رسالة إلى باطمة النجومية سمو وليست انحطاطا

رسالة إلى باطمة النجومية سمو وليست انحطاطا

A- A+
  • لا حديث اليوم سوى عن الفضيحة التي وضعت الفنانة باطمة نفسها في قلبها.. القضية الآن بيد القضاء ولا يمكن التأثير على مجريات التحقيق، وكل متهم كما يعلمنا العرف القضائي بريء حتى تتم إدانته، لكن هناك شيء ما غير سوي في مسار الفنانة دنيا باطمة، التي عشقها الجمهور المغربي، لأنها بنت أسرة لها حظوة في قلب المغاربة من العربي إلى محمد باطمة، فتاة جاءت من المنحدر الاجتماعي للفقر وفجأة أصبحت تلعب بالملايين، وكل مغربي لايمكن إلا أن يفتخر بأبناء الشعب الذين يرسمون طريقهم إلى عالم النجوم الكبار من لا شيء، ولكن لماذا تخلى الجمهور المغربي عن الفنانة دنيا باطمة التي عشقها؟

    هنا يجب أن نرتقي بالنقاش إلى مستوى أعلى، النجاح له ضرائب، وليس الغناء وحده من يصنع النجومية الناجحة بل السلوك الإنساني، هذا ما يمكن أن نلاحظه مع فنانين كبار من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ إلى سميرة بن سعيد ونعيمة سميح وعزيزة جلال وعبد الوهاب الدكالي الذين رفعهم الجمهور المغربي والعربي إلى سماوات عالية، ولم ينزلوا منها أبدا حتى بموت بعضهم أو بتوقف آخرين عن الغناء لسبب أو آخر، الذين طيلة مسيرتهم الفنية الطويلة كانوا بدون أحقاد وسلوكهم الإنساني ظل من مستوى ثقافي جد عالي، بعيدين عن النميمة الرخيصة ونشر فضائح وأسرار منافسيهم أو منافساتهم في المجال الفني..

  • لكن لنقارن بين نجمين مغربيين من نفس الجيل، كل واحد تورط بشكل ما في فضيحة أخلاقية، سعد لمجرد ودنيا باطمة، ومع ذلك فإن المغاربة ساندوا لمجرد وتخلوا عن باطمة، على اعتبار أن الأول لم يمس أحدا من المغنيين بسوء ولا أفشى سرا تسبب في تشويه السمعة والحط من الكرامة والتشويش المجاني، وسلوكه مرتبط بحميمياته الذاتية التي مسته لوحده ولم تؤثر على مكانته لدى الجمهور في داخل وخارج المغرب، فيما باطمة لم تنتقل من سلوك الضغينة والأحقاد والنميمات الصغرى ومواجهة فنانين مشاهير والتسبب في خراب بيوت الكثيرات منهن، ورغم تغير موقعها الاجتماعي ووصولها إلى قمة المجد لم ترتق بسلوكاتها.. أكثر من 40 سنة من عمل فنانة مثل سميرة سعيد ونعيمة سميح وغيرهما، ولم نسمع عن شجار أو خصام بشكل وضيع طيلة حياتهن مع أي فنان أو فنانة داخل المغرب وخارجه.. وحافظن على مكانتهن في قلب الجمهور العريض..

    ما كان ينقص الفنانة دنيا باطمة عدا التحلي بسلوك إنساني وأخلاقي راقي هو أن تحيط نفسها بأكثر من مستشار قانوني وفني وسيكولوجي، يرشدها ويذكرها دوما بوضعها الجديد وبالسلوك أو التصرف الذي يجب أن تقوم به في هذه الواقعة أو تلك، كما في الدول المتقدمة ومع كبار النجوم والمشاهير الذين لايتصرفون حتى في شكل مشيتهم أو ابتسامتهم أو حتى ملابسهم وما يجب أن يقولوه أو لا يقولوه في لقاء صحافي ما.. دون مستشارين خاصين لهم دراية بالتواصل والاتصال والخبرة الفنية، فما خاب من استشار، فالتغير الاجتماعي الذي طرأ على دنيا باطمة حتى وجدت نفسها بين عشية وضحاها تلعب في الملايين، لم يوازيه ذلك الارتقاء في السلوك الذي أخذ يفرضه عليها الوضع الجديد، وبدأت تدخل في صراعات وحروب صغيرة مع فنانات وفنانين مغاربة، وسعت إلى تحطيم آخرين في حياتهم المهنية والشخصية بنشر أسرار بدون موافقة المعنيين بالأمر وهو ما يجرمه القانون، حتى أصبحت اليوم على طرف كل لسان من الشامتين وممن مستهم بكلام جارح وتعليق ساخر، ونميمة بخسة… الصعود إلى النجومية شيء والحفاظ عليها يتطلب أشياء أخرى أكيد لم ولن تستوعبها دنيا باطمة ما دامت لم تتقن فن الرقي الاجتماعي…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث