عبد الإله بنكيران .. ”صمت دهرا ونطق خطأ”

عبد الإله بنكيران .. ”صمت دهرا ونطق خطأ”

عبد الإله بنكيران

A- A+
  • معذرة لصاحب المقولة الشهيرة: ”صمت دهرا ونطق كفرا” الذي تعسفت على مقولته وقمت بتحويرها قليلا، لكي أوظفها في تشخيص خرجة عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، يوم أمس الخميس، والتي خلفت ردود فعل مختلفة من طرف النشطاء الفيسبوكيين الذين انتقدوا الخرجة لا من حيث التوقيت الذي اختاره قبل أشهر عن موعد الاستحقاقات الانتخابية سنة 2021، ولا من حيث مضمون الخطاب الذي وجهه عراب حركة الإصلاح والتوحيد الدعوية مغربيا، تفاعلا مع الأحداث الدموية التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية بفرنسا، حيث ارتدى جبة الداعية ليتجاوز خطابه مستوى الوطن إلى الأمة الإسلامية”.

    وتساءل النشطاء الفيسبوكيون عن التوقيت الذي اختاره، بنكيران الذي غاب عن أعين المغاربة لشهور، وظهر يوم أمس الخميس، خلال ركوبه على حادث مقتل ثلاثة أشخاص بكاتدرئيات نيس الفرنسية على يد شاب تونسي، المتزامن مع عودة غريمه حميد شباط، يوم الجمعة الماضي، إلى أرض الوطن قادما من تركيا، والذي يهدد حسب متتبعين، حضور مريد بنكيران إدريس الأزمي على مستوى مدينة فاس”.

  • واعتبر الناشط (رشيد. م) أن خرجة بنكيران الأخيرة ”استغلال للحظة لرفع أسهم التعاطف الشعبي وكسب المصداقية الشعبوية وسط معركة تأججت فيها الانفعالات الدينية الغوغائية ورفعت فيها شعارات ستصب في مصلحة الإخوانجية مرة أخرى إذا لم يتم فضحها ومواجهتها ونقدها ”.

    وعلق (م.إبراهيم ) قائلا :” لاحظنا أنه خلع عنه جبة السياسي، وارتدى جبة رجل الدين، أو ربما زاوج بينهما كما يفعل أصحاب الإسلام السياسي كالعادة (..) شرع السيد بنكيران يوجه الخطاب لمسلمي فرنسا، وأحيانا يوجهه لمسلمي العالم كأنه زعيم الإخوان المسلمين الجديد، غير أنه من الغريب أن شخصا مارس السياسة وزار بلدان العالم والتقى بشخصيات عالمية، وخبِر دقائق الأمور مع فرنسا أن يرتكب في خَطابته خطأ، بأن يتهم الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه (ربما هو الذي أمر بنشر الصور المسيئة) وهذا يعني أن السيد بنكيران لم تنفعه زياراته الرسمية شيئا، في سبيل تبيان حرية التعبير لدى الصحف الفرنسية، و عدم تحكم الرئيس الفرنسي في السلطة الرابعة…والرئيس الفرنسي لا يأمر الصحف بنشر ما يطلبه هو شخصيا لأنها بلد المؤسسات ( وكيف له أن يعلم ذلك وهو الذي كان يغوص في النكت والضحك)”.

    وسجل الناشط أن بنكيران ”رمى بمغالطات للمتابعين حول احترام كبار الفلاسفة والكتاب الغربيين للرسول ( صلى الله عليه وسلم) واعتباره أعظم شخصية عبر التاريخ، فاستشهد بكتاب (المائة الأوائل)، وربما كان يقصد كتاب مايكل هارت ( الـ 100: ترتيب الشخصيات الأكثر تأثيرا في التاريخ) وهو كتاب لـ 100 شخصية أثرت في التاريخ وليست الأعظم ..لأن من بين الشخصيات الـ100 مجرمون مثل ستالين ..جنكيز خان ..هتلر ..وغيرهم من الذين يجعلون 100 عظماء فيها نوعا من الشك، ولكون هارت في كتابه تحدث حول عبقرية الرسول (ص) وليس عن صدقية الوحي وأخلاقه …..وبعد ذلك عرج على الشاعر الكبير لامارتين وكونه كان يعظم الرسول ) ص) ، وهو أمر غير حقيقي لكون لامارتين يعتبر الرسول (ص) رجلا عبقريا محاربا غازيا ونفى عنه أي مظاهر للنبوة أو الوحي أو الأخلاق ”.

    ويبدو أن الرجل من شدة حماسته للموضوع الذي وجد فيه مرتعا خصبا للامتداد وبعث أكثر من رسالة لأكثر من جهة لا على مستوى الداخل في الحزب والحركة، وما يعيشانه خلال الأيام القليلة الماضية من ارتباك على المستوى التنظيمي، ولا على مستوى خارج القطر في تعامل وتوظيف برغماتي لخطاب يدغدغ الوجدان والعاطفة ويعيد الثقة لخطاب الحزب الذي يتآكل يوما بعد يوم، دفعه كل هذا إلى النطق بمعطيات غير حقيقة والتاريخ شاهد على ذلك.. لقد صمت دهرا ونطق خطأ.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث