانونية والحقوقية برمتها أمام محك حقيقي٠

    وأوضح الكريني، أن هذه الأزمة تشكل تعبيرا​ وتجسيدا واضحا في التناقض الحاصل بين الشعارات والتصريحات التي تطلقها اسبانيا بصدد الحرص على تمتين علاقتها مع شريك استراتيجي تجمعه بها مجموعة من المصالح، سواء تعلق الأمر بقضايا الهجرة و الإرهاب و غيرها من العلاقات،​ والإقدام في مقابل ذلك على اقتراف سياسات مسيئة تتناقض مع متطلبات الشراكة و حسن الجوار، و تنضاف هذه الأزمة إلى عدد من المحطات التي مرت بها العلاقة بين البلدين خلال السنين الأخيرة، كما تعيد إلى الأذهان أزمة جزيرة ليلى التي تفجرت​ في صيف 2002 فعندما قرر المغرب كذلك ترسيم حدوده البحرية عبر الحزب الاشتراكي الذي يقود الحكومة الإسبانية عن رفضه لهذه الخطوة ٠

    وأبرز المحلل و الخبير في العلاقات الدولية، انه في أعقاب إصدار الرئيس الامريكي السابق مرسوما يقر بمغربية الصحراء عبرت إسبانيا عن انزعاجها من هذا الاعتراف ، و هو ما خلف صدمة كبيرة في الأوساط الرسمية و الشعبية المغربية، و هذا يعيد إلى الواجهة العديد من الملفات العالقة كما هو الشأن بالنسبة إلى مستقبل سبتة و مليلية المحتلتين و عدد من الجزر الأخرى.. رغم تقليل السلطات الإسبانية من أهمية الأزمة الحالية بالتأكيد على رغبتها في تعزيز شراكتها مع المغرب، فا٥ن هذا الأخير يرى في الأمر فرصة لوضع النقاط على الحروف بدفع الطرف الإسباني إلى تجاوز نظرته الاستعلائية و استيعاب التطورات التي شهدها المغرب في عدة مجالات

    وحسب قراءة الخبير و المحلل، فإن واقعة وصول عدد من المهاجرين من جنسيات مختلفة إلى سبتة المحتلة مؤخرا​ خلف انزعاجا من السلطات الإسبانية التي اعتبرت الأمر ناجم عن تساهل السلطات المغربية، قد مثل هذا الحادث مناسبة لقياس طبيعة التعامل الإسباني مع ظاهرة الهجرة بشكل عام ، حيث طغت المقاربة الأمنية باستعمال الغاز المسيل للدموع و الرصاص الحي و محاولة تصريف الأزمة و تحميل المغرب ما وصل اليها٠

    وختم الكريني تصريحه بالقول، أن حقيقة الأزمة الحالية اتاحت الوقوف على حجم التناقض الحاصل بين الخطاب الرسمي الاسباني من جهة وواقع السياسات و المواقف التي لا تخلو من العداء للمغرب الذي طالما انخرط بجدية حقيقية لإرساء شراكة استراتيجية مع إسبانيا و مع دول الاتحاد الأوروبي ، و هو ما يفرض على المغرب إعادة ترتيب أوراقه في هذا الصدد٠

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الدارالبيضاء تستعد لاحتضان النسخة الثالثة من التظاهرة MOROCCO MALL JUNIOR PRO