بوح الأحد: المغرب المنتصر، خبايا الخلاف مع ألمانيا وعودة نظام الجنرالات إلى ..

بوح الأحد: المغرب المنتصر، خبايا الخلاف مع ألمانيا وعودة نظام الجنرالات إلى ..

A- A+
  • بوح الأحد: المغرب المنتصر، خبايا الخلاف مع ألمانيا وعودة نظام الجنرالات إلى نقطة الصفر وعندما يحتفل منجب بعيد ميلاده بحلوى على حساب مول العرجات نكسة الطابور الخامس وأشياء أخرى من وحي 9 مارس

    أبو وائل الريفي
    قبل عشر سنوات كان خطاب 9 مارس 2011 كتعبير عن الدور المركزي للمؤسسة الملكية في المنظومة الدستورية والمؤسساتية في البلاد. يتذكر الجميع أن الخطاب الملكي يومها تمحور أساسا حول تنزيل توصيات اللجنة الاستشارية للجهوية التي كلفها الملك في 03 يناير 2010 بإعداد تصور مغربي للجهوية المتقدمة، وأشاد الملك بالمساهمة البناءة للهيئات الحزبية والنقابية والجمعوية في هذا الورش المؤسساتي. لقد اقترحت آنذاك اللجنة الاستشارية في إطار التدرج إمكانية إقامة الجهوية المتقدمة بقانون، غير أن جلالة الملك، وعلى ضوء ما حققه المغرب من تطور ديمقراطي، اعتبر أن المغرب مؤهل للشروع في تكريسها دستوريا من خلال الرجوع إلى الشعب عبر استفتاء دستوري.
    لقد كانت الجهوية المتقدمة هي المدخل من أجل إجراء تعديل دستوري استند على سبع مرتكزات أساسية من بينها تكريس تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر انتخابات مجلس النواب وتقوية مكانته كرئيس لسلطة تنفيذية فعلية مكنت من دسترة مجلس الحكومة وتوسيع اختصاصاته في مراجعة الدستور التي أقرها الشعب في استفتاء وعلى أساسها تمت الدعوة لانتخابات جديدة أعطت الصدارة لحزب العدالة والتنمية.
    هناك من يقول أن خطاب 09 مارس كان جوابا في سياق الربيع العربي وهذا معطى تاريخي لا يختلف حوله اثنان وكذلك تحت ضغط الشارع وهذا أمر يستدعي قراءة متأنية لسبب بسيط هو أن الانتخابات التشريعية لسنة 2011 أعطت الصدارة لحزب العدالة والتنمية الذي شكل أمينه العام حكومة برئاسته. ولكن ما لا يخفى على الجميع هو أن بن كيران كان ضد خروج عشرين فبراير وضد بعض شعاراتها المقامرة بمستقبل الملكية والبلاد.
    إن الذين صوتوا للعدالة والتنمية في 2011 صوتوا من أجل استقرار المغرب، وأول من صوت لبن كيران هي الطبقة المتوسطة ورجال الأعمال المتنفذون في اقتصاد البلاد كما أظهرت ذلك خريطة انتخابات 2011 والأحياء الراقية، في الوقت الذي صوت العالم القروي والمدن الصغيرة للنخب التقليدية المنتمية لباقي الأحزاب.
    لقد اختارت الطبقة المتوسطة والفئات الميسورة أن تصوت لمشروع سياسي يضمن التغيير في إطار تراكم المكتسبات وتطوير الممارسة الديمقراطية.
    من هنا تظهر أهمية الدور المركزي للملكية المغربية في ضمان استقرار البلاد باعتبار أن الملك فوق الأحزاب وفوق الفرقاء السياسيين، لقد سمعنا أكثر من مرة  بن كيران وهو يقول أنه لولا جلالة الملك لتم حل حزب العدالة والتنمية غداة 16 ماي 2003، وليس سرا أنه غداة الأحداث الإرهابية ارتفعت بعض الأصوات حتى داخل مراكز القرار تدعو إلى حل حزب العدالة والتنمية بمبرر أنه يتحمل مسؤولية، ولو معنوية، فيما جرى؛ لكن جلالة الملك رئيس الدولة أمير المؤمنين تجاهل كل الأصوات وانتصر لاستمرار الحزب الإسلامي في الساحة السياسية ولم ينتصر للمنطق السهل بتشطيب الحزب وصان تجربة رعاها الحسن الثاني رحمه الله وكانت من مؤاخذات جلالته على الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد الذي لم يصمد أمام ضغوطات الجيش الجزائري بقيادة الجنرال خالد نزار، وقدم استقالته حتى يسهل حل جبهة الإنقاذ الإسلامية (الفيس).
    المؤسسة الملكية كانت دائما حاضرة في القضايا المجتمعية الكبرى والقضايا الاستراتيجية. يتذكر الجميع في 12 مارس 2000، ولم يكمل حينها الملك السنة الأولى من حكمه، مسيرتان واحدة في الدار البيضاء مناهضة للخطة الوطنية لإدماج المرأة وأخرى في الرباط لدعم هذه الخطة، وكيف أنشأ جلالته لجنة ملكية استشارية لتعديل مدونة الأسرة استطاع الراحل امحمد بوستة أن يقود أشغالها إلى أن قدمت خلاصاتها. وهكذا تجنب المغرب شرخا اجتماعيا لعبت فيه دورا سحريا كلمات من ذهب لجلالة الملك “ولا يمكن لمحمد السادس أن يحلل ما حرم الله ولا يمكن له أن يحرم ما أحل الله”.
    لم ينتظر جلالة الملك أبدا تململا للشارع من أجل تقويم الأشياء، ومن هنا كان سؤال تطوير النموذج التنموي المغربي في خطاب 13 أكتوبر 2017 بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة. نعم عشر ولايات تشريعية للذين لم يفهموا بعد أن الخيار الديمقراطي ليس وليد اليوم في المغرب. يومها، قال الملك بكل شجاعة أن النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم غير قادر على الاستجابة للمطالب الملحة والحاجات المتزايدة للمواطنين، وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
    لم يقل جلالة الملك أن النموذج التنموي فشل، بل دعا إلى تطويره لأن المغاربة يحتاجون للتنمية المتوازنة والمنصفة ويتطلعون لتعميم التغطية الصحية وتسهيل ولوج الجميع للخدمات الاستشفائية الجيدة في إطار الكرامة الإنسانية.
    كان ذلك في 2017، ثلاث سنوات قبل أن يواجه العالم تحدي الكوفيد 19، بعد عشر سنوات نجد أن المغرب وضع بنيات الجهوية المتقدمة وأحال فيها المجلس الوزاري على البرلمان القانون الإطار حول تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة في أجل أقصاه خمس سنوات، وبالمناسبة هو قانون لم يعطه الإعلام المغربي ما يستحقه من الاهتمام.
    في نفس خطاب الجمعة الثانية من أكتوبر 2017، أعلن الملك إحداث وزارة منتدبة بوزارة الخارجية مكلفة بالشؤون الإفريقية وخاصة الاستثمار، والنتيجة هي ما نراه اليوم من أن المغرب هو ثاني قوة اقتصادية في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا.
     لقد استطاع المغرب أن يفعل خيار التعاون جنوب جنوب من خلال تعبئة قطاعه المصرفي وخصوصا البنك المغربي للتجارة الخارجية الذي تحول إلى بنك إفريقي مستثمر في مجموعة من البلدان الإفريقية ومسهل لتمويل استثمارات القطاع الخاص المغربي في إفريقيا.
    كثيرون لم يفهموا المسكوت عنه في الأزمة الصامتة بين المغرب وألمانيا، وليس سرا سعي ألمانيا منذ ثلاث سنوات لشراكة مع المغرب من أجل التمدد اقتصاديا في إفريقيا وكيف تم تفسير عدم استقبال جلالة الملك للمستشارة الألمانية أثناء زيارتها للمغرب بعد تأجيلها ثلاث مرات.
    كان الألمان يراهنون على الشراكة مع المغرب من أجل تطوير التواجد الاقتصادي الألماني في إفريقيا الفرانكوفونية. المغرب ليس ضد الشراكة مع ألمانيا، لكن هذا لا يمنعه من تنويع علاقاته مع شركاء آخرين وليس على حساب العلاقات المغربية الفرنسية. من يومها وألمانيا تراكم التصرفات غير الودية تجاه المغرب إلى أن بلغت دروتها مع السعار الذي أصاب الديبلوماسية الألمانية بعد قرار إدارة ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على كامل ترابه الوطني، والذي اعتبره المغرب موقفا عدائيا ومواجهة مفتوحة غير مبررة مع المغرب من خلال إصدار بيان لوزارة الخارجية الألمانية ودعوة ألمانيا لانعقاد دورة لمجلس الأمن. بعدها، توالت مجموعة من التصرفات الإعلامية والديبلوماسية والاقتصادية والأمنية غير الودية تجاه المغرب التي تسعى ألمانيا إلى تقديمها بشكل منفصل كل واحدة على حدة، غير أن وضعها في سلة واحدة من طرف المغرب جعلها رزمانة من الأفعال والمعاملات غير الودية المترابطة تبرر وقف التعامل مع سفارة ألمانيا بالرباط.
    كثيرون فهموا من المراسلة الموجهة من وزير الخارجية إلى رئيس الحكومة وباقي الوزراء على أنها مبادرة تمت خارج الحكومة وأن العثماني آخر من يعلم. والحقيقة أن العثماني، وحسب مصادر موثوقة، كانت له الكلمة الفصل في تقييم العلاقات المغربية الألمانية وفي القرار المغربي الذي نفذه وزير الخارجية باستدعاء مصالحه للقائم بالأعمال في سفارة ألمانيا بالرباط لتبليغه بالقرار نظرا لتواجد السفير الألماني ومنذ مدة طويلة خارج بلد الاعتماد لأسباب خاصة به.
    اللقاءات التوضيحية مع الألمان في الرباط أو برلين حكمها منطق واحد، الجانب الألماني يأسف لعدم التفاعل بالشكل المطلوب وفي إبانه مع كل التنبيهات التي عبر عنها الجانب المغربي ويتطلع إلى عودة المياه إلى مجاريها من خلال الاستعداد لإرسال وفود إلى الرباط لتقديم كل الأجوبة المطلوبة على تنبيهات السلطات المغربية، والغريب أن بعض أصدقاء المغرب في الأوساط الرسمية الألمانية تحدثوا عن اليد الجزائرية في ما يجري ما بين ألمانيا والمغرب وهرولوا من أجل إيصال نسخة مذكرة وزير الخارجية المغربي الموجهة إلى الحكومة المغربية إلى الجانب الألماني، وكأن ألمانيا لم يتم تبليغها رسميا عبر القائم بأعمال سفارتها في الرباط بالقرار.
    لا ينتظر المغرب من الجزائر أن تصفق لنجاحاته على المستوى الإقليمي والدولي. لقد ابتلانا الله بقيادة جار لنا يناصبنا العداء منذ أكثر من 45 سنة! من تتبع اللقاء الصحفي للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع بعض المنابر الجزائرية سيلمس درجة عقدة المغرب لدى القيادة الجزائرية التي انتهت صلاحية مشروعيتها التاريخية وتآكلت.
    كان من المفروض بعد خرجة الرئيس الجزائري مع منابر بلده والتوضيحات التي لن يتقبلها حتى عقل طفل قاصر أن يوقف الشعب الجزائري الاحتجاجات، لكن رد الشعب في الجمعة 107 من الحراك كان أبلغ من خلال تضاعف الأعداد المشاركة ووضوح الشعارات التي تترجم لهفة الشعب من أجل استعادة السلطة باسم الإرادة الشعبية التي صودرت منذ سنة 1991 وجعلت الرؤساء الذين تعاقبوا رهينة بين أيدي المؤسسة العسكرية التي يقتضي الولاء لها العداء السافر للمغرب، في الوقت الذي يتطلع المغاربة إلى تطبيع العلاقات مع كل الجيران لما فيه مصلحة الشعوب من خلال بناء كيان اقتصادي مغاربي متكامل قادر على التطور في ظل وجود تكتلات اقتصادية إقليمية استطاعت أن تضمن الرخاء لشعوبها.
    دعوات الجزائر إلى حصار المغرب لن تنجح لأنه لا يمكن تصور اتحاد مغاربي بدون المغرب.
    لم يمنع المغرب الدولة الجزائرية من توظيف عائدات زمن الرخاء البترولي على شعبها وعلى اقتصادها. ولم يمنع المغرب الدولة الجزائرية من شراء اللقاح من أجل تطعيم شعبها عوض انتظار الصدقة من بعض الدول الصديقة لضمان اللقاح لعلية القوم وحرمان باقي الشعب. ولم يمنع المغرب الجزائر من تطوير قطاعها الفلاحي من أجل إطعام شعبها. ولم يمنع المغرب الجزائر من تطوير بنيتها التحتية والصناعية.
    عقدة المغرب لدى القادة الجزائريين جعلت كل استراتيجياتهم مبنية على ردود الفعل. لقد نجح المغرب في بناء طنجة المتوسط كأكبر ميناء في القارة الإفريقية، وثالث ميناء في البحر الأبيض المتوسط مما جعل الجزائر تختار أن تبني ميناء كبيرا لمنافسة طنجة المتوسط. بنى الحسن الثاني مسجدا كبيرا في البيضاء، فقررت الجزائر أيام بوتفليقة أن تبني مسجدا شبيها في الجزائر كان من المفروض أن يحمل سم عبد العزيز بوتفليقة، فإذا ببوتفليقة يغادر الرئاسة ويبقى مسجده في حالة انتظار.
    إذا أراد الرئيس الجزائري ومن معه أن يفهموا أين تطور المغرب وأين فشلت الجزائر، فما عليهم إلا قضاء 24 ساعة على الحدود الجزائرية المغربية، ففي اقتصاديات الحدود يعرف الإنسان قوة اقتصاده ونقط ضعفه، ويومها سوف يعرف كم يساوي كيس من حبات بطاطا أو طوماطيش من البترول الجزائري، وسيعرف أن الجواب عن أزمة الجزائر يوجد في قلب الجزائر وفي اختيارات الجزائر التي بددت عائدات البترول والغاز في شراء الأسلحة وفي الإنفاق على البوليساريو وعلى شراء الذمم من أجل ضمان استمرار  الاعتراف بدولة توجد فقط فوق التراب الجزائري، وحصر تدبير الشأن العام في توزيع أذونات الاستيراد على أبناء الجنرالات ورجالات الدولة إلى درجة أنهم استوردوا ذات مرة الآلاف من الأغنام لأضحية العيد لكنها كانت غنما بثراء بدون ذيل غير جائزة كأضحية للعيد.
    مكانة المغرب وانتصاراته لن يحجبها أيا كان، وهناك ثلاثة أحداث في الأسبوع الماضي تعبر بشكل جلي عن هذا المغرب المنتصر.
     يوم الأربعاء أجرى المغرب مناورات بحرية مع الولايات المتحدة الأمريكية على ظهر حاملة الطائرات العملاقة إيزنهاور، ويوم الخميس نشرت منظمة الصحة العالمية تنويها باستراتيجية التلقيح التي اعتمدها المغرب بعدما توفق ضمن العشر الأوائل في العالم من حيث نسبة تلقيح الساكنة وأعفيكم من الأصوات المنوهة بالمغرب والمنتقدة لأكثر من حكومة في الاتحاد الأوروبي.
     أما يوم الجمعة، فقد افتتحت المملكة الأردنية الهاشمية القنصلية 20 في الداخلة، هذا هو مغرب محمد السادس، قليل الكلام كثير الفعل بما تيسر من الإمكانيات وبما جعل المغاربة يرفعون رأسهم عاليا بين الأمم، وما النصر إلا من عند الله.
    أين هم الذين كانوا ينعتون المغاربة الملتزمين بقضايا وطنهم، الحاملين لهم تامغرابيت بالعياشة أو بالمخازنية؟
    لقد رد الله كيدهم إلى نحورهم وها هو المغرب من نصر إلى نصر.
    أتذكر قبل عشرة أشهر عندما قدمت نفسي إلى الرأي العام “كعياش” وهذا حقي الذي أفتخر به ودافعت في إطار ثقافة التدافع الديمقراطي عن حقي في تقديم الرواية الأخرى حتى تكون الصورة كاملة عند الرأي العام، لكن أشباه الديمقراطيين كانوا يصادرون حق مخالفيهم في التعبير “هذاك عياش، هداك راه مخزني”، أسيدي أنا عياش مخزني موالي للدولة، هل من حقي أم لا أن أطرح الحقائق المضادة؟
    كان أشباه الديمقراطيين يتصورون أنهم حفظوا الرأي العام في اسمهم وأن من حقهم أن يصادروا حق الذين يرفضون حقائقهم المخدومة. لهذا كانت المعركة مفتوحة أمام الرأي العام، والآن بعدعشرة أشهر من التدافع من أجل الحقيقة ماذا كانت النتيجة؟ لقد انهارت منظومة الطابور الخامس بالكامل، وبالمقابل كبر الاحتضان الشعبي لشوف تيفي كقناة للحقيقة .
    قبل ثلاث سنوات دعت العدل والإحسان وجزء من العدالة والتنمية إلى مقاطعة “شوف تيفي” في خضم حملة المقاطعة على بعض المواد الاستهلاكية. كانت “شوف تيفي” يومها تحظى باحتضان 14 مليون متابع يومي، وبعد الحملة الأولى والثانية والثالثة ها هي شوف تيفي اليوم تحظى باحتضان 30 مليون مغربي ومغربية يوميا على مختلف منصات التواصل الاجتماعي كمنبر وطني ملك للشعب وللجماهير التي رعته كرائد للإعلام الاجتماعي.
    لقد استطاعت “شوف تيفي” وتضحيات طاقمها الشاب من حصاد 12 مليار متابعة في السنة الماضية على كل منصات التواصل الاجتماعي بمعدل مليار متابعة كل شهر، لأن “شوف تيفي” ليست ملكا لأبي وائل الريفي أو لطاقم “شوف تيفي”، بل هي ملك للجماهير وللشعب الذي صنعها من عدم. بوح أبو وائل الريفي ليس إلا مادة تنشر نهاية كل أسبوع من بين آلاف المواد التي ينشرها الموقع في إطار إعلام القرب.
    أبو وائل الريفي الذي يلتحق كل يوم بهيئة التحرير على الساعة السابعة صباحا ولا يغادر إلا في ساعات متأخرة من الليل يحمل، وليس وحده، هم هذا الوطن. يحمل هم المغرب، ويؤمن بالمغرب وبتمغرابيت ككل المغاربة الأحرار. يؤمن بالانتماء إلى رقعة جغرافية علمته متعة الدفاع عن سمو الانتماء إلى مغرب العزة والشموخ والاعتزاز بتضحيات الرجال، كل الرجال الذين يسكنهم المغرب. هل كانوا ينتظرون من أبي وائل أن يروج أن المعطي منجب متابع لأنه يكتب مقالات رأي وأن يكتم أبو وائل الحقيقة، حقيقة أن المعطي متابع من أجل غسل الأموال المتحصلة من جنحة وتبييضها في العقار بعد أن اختلس لنفسه أموال مساعدات أجنبية هي في حكم المال العام.
    هل كانوا ينتظرون أن يروج أبو وائل أن المعطي منجب أضرب عن الطعام يوم 5 مارس وأن يكتم أبو وائل أن المعطي منجب تناول وجباته في أوقاتها، والأكثر من هذا أنه احتفل بعيد ميلاده والتهم في عز “الإضراب عن الطعام “المفترى عليه حلوى عيد الميلاد التي أهداها له مدير سجن العرجات من ماله الخاص.
    أو كانوا يتصورون أن أبا وائل سوف يروج لصورة اجتماع لجنة مساندة المعطي التي يتوسطها غلامه احماموشي وهو يحمل سْمَارْتْفُونْ على شاشته صورة فؤاد عبد المومني بلحية بيضاء وهو يخطب فيما تبقى من لجنة المساندة بحضور شهود الزور في كل القضايا حسن ولد محمد بن الجيلالي ومحمد رضي الذي نفض يديه من قضية بوعشرين وتخصص في قضايا زيان الخاسرة وترك كل زبنائه القدامى يبحثون لهم عن وسيط له حظوة عند المخزن ليطوي صفحتهم ومنهم من يعدد مناقبه لخدمة المخزن، وأنه غير المخزن ما فهموش، وأن هناك سوء فهم. هل كانوا ينتظرون أن يقول أبو وائل أن الانفراج السياسي في المغرب رهين بإطلاق سراح توفيق وسليمان وعمر، وكأن المغرب خارج من حرب أهلية وأن عمر وتوفيق وسليمان من قادة الطوباماروس، وأن يكتم أبو وائل الحقيقة التي من أجلها أحيلوا على المحاكم وعلى قضاة التحقيق.
    أبو وائل لا ينتصر إلا للحقيقة، و”شوف تيفي” تفتح صدرها لكل من أراد أن يرد على أبي وائل
     أو أي خبر آخر نشر في “شوف تيفي”، لكن الحقيقة تبقى هي الحقيقة التي يريدون أن يغيبوها حتى لا تصل إلى الشعب ولهذا يخافون من منبر “شوف تيفي”.
    لجأ فؤاد عبد المومني إلى أكثر من منبر في الخارج ليقول أنه تم تصويره وهو في كامل خلوته مع شريكته. لماذا لم يقل الحقيقة كاملة للرأي العام؟ لماذا لم يقل أن شريكته في عمر بنته؟ لماذا لم يقل أن شريكته كانت في عصمة مناضل في جمعية حقوقية وحزب راديكالي؟ لماذا لم يقل أنه كان جبانا يتوسل حتى يتم إقبار قضيته إلى أن شرب حليب السباع الإنجليزي إلى درجة أنه بدأ يستهزئ من المغاربة الذين وضعوا الخلاف مع ألمانيا في إطار الدفاع عن المصالح الوطنية المغربية ونعت متهكما المملكة المغربية بالمملكة المغربية العظمى؟
    نعم المملكة المغربية ضاربة في التاريخ ولها أسودها التي تدافع عنها وعن مصالحها ولها سواعدها التي تبنيها وليس الذين اغتنوا من العمل الاجتماعي ودعم المشاريع الصغرى أو الإكراميات باسم الإيديولوجيا التي يوفرها “أصحاب السدادر”.
    المغرب ليس في حاجة إليكم ولا لغيركم من الذين نسوا الانتماء إلى الجغرافية، وأنساهم الفكر الأممي أنهم من هذه الأرض المباركة التي استعصت وتستعصي على الأجنبي على مر العصور.
    هل تنتظرون أن يقول أبو وائل أن صعاليك الأحياء والقرى والفضاء الأزرق سيصنعون غد المغاربة؟ غد المغاربة كما حاضرهم يصنعه رجال ونساء البلد وما ولد، إنه غد لن تصنعه بائعة الدمى الجنسية ولا الإرهابي الصغير الذي يحميه صغار ألمانيا فبالأحرى أن يكون له حساب في حاضر وغد المغرب والمغاربة وأن يكون رقما في لعبة الأمم.  هل كانوا ينتظرون من أبي وائل أن يقول أن النصاب  المومني مهووس بقضايا البلد وأن يكتم أبو وائل الحقيقة حول الرجل الذي غادر فرنسا بجواز سفر فرنسي ليطلب اللجوء في كندا.
    ولن يكتم أبو وائل سرا إذا قال أن الرجل رفض طلبه ولجأ إلى المحكمة التي أيدت رفض اللجوء ابتدائيا واستئنافيا، وهو الآن ينتظر حكم محكمة النقض الفيدرالية التي من المنتظر أن ترفض طلبه وينتهي حلمه بالعيش على حساب دافعي الضرائب في كندا لأنه ربما انقطع عنه كيل من خزائن أبو فايزة الأمريكية مولاهم هشام الذي كان ينتظر أن تصطف “شوف تيفي” إلى جانبه ويروج كذبا أنه تدخل عند الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة لكي يتنازل عن دعوى أقامها على المنبر من أجل نشر كاريكاتير، ولعلم أبي فايزة وكل آذانه التابعة والموالية، فأبو وائل محكوم بسنة سجنا في قضية بوتفليقة.
    ليطمئن أبو فايزة وغيره وكل أركان الطابور الخامس أن “شوف تيفي” باقية وتتمدد كرد عليه، فقد قرر أبو وائل أن يفتح مكتب “شوف تيفي” في واشنطن وقريبا سوف يتقدم طاقم “شوف تيفي” بطلب اعتماده لدى مكتب الصحافة بالبيت الأبيض.
    وله ولكل الفاشلين الذين لم تمنعهم “شوف تيفي” من بناء منبر له احتضان شعبي واسع، فشوف تيفي تفتخر باحتضانها من طرف 30 مليون مشترك  منهم 20 مليون على صفحتها الرسمية في الفايسبوك وحده وأن تجربة “شوف تيفي” هي التي تتعرض للتزوير، وأنه يوم السبت 6 مارس وحده طلبت “شوف تيفي” من إدارة الفايسبوك حجب 22 صفحة مزورة باسم المنبر، “شوف تيفي” مسؤولة فقط عن المواد المنشورة في المنبر وصفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.
    هذه هي “شوف تيفي” باقية وتتمدد ولن تتنازل قيد أنملة عن التزامها بنشر الحقيقة كاملة والانتصار لقضايا المغرب في كليته وشموليته، دفاعا عن المشترك الذي يجمع المغاربة.
    لقد ولى زمن استئساد أبطال من ورق وإن غدا لناظره قريب، وما النصر إلا من عند الله والعزة للمغرب وأبطاله الفرسان الحقيقيين في كل القطاعات وكل المواقع فمن أجل المغرب نحيى ومن أجله نموت .
    وإلى بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي