منظمة فرنسية تطرد موريتانيا متعاقدا لأنه رسم كاريكاتورا لـ”إيمانويل ماكرون”

منظمة فرنسية تطرد موريتانيا متعاقدا لأنه رسم كاريكاتورا لـ”إيمانويل ماكرون”

A- A+
  • في مفارقة غريبة، تظهر ازدواجبة الخطاب الذي تنهجه الدولة الفرنسية فيما يتعلق بمبدأ حرية التعبير، الذي ناضلت من أجله لقرون، وأصبح اليوم محط أزمة حقيقية تُسائِل الجمهورية الخامسة والقيم التي أرست أركانها عليها من خلال التنظير السياسي والفلسفي للحق في التعبير كمبدأ إنساني كوني لا يخضع لابتزاز المواطنة والعقيدة والجغرافيا، قررت منظمة فرنسية إيقاف تعاونها مع الرسام الموريتاني ”خالد ولد مولاي إدريس” لأنه رسم كاريكاتورا لـ”إيمانويل ماكرون”، بدعوى أنه يسيء لرموز الدولة الفرنسية ويحث على الكراهية”.

    وتأتي هذه الخطوة التي تكشف عن سياسة الكيل بمكيالين، في الوقت الذي خرج رئيس الجمهورية الخامسة ”ماكرون” أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية ليشنف أسماع مواطنيه والعالم حول دفاعه المستميت عن حرية التعبير، وأنه لا يمكن أن يمنع صحيفة ”شارلي إيبدو” الساخرة من نشر الرسوم الكاريكاتورية حول الرسول الكريم، رغم ما خلفته من استثارة لمشاعر المسلمين الذين رفضوا هذه الخطوة الاستفزازية، ورغم ما خلفته من ردود فعل عنيفة كان آخرها مقتل ثلاثة أشخاص بكاتدرائية مدينة نيس الفرنسية.

  • وعلق الناشط مصطفى أديب الذي يقطن بالديار الفرنسية الذي نشر الخبر، في تدوينة عبر صفحته بالفيسبوك، اليوم الجمعة، قائلا :” ما شاء الله على حرية التعبير الجديدة في فرنسا، و طبعا، سوف يطل عليكم أحدهم ليقول لكم : ”هذا القرار هو قرار لمنظمَة خاصة، و ليس قراراً للحكومة الفرنسية، و أن المنظمة هي حرة في قراراتها و اختياراتها”.

    وزاد قائلا :” غريب حال الحرية في فرنسا مع هؤلاء الحكام الجدد !أولا، تلك المنظمة تتلقى دعما ماليا من الحكومة الفرنسية، يعني أنها ليست محايدة، لأن العديد يجهلون أن هناك منظمات ترفض دعم الحكومة الفرنسية حفاظا على استقلاليتها و خير دليل هو منظمة العفو الدولية سابقا، يعني أن هذه المنظمة غير مستقلة ماديا على الحكومة الفرنسية”…

    ..”ثانيا: تلك المنظمة بتلقيها لدعم مالي من الحكومة، فهي تتلقى دعما من المال العام الفرنسي. و عدم استغلال المال العام الفرنسي استعمالا معقلنا و يحترم قوانين ومبادئ فرنسا هو جريمة يعاقب عليها القانون الفرنسي، و كذلك القانون الأوروبي”…

    ..”ثالثا: لم نسمع ”إيمانويل ماكرون” يندد بطعن مسلمتين بسكين في باريس الأسبوع الماضي، و لن نسمع به حول طرد هذا الرسام، و هذا لا لسبب إلا لسبب واحد: عدم وجود مواطنين فرنسيين كثر يدافعون عن حرية عقيدتهم و ممارسة شعائرها، و عن حرية التعبير البعيدة عن النفاق و المصلحجة”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”