عزيز بوستة يكتب عن تجربة شوف تيفي

عزيز بوستة يكتب عن تجربة شوف تيفي

A- A+
  • (التذكرة 369) شوف تيفي، شوف تيفيزاسيون، شوف فوبي

    عزيز بوستة (بانورا بوست. كوم)

  • نادرا ما تكون صحيفة، ورقية كانت أم إلكترونية، مذنبة مثل موقع ChoufTV … موقع ضعيف المستوى، إعلام مختص في التلصص، التضليل، “تفو” … لكن كيف نفسر إذن، أنها هي أول وسيلة إعلام في المغرب؟ .. مع العلم أننا لا ننتقد سوى النجاحات الكبيرة، ولا شك أن قناة “شوف تيفي” هي تجربة نجاح كبير. الأولى في المغرب وتحتل المركز 23 في العالم، مع أكثر من 10 ملايين زيارة في اليوم، من يقول إن هناك من هو أفضل!

    دعنا نقول في البداية، نحن لا نشترك، ولكن ليس على الإطلاق، في خط التحرير والمحتوى التحريري لهذا الموقع. لا يمكننا أن نقول المزيد دون الحكم، لأننا من نكون حتى نحكم على فائدتها أو نقيس حجم مساهمتها؟ ما يمكننا قوله، مع ذلك، هو أنه إذا كان الموقع الذي يديره إدريس شحتان مثيرا، وأنه لا ضرر في إثارة مشاعر زواره أو قرائه، فلماذا نقر نحن بذلك، والموقع يعمل وفقا للقانون.

    لكن منذ زمن ليس بالبعيد، بضع سنوات، وأكثر في الأسابيع الأخيرة، عاينا عصابة حقيقية تستهدف قناة “شوف تيفي”، يقودها أشخاص يعلنون أنفسهم أصحاب الفضيلة الإنسانية وازدراء الرذيلة في هذا العالم المنحط. “إنها تعطي معلومات كاذبة”، “إنها متخصصة في إنتاج الأخبار الصادمة والمستفزة” ، “إنها من مخلفات وبقايا المهنة” … سوف نفهم. في عيونهم، فإن “شوف تيفي”، هي الشر المطلق، والخير بدون شك، هو أن تقوم بمهاجمة الدولة عن طريق المعاكسة وبدون مركب نقص.

    يمكننا أن نرفض التحدث إلى صحافيين من “شوف تيفي”، كما يمكننا رفض إجراء مقابلة مع القناة. يمكننا أن نتقيأ الصحافة الشعبية، ولكن في الصحافة الشعبية هناك شعب، ولا يمكننا إلا احترام الآراء والخيارات الشعبية. المصورون المزعجون والصحافة الفاضحة ليسا اختراعا مغربيا، لكن المغرب، مثله مثل باقي البلدان الأخرى، لديه جزء من الشعب، يفضل استهلاك هذا النوع من المعلومات التي تنتجها قناة “شوف تيفي”.

    إنهم أكثر من 10 ملايين شخص يجدون راحتهم “الفكرية” أو البصرية على هذا الموقع، فبأي حق لا نحترم هؤلاء الملايين من الناس؟ بصراحة، ما هي وسائل الإعلام التي سترفض هؤلاء المشاهدين؟ الكثير منهم، حتى أولئك الذين حاولوا أن يقلدوا تجربة “شوف تيفي”، ولكن دون جدوى! الأمر يتطلب موهبة معينة للتجرؤ على ما يتجرأ عليه زميلنا شحتان، ويلزم أيضا أخذ جرعة معينة من سوء النية حتى لا يتم التعرف عليه.

    صحيح أنه في الأسابيع الأخيرة، أضحى الموقع يتوفر على فضول التوصل ببعض المعلومات التي يمكننا أن نعتبرها حساسة: تاريخ ووقت اعتقال صحافي مشتبه بتورطه في اغتصاب شاب مثلي، ونشر مقالات ضده ، “إبلاغ” ضد صحفي آخر … ولكن من خلال نقل هذه المعلومات، أو بالموافقة على القيام بدور الشرطة، هل أصبحت “شوف تيفي” حقا قذرة؟ إذا استعانت الشرطة بخدمات هذا الموقع، فلأنها هي أيضا تبحث من خلال شهرة هذه القناة، عن جمهور واسع لتتبع ما تقوم به من عمل أمني.

    هل هو غير قانوني؟ لا. هل هو غير أخلاقي؟ لا أحد يعرف، حجة الأخلاق يتم تطويرها بشكل عام من قبل أولئك الذين ليس لديهم غيرها. ولكن دعونا نتفق على أن الشرطة يجب أن تتراجع قليلا ، لأسباب عديدة …

    منذ اللحظة التي أصبحت فيها قناة “شوف تيفي” تتوافق مع قانون الصحافة، فإنها تصدر تصريحاتها الضريبية وتصرح بجميع أجرائها ومستخدميها، الذين يهاجمونها يتوجهون إلى نفس تجاوزات الحرمان أو المضايقة التي يلومون فيها العدالة والشرطة. إن المقاتلين المسلحين الذين يعرقلون جميع الحريات الأخرى في التفكير والتصرف أكثر من حريتهم هم أكثر خطورة من أولئك الذين ينغمسون في الانتقام الشعبي.

    وإذا كان هناك 10 إلى 12 مليونا يشاهدون ويستمتعون بـ “المعلومات” التي يقدمها الموقع، فهذه علامة على النجاح التجاري لـ “شوف تيفي”، مثل Closer عند الفرنسيين، أو الصحف الشعبية بين أصدقائنا البريطانيين، المعروفين حتى الآن بحيويتهم على مستوى العيش. ومع ذلك ، في المجتمع المدني في فرنسا أو المملكة المتحدة، هناك رضا عن تسجيل العروض، دون إهانة، دون إصدار أحكام، ودون إعلان أنفسنا مدافعين عن الفضيلة الإعلامية.

    من الجيد إلقاء خطاب من سبعينيات القرن الماضي، قتل بسببه مناضلون حقيقيون، أوعاشوا على إثره أهوال التعذيب، ومن السهل أن يشدك الحنين لرؤساء صحف في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يوجدون اليوم في المنفى، طوعيا لكن في المنفى على أي حال، ساهموا فعليا في تطوير حرية الصحافة في المغرب. لكن صنع “دون كيشوت” (أو Vyshinsky)، وإرهاق الناس، المنظمات، المؤسسات، مع الإيمان الجازم بأي تقريريصدر عن منظمة حقوقية، يسعى لتصوير أشخاص على أنهم مناضلون حقيقيون.

    للتأكيد، قد لا يكون لقناة “شوف تيفي” جهة آسرة أو داعمة لها فكريا، لكن هذا ليس هدفها ولها الحق في الوجود والاستمرار في الازدهار.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي