جرى بعد صلاة ظهر اليوم السبت 22 غشت 2020، تشييع جثمان الفنان والمخرج وهرم الفن الأمازيغي “أحمد بادوج” بمقبرة “تيليلا” بمدينة أكادير وسط تدابير احترازية صارمة بفعل وفاته بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

وحضر جنازة الفقيد أبناؤه وأفراد أسرته وقلة قليلة من معارفه ورفاق دربه في الميدان الفني والثقافي بمدينة أكادير وجهة سوس بصفة عامة، فيما غاب عنها المسؤولون سواء على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني لأسباب مجهولة.

وخلف موت “بادوج” حزنا وأسى كبيرا في صفوف مجموعة أصدقائه من الفنانين ونجوم الشاشة المغربية وأبطال “الركح” الذين أشرف الراحل معهم على إخراج مجموعة من الأعمال الفنية في عدد من المسرحيات والأفلام الأمازيغية التي سطع فيها نجم “بادوج”.

وكان أحمد بادوج قد أدخل بشكل استعجالي بداية هذا الأسبوع للمستشفى الإقليمي، للعلاج بعد وعكة صحية مفاجئة، ليتفاقم وضعه الصحي، وينقل نحو المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير ليجري إخضاعه لتحاليل مخبرية خاصة بفيروس كورونا، والتي أثبتت إصابته بالفيروس، ليدخل قسم الإنعاش بعدما غاب عن الوعي، قبل أن يفارق الحياة صبيحة اليوم نتيجة مضاعفات إصابته بكوفيد 19 بفعل معاناته من أمراض مزمنة أثرت بشكل سريع على مناعته ضد كورونا.

ويعد الفقيد من أحد أهرامات الفن الأمازيغي والمسرح بجهة سوس ماسة، وأحد المؤسسين للسينما الأمازيغية بمدينة أكادير، حيث تكون على يديه عدد من الأجيال وكبار الممثلين المعروفين بالساحة الفنية الأمازيغية.

وأسس بادوج أول فرقة أمازيغية للمسرح تسمى “أمنار” سنة 1972، لينضم إلى جمعية “تيفاوين” سنة 1985 و التي سطع نجمه معها في مجال التمثيل المسرحي، وفي سنة 1987 كانت بداية بادوج مع أول مسرحية بعنوان “100 مليون” ثم مسرحية “كرة القدم” سنة 1988، وفي سنة 1989 شارك في تصوير أول فيلم أمازيغي بعنوان “تمغارت وورغ” لكن هذا العمل لم يَر النور ليصبح مُتاحا بالأسواق إلا بعد سنتين من تصويره ولعب أحمد بادوج دور البطولة فيه وهو الفيلم الذي فتح له أبواب السينما الأمازيغية.

كما شارك بادوج في عدة أعمال فنية وأفلام معروفة لقيت نجاحا باهرا بالمنطقة خاصة المتكلمة باللسان الأمازيغي، لينتقل لاحتراف الإخراج، وذلك بإشرافه على إخراج نحو 30 فيلما أمازيغيا، وبذلك تمكن من نيل شهرة واسعة وحصد عدة جوائز وتكريمات بمجموعة من المهرجانات الوطنية والدولية.

المصدر: شوف تي في