ثماني مرتكزات حيوية حولت المغرب إلى قوة اقتصادية صاعدة

ثماني مرتكزات حيوية حولت المغرب إلى قوة اقتصادية صاعدة

A- A+
  • هل هي بوادر تحول المغرب إلى قوة إقليمية في أفق 2030؟ سؤال طرحته أسبوعية “المشعل” في عددها الجديد وهي تستحضر ثماني مرتكزات اقتصادية وعسكرية وثقافية روحية، انبنت على ضوئها أركان هذه القوة الصاعدة، في الوقت الذي سلطت فيه الضوء على مستجدات خطة العمل الثنائية الواعدة التي وقعها مؤخرا الجنرال دو كور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية عبد الفتاح الوراق، ونائب وزير الدفاع الأمريكي المكلف بالشؤون السياسية أنتوني تاتا الذي كان مرفوقا في زيارته للمغرب بوفد عسكري رفيع المستوى، من أجل تنزيل خارطة طريق الاتفاق العسكري الذي يمتد من 2020 إلى 2030، وهي الخطة الطموحة التي تؤشر بقوة، تضيف الأسبوعية، على إحداث هذا التحول مع حلول هذا الأفق الزمني وفق ما أكد عليه خبراء في المجال العسكري والأمني.

    وأوضحت أسبوعية “المشعل” في تفاصيل ملف أعدته تحت عنوان “المغرب أصبح قوة اقتصادية صاعدة.. وهذه المرتكزات الثمانية الحيوية”، أن التقارب الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا في المجال العسكري وجد ترجمته في مصادقة المؤسسة التشريعية على قانون يجيز للمؤسسة العسكرية تأسيس وحدات صناعية لتصنيع الأسلحة داخل التراب الوطني، عبر الاستعانة بالخبرات الأمريكية في هذا المجال، وهو ما أكد عليه الاتفاق العسكري للسنوات العشر المقبلة، حيث تتوقع بعض التقارير الدولية التي تناولت مستقبل الصناعة الدفاعية في المملكة وفرص تفوقها بالمنطقة المغاربية والعربية والإفريقية، أن ترتفع نفقات المغرب في المجال العسكري والدفاعي إلى نحو 18.6 مليار دولار، أي ما يزيد عن 183 مليار درهم، في الفترة ما بين 2018-2022، من بينها 5.7 مليار دولار مخصصة لتمويل مقتنيات الدفاع الوطني، أضف إلى ذلك عددا من الأوراش الكبرى التي انخرط المغرب في إنجازها مؤخرا من أجل تعزيز قوته بالمنطقة من قبيل إطلاقه لأقمار محمد السادس (أ) و(ب)، إلى جانب دخوله في مفاوضات إنشاء جسر معلق ضخم يربط مدينة طنجة بجبل طارق في طموح بريطاني لربط إفريقيا بأوروبا عبر المغرب.

  • في هذا الصدد، يؤكد الخبير الأمني والمحلل السياسي محمد شقير أن المغرب ينعم ببعض المقومات الهامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تؤهله إلى أن يصبح قوة إقليمية بالمنطقة، موضحا في تصريح لأسبوعية “المشعل”، أن من ضمن أبرز هذه المقومات توفره على موقع استراتيجي هام إلى جانب تميزه بالاستقرار السياسي والمؤهل الاقتصادي الذي يميزه عن غيره في بلدان هذه المنطقة، مشيرا إلى أن المغرب يفكر في خلق نواة صناعية صلبة في قطاع الأسلحة، مؤكدا أن ما سيزيد من فرص نجاح المغرب في هذا المخطط الصناعي العسكري، “هو التجربة التي راكمها على مستوى صناعته المدنية بقطاعات متطورة لا تقل أهمية من الناحية التكنولوجية كصناعة الطائرات والسيارات وغيرها، وهي النواة الصناعية التي سشكل أرضية صلبة للانطلاق نحو خلق صناعة عسكرية متطورة مستقبلا”.

    من جهته، أوضح أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني في تصريح لـ “المشعل”، أن المغرب لا يتوق فقط إلى أن يكون قوة إقليمية في المستقبل المنظور، بل يطمح كذلك إلى أن يصبح قاطرة للتنمية الشاملة في محيطه الجغرافي، “باعتبار أن المغرب ارتقى تحت قيادة الملك، إلى مرتبة متميزة على المستويين الاقتصادي والدبلوماسي أهلته إلى أن يكون أحد المساهمين الكبار في إنعاش حوار “جنوب جنوب”، وهو ما بوأه موقعا رياديا في المنتظم الدولي، لا يقوم على الهيمنة وإنما على تبادل المصالح بما يخدم رفاهية شعوب المنطقة المغاربية والإفريقية عامة”.

    هذا في الوقت الذي تطرق فيه المحلل الاقتصادي عبد الخالق التوهامي في تصريح لـ “المشعل”، لمكامن القوة الاقتصادية التي تؤهل المغرب لأن يصبح قوة إقليمية في المستقبل المنظور، متحدثا عن أهمية الثورة الاقتصادية التي قادها الملك في عمق القارة السمراء، في الوقت الذي أثار أهمية الدور الذي لعبه القطاع المالي والبنكي المغربي في هذا الاطار، وتحديدا على مستوى تمويل الاستثمار الأجنبي ومواكبة المقاولات الوطنية والدولية النشيطة داخل بلدان إفريقيا، كما ذكر بالمشروع الضخم لأنبوب الغاز الذي سيربط المغرب بنيجيريا والذي سيوفر قوة طاقية هائلة بالنظر لعدد الدول الإفريقية التي سيمر منها هذا الأنبوب وكذا حجم الاستثمار الذي سيخلقه في قطاعات صناعية مرتبطة بهذا المشروع التنموي الكبير.

    هذا إلى جانب الأوراش الاقتصادية الكبرى المفتوحة في الأقاليم الجنوبية للمملكة والاستثمارات المرتقب أن يتم إطلاقها قريبا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بمنطقة الصحراء المغربية على ضوء اعترافها مؤخرا بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، أضف إلى ذلك مشروع الجسر المرتقب أن يربط بين المغرب وجبل طارق، والذي أضحى مهما بالنسبة لبريطانيا بعد اتفاقية “البريكست”.

    تفاصيل أكثر حول أبرز مقومات القوة الاقتصادية والعسكرية التي أضحى يتميز بها المغرب في محيطه الجغرافي، والتي تؤهله لأن يصبح قوة إقليمية في المستقبل المنظور، تجدونها في العدد الجديد لأسبوعية “المشعل”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المؤتمرات المحلية للإستقلال: الضرب تحت الحزام بالشمال و التفرشيخ بالجنوب