من هم المبخسون الحقيقيون؟

من هم المبخسون الحقيقيون؟

A- A+
  • من هم المبخسون الحقيقيون؟

    لم يستطع رئيس الحكومة المحترم التغطية على هزالة أدائه الحكومي وضعف حصيلته الحكومية، حتى أن المغاربة لم يجدوا ما يحتفظون به سوى زلة لسانه عن “المرأة القروية”، لأن المنجز تصدقه العين ويلمسه المواطنون في معيشهم اليومي، وليس بالشعارات المرفوعة وتسويق الأوهام، فالناس يترحمون على حكومات اليوسفي وجطو وعباس الفاسي، لأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاء، فهؤلاء جاؤوا في مرحلة صعبة إما جفافا كما في فترة اليوسفي، أو ارتفاعا في تكلفة البترول حينما وصل البرميل الواحد إلى أسعار خيالية فاقت 110 دولار في فترة عباس الفاسي، ولأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم خاصة حين لا تجد ما تدافع به عن نفسك، فقد هاجم سعد الدين العثماني المغاربة بقوله إن حزبه يتعرض لعملية تبخيس ممنهجة.. يا سلام..
    حين صوت المغاربة على حزب المصباح، في الولاية الأولى عام 2011 وزكاه بنسبة أكبر من الأولى في عام  2016، كان المغاربة جميلين، وكان العثماني وسلفه غير المأسوف عليه عبد الإله  بن كيران يهدد معارضيه بالشارع وبالمغاربة الذين صوتوا عليه، أما حين فقد الناس الأمل في شعارات حزب العدالة والتنمية وتبددت كل الوعود التي غشيت بها الأعين، فالمغاربة إذن يسعون إلى التبخيس الممنهج والمتعمد للحزب الذي يدير شؤونهم العامة، كما قال رئيس الحكومة في اجتماع حزبي: “إن الحزب يتلقى الضربات، وهناك حملات للتبخيس تستهدفه بشكل متعمد”، وأرجع هذا الاستهداف “لحضور الحزب الدائم والتعبئة التي يوجد عليها.. البعض يستغل أننا ظْريْفينْ، لكننا لن نسمح في حق الحزب وسندافع عنه بكل الآليات القانونية”..
    هل ينفع خطاب المظلومية الذي رفعه سعد الدين العثماني لتبرير هزالة حصيلة تجربة حزبه الحكومية، لم يعد الأمر ينطلي على المغاربة، لأنهم  عاقوا ببساطة، ولم تعد تنطلي عليهم الوعود الانتخابية للحزب الذي قدم نفسه للمواطنين كما لو أنه المنقذ من الضلال فإذا به يزيد الأوضاع سوءا حتى أصبحنا نترحم على عهود رؤساء الحكومة السابقين. ما الذي تعرض له حزب العدالة والتنمية حقا من نقد مقابل ما ناله كل من الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال؟
    حزب العدالة والتنمية جا ولقاها ساهلة ماهلة، “دجاجة بكامونها”، ما تعدمو مناضليه، ما تنفاو، ما قضى الآلاف منهم سنين طويلة في السجون مقارنة مع مناضلي حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، حزب المصباح ساهمت ظروف كونية في أن يجد نفسه بسرعة البرق في أحضان الحكم لولايتين متتاليتين يقود الحكومة وفي انتخابات شفافة لم يطعن فيها أحد.. وجاء في ظل أوضاع مريحة لا يحلم بها أي حزب مغربي، دستور نوعي أعطى  الحكومة الكثير من الاختصاصات وأصبح رئيس الحكومة مؤسسة حقيقية، ونزل سعر البترول لطيلة عقد من الزمان لمستويات دنيا غير مسبوقة في التاريخ المغربي، وأعفي البنزين من دعم صندوق المقاصة المقتطع من ميزانية الدولة، بعدما تم تحرير الأسعار وأصبح المواطن هو من يؤدي هذه التكلفة، وجاء في ظل مشاريع كبرى هيكلية قادها الملك، ولم ينازع حكومة العثماني الاستفادة من خيراتها، ولعل هذا هو السبب الذي جعل رئيس الحكومة يقر بأن الفضل يعود للملك الذي سهر شخصيا على مشاريع كبرى، مع فارق أنه أسند هذه المنجزات إلى حكومته، في حين أن الحقيقة هي أن مشاريع الطاقة المتجددة والطرق الكبرى والموانئ والمطارات النموذجية هي مشاريع ملكية، وما صدر بيان للتكذيب ولا تم الإيحاء لمن يعيد الأمر إلى نصابه.. فما لله لله، وما لقيصر لقيصر.
    ومع ذلك فأضعف تشكيلية حكومية طيلة 20 سنة الأخيرة هي أغلبية حكومة العثماني، التي لم تجد معارضة باستثناء مبادرات حزب الاستقلال وخرجات زعيمه، فتولى المواطنون ذلك بأنفسهم، فمن هم المبخسون الحقيقيون، أليست الحكومة وقيادة البيجيدي؟ ولكم واسع النظر.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي