في ذكرى هجمات 11 شتنبر.. إلى أين يسير العالم؟

في ذكرى هجمات 11 شتنبر.. إلى أين يسير العالم؟

A- A+
  • استعادت الولايات المتحدة، الثلاثاء، ذكرى مرور 17 عاما على أسوأ هجوم إرهابي عرفته أمريكا، الدولة الأقوى في العالم، قتل فيه ما يقرب من 3000 شخص، عندما وجه خاطفون طائرات نحو برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع وحقل بنسلفانيا.

    خبر الهجوم الأول على البرج الشمالي، تلقاه الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش الإبن، من كبير موظفي البيت الأبيض “أندرو كارد”، ليبلغه وقوع الهجوم الأول، عندما كان في فصل مدرسي صحبة طلاب مدرسة” إيما إي بوكر” الابتدائية في ساراسوتا بولاية فلوريدا.

  • بعد سماعه الخبر الصاعقة، أنهى بوش الابن نقاشه مع الطلاب سريعا، بعد فترة ذهول أصابته لم يصدق فيها ما وقع وما سيقع، فلأول مرة تتحول طائرات مدنية إلى سلاح مدمر لأكبر برجي التجارة في العالم، معلنا بعد الهجوم أن” الأمر يتعلق على ما يبدو باعتداء إرهابي”، فيما انتقد الكونغرس وكالة المخابرات الأمريكية cia ومكتب التحقيقات الفيدرالي fbi ، لفشلهما في إحباط الهجمات.

    خلية أزمة في فصل دراسي فارغ

    في الفصل الفارغ، بمحاذاة الفصل الذي بلغه الخبر فيه، انعقد اجتماع مصغر جمع بوش بمساعديه ممن اصطحبهم في زيارته للمدرسة، حيث أجرى بوش اتصالاته للوقوف على آخر التطورات، ومتابعة آخر المستجدات، مشكلا خلية أزمة، لمتبعة الأوضاع مع توالي الأخبار بوقوع هجمات أخرى في أماكن متفرقة من بلد العم سام.

    أم أسامة بن لادن: ابني فقد طريقه وما زلت أحبه

    نشرت صحيفة الغارديان البريطانية شهر غشت الماضي، مقتطفات من مقابلة أجرتها مع علياء غانم، والدة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تكلمت فيه ولأول مرة لوسائل إعلام، عن تأثر ابنها أسامة بالفكر المتطرف للشيخ الفلسطيني عبد الله عزام.

    الأم ذات السبعين خريفا، تصف ابنها أسامة بأنه” مازال الابن المحبوب فقد طيبوبته بشكل ما”، وتابعت الأم المكلومة في ابنها المغتال، حيث تصف حياتها بالصعبة لأن “أسامة كان بعيدا عنها سنوات طويلة” قبل أن تغتاله القوات الأمريكية الخاصة في باكستان بأمر من أوباما، قائلة “كان ولدا رائعا وكان يحبني كثيرا”.

    وتصف غانم الابن البكر أسامة بأنه كان صبيا خجولا وقادرا أكاديميا متفوقا في دراسته”، ليصبح فيما بعد شخصية شجاعة مندفعة في أوائل العشرينات من عمره، حدث ذلك إبان متابعة دراسته الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، حيث تحول من الابن اللطيف الخجول إلى شخص متطرف فكريا، بعدما تم غسل دماغه، تضيف علياء “كنت أقول له دائما أن يبتعد عنهم، وهو لم يكن أبدا يعترف لي بما كان يقوم به لأنه كان يحبني كثيرا”

    الفلسطيني عبد الله عزام الذي تاثر به بن لادن، تم نفيه في وقت لاحق من السعودية وأصبح مستشار أسامة الروحي” دائما حسب أم بن لادن، حيث كانت آخر مرة تلتقي ابنها أسامة عام 1999 في أفغانستان، في ضيافة حركة طالبان بزعامة الملا عمر آنذاك ،أي عامين قبل هجمات 11سبتمير، وهو العام الذي زارته العائلة فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار، و”كان سعيدا جدا لاستقبالنا”تضيف الأم، في محاولة أخيرة من الأم والعائلة على السواء، لإقناعه بالعودة إلى السعودية وفقا لما ذكره عمر بن لادن “جاءت جدتي عليا إلى أفغانستان لمناشدة والدي التخلي عن الجهاد والعودة إلى الديار، وقالت الجدة عليا إن الوقت لم يفت بعد، فالملك فهد يقدم عرضا واحدا وأخيرا، متعهدا لوالدي أنه لن يسجن أو يسلم إلى الأمريكيين، بل ستؤمن له حياة هادئة لو عاد فقط إلى السعودية”، لكن أسامة المجاهد كما أصبح يوصف في المملكة، رفض العرض قائلا “لا استطيع العودة أبدا إلى المملكة ولن تشاهد عيناي من جديد أرضها ولن تطأ قدماي شوارع جدة”

    الهجرة من السعودية إلى الجهاد

    يأتي قرار أسامة بن لادن ، بعد أن سمحت السلطات السعودية بنزول القوات الأمريكية بالجزيرة العربية، بدعوة من الملك فهد بن عبد العزيز بعد مشاورة مع علماء المملكة، بعدما استشعروا الخطر العراقي زمن حكم الراحل صدام حسين، عقب غزوه للكويت، رافضا- بن لادن- تواجد القوات الأمريكية على أرض التوحيد والإسلام وغيرها من أرض الجزيرة العربية، فهي حسب معتقده بلد الإسلام والقادمون كفار لا يحل لهم أن يطئو بلاد الإسلام، واعدا بطردهم رفقة “كتيبته الجهادية” التي اكتسبت خبرة في القتال وحرب العصابات، أيام محاربة الوجود السوفياتي من أفغانستان بدعم أمريكي وسعودي.

    السودان قبل أفغانستان

    قبل أفغانستان كان أسامة مقيما بالسودان، قبل أن تتخلى عنه الحكومة السودانية، عندما كان حسن الترابي مشاركا في الحكم، جراء ضغوط مورست على الخرطوم، لتسليم أو طرد بن لادن، خاصة بعد هجومات تبناه تنظيم القاعدة، الذي كان يرأسه بن لادن وإلى جانبه الطبيب المصري أيمن الظواهري، كان أبرزها استهداف المدمرة كول في خليج عدن ثم هجمات نيروبي ودار السلام.

    أسامة ومحاربة الروس في أفغانستان

    يقول حسن بن لادن الشقيق الأصغر لأسامة، إنه “في أوائل الثمانينات سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي، وكل من قابله في الأيام الأولى احترامه كثيرا،في البداية، كنا فخورين به حتى الحكومة السعودية كانت ستعامله بطريقة نبيلة و محترمة إلى أن جاء أسامة المجاهد”.

    هجمات القاعدة 11/9

    الهجمات التي ضربت أمريكا يوم 11سبتمبر2001، شارك في تنفيذها 19 شخصا، من جنسيات عربية وإسلامية مختلفة، قاموا بخطف 4 طائرات مدنية بركابها وضربوا بها 3 مواقع مزهقين آلاف الأرواح، حيث حول الخاطفون الطائرات إلى سلاح مدمر، بعدما تعلموا قيادة الطائرات في أوربا وأمريكا نفسها.

    توجهت الطائرة الأولى مصطدمة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في نيويورك(twin center)، تلتها أخرى انغمست في البرج الجنوبي للمركز، ثم ضربت الثالثة مبنى البانتاغون في مدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، في حين تحطمت الرابعة قبل بلوغ البيت الأبيض بواشنطن.

    سقط خلال هذه الهجمات مايقارب3000ضحية، ضمنهم مسلمين، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين والمفقودين، ليعلن بعدها بوش الحرب على الإرهاب، مقسما العالم بين مؤيد وآخر معارض (الصين،روسيا،فرنسا شيراك)، بعد ترديد قولته الشهيرة “من ليس معنا فهو ضدنا”، لتبدأ فصول أخرى من الدمار والقتل والرعب، بدءا بغزو أفغانستان ثم العراق عام 2003، حيث مات مئات الآلاف من المدنيين العزل، في وقت مازالت الأزمات تتفاقم والفوضى تتسع، تزامنا مع سقوط أنظمة عربية، والذي عجل بتفريخ أكبر للجماعات الجهادية المتشددة الواحدة تلو الأخرى، أبرزها “داعش” ، ضدا على الغطرسة الأمريكية.

    ترامب …داعش…صفقة القرن

    مازالت ارتدادات هذه الهجمات على أمريكا مستمرا، دون معرفة المآلات التي ستنتهي بالمنطقة العربية والعالم برمته، في ضوء حكم ترامب الرئيس الجديد لبلد العم سام، حيث اتخذ منذ مجيئه قرارات لم يجرؤ أحد من قبله من الرؤساء الأمريكيين على اتخاذها، لعل أبرزها “صفقة القرن” القاضية بتحويل عاصمة اسرائيل إلى القدس، متجاوزا بذلك كل الاتفاقيات والأعراف الدولية وعلى رأسها حل الدولتين، والمفاجئات مستمرة للملياردير ترامب، من تهديد كوريا الشمالية، إلى فسخ الاتفاقية إيران، ووقف المساعدات للفلسطينيين، ثم الأزمة مع روسيا، بعد اتهامها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، بعدها تركيا، الصين، والقائمة مستمرة حتى يبزغ “النجم الساطع” قريبا في الشام والأناضول.

    العالم تغير بعد هجمات واشنطن إلى الأسوء، فلم يعد كما كان من قبل، حروب وقتل ودمار، ولازالت آثارها تتجدد في كل يوم، وإلى اليوم، لم يصبح العالم مكانا أفضل للعيش كما يتمنى الجميع، بعد هزات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، مازال العرب مفعولا بهم منصوب، ومازالوا في الترقب والانتظار، إنا منتظرون.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الدارالبيضاء تستعد لاحتضان النسخة الثالثة من التظاهرة MOROCCO MALL JUNIOR PRO